31/10/2010 - 11:02

صحيفة مصرية تكشف عن الأفكار المصرية التي طرحت على واشنطن لانطلاق المفاوضات

-

صحيفة مصرية تكشف عن الأفكار المصرية التي طرحت على واشنطن لانطلاق المفاوضات
كشفت صحيفة الجمهورية المصرية القومية، في تقرير أعده رئيس تحريرها محمد علي إبراهيم ونشر في صدر صفحتها الأولى بعددها الصادر اليوم، عن الأفكار التي حملها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان لواشنطن خلال زيارتهما الأخيرة، بشأن عملية السلام.

ووفق التقرير فإن الطرح المصري في الزيارة الأخيرة لأبو الغيط واللواء سليمان كان يسعى إلى عدة قضايا، من أبرزها:

أولاً: إعلان وقف الاستيطان وضمان ذلك.

ثانياً: بدء اتصالات مصرية إسرائيلية خلال الأيام القليلة القادمة لتشجيعها علي البدء في تنفيذ الطرح المصري والأميركي وإظهار حسن النوايا اللازم لتقدم عملية السلام.

ثالثاً: إذا أعلنت تل أبيب وقف الاستيطان فستكون هناك أرضية حاكمة لبدء المرحلة الأولي من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيداً للوصول لمرحلة أخرى.

رابعاً: بدء تفعيل اتفاقيات أوسلو المجمدة التي تختص بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصنفة أ ، و ب ، ج وتوسيع هذه الأراضي، وذلك في بادرة طيبة تستهدف تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية علي الأرض بدلاً من الوضع القائم الذي تفرض فيه إسرائيل التحدي الدائم علي السلطة الوطنية وتحويل الوضع إلي الندية وليس التبعية.

من المعروف أن أراضي الضفة الغربية قسمت إلى ثلاث مناطق طبقاً لأوسلو المنطقة أ تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة مع وجود قوة رمزية علي مشارفها من الجيش الإسرائيلي، المنطقة ب تخضع لسيطرة فلسطينية منقوصة حيث تتولي إسرائيل القضايا الأمنية، أما المنطقة ج فهي خاضعة بالكامل لإسرائيل، ومن ثم فإن الانسحاب الإسرائيلي المتوقع سيزيد من مساحة الأراضي التي تحتكم فيها السلطة الفلسطينية، ويؤكد جدية الرغبة الإسرائيلية في السلام.

خامساً: بمجرد أن تنتهي الخطوات السابقة سترفع الحواجز نهائياً بين الضفة وغزة ويتم تسهيل الدخول والخروج لكافة الفلسطينيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن آلية التنفيذ لهذه الأفكار ستكون مصرية بالكامل ويتم تحصينها برعاية أميركية حيث تحافظ القاهرة على اتصالات عالية المستوى مع الإدارة الأميركية، وفي الوقت ذاته إحاطة الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي بفحوى وأبعاد التحرك المصري كي تكون هناك آلية دولية فاعلة تساند الجهد المصري وتدعمه وصولا إلى مفاوضات الحل النهائي.

وقالت الصحيفة: في الحقيقة أن مصر وهي تجري اتصالاتها المكثفة تضع نصب عينيها قضية هامة جداً وهي ألا تترك الطرف الفلسطيني للإسرائيلي في المرحلة الحالية قبل تحصينه بدعم دولي وآلية تسوية برعاية أميريكية ومساندة الجامعة العربية، بالإضافة إلى اعتماد السناتور جورج ميتشيل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة: أهم مرحلة تقوم بها مصر حالياً هي تقوية المفاوض الفلسطيني وشد أزره حتي لا يصبح تحت رحمة عمليات غزو إسرائيلية بين الحين والآخر، أو لفرض الأمر الواقع لقوة الاحتلال وبذلك تفقد مفاوضات الحل النهائي نديتها وعدالتها ومصداقيتها الدولية.

وأوضحت أن الزيارة الأخيرة التي قام بها أبو الغيط وسليمان إلى واشنطن حملت الكثير من المفاتيح للأبواب التي اغلقت أمام طرقات مستمرة لتحقيق الإنجاز.

وكانت زيارة الوفد المصري للعاصمة الأميركية واشنطن قد تقررت في شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي عقب لقاء رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان مع نيتنياهو ومجيء الأخير لشرم الشيخ وطرحه أفكارا واقتراحات رأتها مصر تمثل موقفاً جديداً له ومغايراً لآرائه التي استمر في طرحها علي مدار سنوات.

وأضافت الجمهورية : دون التطرق إلي أفكار نيتنياهو، نؤكد أنها تتشابه إلى حد كبير جداً مع مواقف حكومة أولمرت السابقة التي كانت قاب قوسين أو أدني من بدء مفاوضات الحل النهائي.

ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معروف عنه المراوغة، وانه يظهر غير ما يبطن ويجيد الدعاية أكثر مما يجيد الفعل، إلا أن مصر لم تستطع أن تدير ظهرها لما يقدمه خصوصاً وأن هناك دلائل على توفر حوافز تشجيعية يمكن أن تكون بداية التمهيد للعملية.

ولفتت إلى أن بداية استئناف التفاوض ستكون بالاتفاق على وقف الاستيطان بحيث تعلن إسرائيل ذلك صراحة وتلتزم أميركا بالوفاء بما تعهدت به تل أبيب، وإلى أن عملية السلام قد تعثرت في أيلول/ سبتمبر 2009 عندما شعر المصريون والفلسطينيون أنه ليس هناك جدية في وقف الاستيطان الذي يمثل أساساً محوريا وركيزة أساسية في الطرح المصري والفلسطيني، حيث كانت المعضلة الرئيسية عدم وجود تصميم أميركي بالتوصل لوقف كامل للاستيطان. في نفس الوقت كان هناك تصميم إسرائيلي علي الاستمرار في الاستيطان بحجج مختلفة.

وتابعت الجمهورية : الجهد المصري المخلص لوضع إطار عادل لمفاوضات الحل النهائي سيلقى ترحيبا جيداً من كافة الأطراف سواء المتنازعة أو الراعية بحيث ينعقد مؤتمر السلام بالقاهرة إيذانا بانطلاق ضربة البداية نحو مفاوضات الحل النهائي التي ربما تستغرق عامين حسب بعض التقديرات.

التعليقات