31/10/2010 - 11:02

فتح تعلن انتهاء الوساطات مع حماس؛ ومؤتمر فتح محاط بأجواء مشحونة تنذر بالتدهور ؛ وحماس تجدد التأكيد على شروطها

أعضاء غزة الذين استطاعوا الوصول إلى رام الله والبالغ عددهم حوالي 150 عضوا أعلنوا تضامنهم مع رفاقهم في غزة، وأعلنوا أنهم لن يشاركوا في المؤتمر إذا لم يسمح لممثلي غزة بمغادرتها

فتح تعلن انتهاء الوساطات مع حماس؛ ومؤتمر فتح محاط بأجواء مشحونة تنذر بالتدهور ؛ وحماس تجدد التأكيد على شروطها
تخيم أجواء من الاحتقان على حركة فتح على خلفية إصرار حركة حماس على منع ممثلي الحركة من المشاركة في مؤتمر فتح السادس؛ وعلم موقع عرب48 أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية بدأت باستدعاء واعتقال العشرات من ناشطي حركة "حماس" في الضفة الغربية. وقال مصدر فلسطيني مطلع لموقع عرب48 أن الأوضاع على شفا كارثة وهي بحاجة ملحة لتدخل العقلاء والحكماء، وأن الأوضاع مشحونة وقابلة للاشتعال في أي لحظة. وأعلنت حركة فتح في ساعة متأخرة من مساء أمس فشل جهود الوساطة مع حماس.

وأعلن أعضاء غزة الذين استطاعوا الوصول إلى رام الله والبالغ عددهم حوالي 150 عضوا تضامنهم مع رفاقهم في غزة، وأعلنوا أنهم لن يشاركوا في المؤتمر إذا لم يسمح لممثلي غزة بمغادرتها. وقال المصدر أن هذه الخطوة تزيد الأمر تعقيدا وتزيد من حالة الاحتقان في الضفة الغربية. وحذر مسؤولون في حركة فتح من تدهور الأوضاع بين حركتي فتح وحماس وانزلاقها إلى أعمال انتقامية.

فتح تعلن فشل الوساطة مع حماس

اعلنت حركة فتح الاحد عن فشل الوساطات العربية والدولية مع حركة حماس للسماح لاعضاء المؤتمر العام السادس لحركة فتح بالخروج من غزة الى بيت لحم في الضفة الغربية لحضور مؤتمر الحركة المقرر عقده الثلاثاء. وكانت حماس اعلنت انها ترفض السماح لاعضاء فتح من ابناء غزة بالمشاركة في المؤتمر وستعتقل من غادر القطاع لهذا الغرض طالما لم تفرج السلطة الفلسطينية عن كافة معتقليها في الضفة الغربية.

وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الاحمد عقب انتهاء اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح في في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس مساء الاحد "ان اللجنة المركزية وبعد سلسلة وساطات عربية ودولية واتصالات حثيثة مع حركة حماس وصلت الى قناعة ان حماس لا تريد اخراج اعضاء المؤتمر العام السادس من غزة وتريد ابتزاز حركة فتح والسلطة الفلسطينية بعدة قضايا نرفض مبدأها".

لكنه شدد ان "اللجنة المركزية ورغم هذا القرار من حماس (..) قررت المضي قدما في انعقاد المؤتمر في مكانه وزمانه المحددين بعد غد الثلاثاء في بيت لحم".

واشار الى "انه لا ينقص المؤتمر النصاب القانوني والعددي ولكن ما ينقصنا وما يهمنا اكتمال النصاب الوطني والسياسي بسبب عدم حضور اعضاء قطاع غزة لمنع حركة حماس لهم من الخروج".

واتهم حركة حماس بانها "تريد تعميق الانقسام، وحماس بفعلتها هذه وضعت العصي بالدواليب في طريق استمرار الحوار ونجاحه".

واعتبر الاحمد "ان خطوة حماس بمنع اعضاء غزة من الحضور للمؤتمر تؤكد بوضوح انهم ماضون في خطتهم لتقسيم الوطن"، متهما حماس بانها "تتقاطع مع مشروع (رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل) شارون احادي الجانب لفصل الضفة عن غزة"، وبانها "ماضية في مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة".

وقال "هذا المشروع لن يمر واهلنا في غزة قبل غيرهم سيحبطون هذا المخطط الذي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية".

واشار الاحمد الى ان "رفض حماس السماح بخروج اعضاء مؤتمر غزة بحجة وجود معتقلين لدى السلطة الفلسطينية باعداد مبالغ فيها هو للتخريب على مؤتمر فتح والمضي في الانقسام".

واوضح "انه كان هناك اتفاق مع مصر على تفكيك قضية المعتقلين وان السلطة الفلسطينية افرجت الشهر الماضي عن ثلاثمائة معتقل من حماس وتم ابلاغ سوريا ومصر بذلك لكن حماس تمضي بلغة الابتزاز وتعمل بعقلية العصابة مما يؤكد انهم افتعلوا قضية المعتقلين لتعطيل نجاح الحوار حيث رفضوا التوقيع في السابع من الشهر الماضي وبعدها في الثامن والعشرين من نفس الشهر لانهم يبيتون استخدام هذا الملف لافشال الحوار".

وقال ايهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية المقالة في بيان السبت في غزة ان "الحكومة الفلسطينية (المقالة) اتخذت قرارا برفض خروج اي من اعضاء حركة فتح للمشاركة في مؤتمر حركة فتح السادس (...) الا بعد الافراج عن كافة المعتقلين السياسيين في سجون الضفة الذين تجاوز عددهم الألف معتقل بالاضافة الى اعطاء قطاع غزة حصته من دفاتر جوازات السفر".

واوضح الغصين "بانه تم إصدار قرار رسمي بهذا الخصوص وبناء على ذلك كل من يقوم بمخالفة القرار سيعتبر مخالفا للقانون".


غموض وارتباك

واستهجن مسؤول فلسطيني في حديث لموقع عرب48 رفض حماس السماح لأعضاء المؤتمر بمغادرة قطاع غزة، واستخف بتبرير بعض قيادات حماس بأن الدافع من وراء هذه الخطوة هو المس بفرص محمد دحلان في الفوز بمقعد في المركزية، مؤكدا أن معظم من قدموا من غزة إلى رام الله بدون إذن من حماس هم من أنصار دحلان، ودعا حماس إلى التعقل وعدم جر الساحة الفلسطينية إلى مزيد من التوتر، والسماح لأعضاء المؤتمر بالمشاركة في المؤتمر بمعزل عن أي ملف آخر.

وفي تطور لافت ألغى المجلس الثوري لحركة فتح اجتماعه الذي كان مخططا مساء أمس الأحد، لبحث زيادة قائمة العضوية، إلى موعد آخر لم يحدد بعد. إلا أن اللجنة المركزية عقدت اجتماعا لبحث عدة ملفات تلقي بظلالها على الؤتمر.


النقاط التي لم تحسم

وقبل يومين من انعقاد المؤتمر ما زال هناك نقطتان هامتان لم تحسما بعد: مشاركة ممثلي قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 450 عضوا من 1550 عضو ا في المؤتمر. إلى جانب الخلاف حول زيادة عدد أعضاء المؤتمر.

في القضية الأولى ما زالت قيادة حركة فتح تنتظر نتائج الوساطات لتذليل العقبات وضمان مشاركة ممثلي قطاع غزة وبدا يوم أمس أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بات على استعداد لإطلاق سراح عدد من معتقلي حماس بعد أن كان يرفض أمرا كهذا. وتبذل كل من مصر وتركيا وسوريا جهودا للوساطة بين حركتي فتح وحماس والتوصل إلى اتفاق يتيح مشاركة ممثلي قطاع غزة، وتواردت أنباء أن رئيس الفلسطيني محمود عباس يدرس إطلاق سراح 400 معتقل من حركة حماس مقابل السماح لممثلي قطاع غزة بالمشاركة بالمؤتمر وعدم ملاحقة من استطاعوا الوصول إلى الضفة الغربية بطرق مختلفة.


أنباء عن موافقة عباس على الإفراج عن عدد من معتقلي حماس

وقالت انتصار الوزير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أخبر حماس عبر وسطاء عرب أنه سيفرج عن 400 معتقل من اعضائها لدى السلطة إذا وافقت على سفر اعضاء فتح القادمين من غزة.

وكانت حماس اشترطت إفراج السلطة الفلسطينية عن المعتقلين التابعين للحركة مقابل السماح لأعضاء فتح في قطاع غزة بالسفر لحضور مؤتمر فتح السادس.

واوضحت الوزير في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عباس سيفرج عن نصف هؤلاء المعتقلين قبل بدء المؤتمر والنصف الآخر اثناء المؤتمر.

لكن سامي ابو زهرى القيادي في حماس قال إن الحركة تريد "افراج كبير وحقيقي"، مضيفا أن حماس ستتعامل مع عرض عباس "بعد أن ترى افعالا لا أقوال".

و قالت السيدة الوزير إن رئيس السلطة محمود عباس على اتصال بالرئيس السوري بشار الأسد وبتركيا ومصر في محاولة للضغط على حركة حماس. إلا أن نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لفتح قال ردا على سؤال لرويترز بشأن احتمال عدم مشاركة ممثلي فتح في غزة قال إن " المؤتمر سيعقد بأي حال."


أزمة العضوية

وفي قضية العضوية، لم تتوصل اللجنة المركزية لحركة فتح في اجتماعها يوم أمس السبت إلى اتفاق حول التظلمات المقدمة إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وتعني الموافقة على قسم من تلك الطعون زيادة عدد أعضاء المؤتمر، الأمر الذي يلقى معارضة شديدة لدى عدد من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وكوادر حركة فتح. ويدور الحديث في أوساط حركة فتح بأن العدد النهائي لأعضاء المؤتمر سيصل إلى نحو ألفين لأن الاتجاه هو قبول عدد من التظلمات والطعون.

ويلمس المراقبون إصرارا لدى كوادر حركة فتح وقادتها الميدانيين على عقد المؤتمر تحت أي ظرف، ورغم حديث الكثير من المراقبين عن أن نتائج المؤتمر محسومة لصالح معسكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤكد مسؤولون في حركة فتح أن أعضاء المؤتمر غير متجانسين ولا يمكن توقع نتائج المؤتمر بشكل مسبق.

في هذه الاثناء بدأت وفود حركة فتح القادمة من سورية ولبنان والاردن في القدوم إلى بيت لحم بموافقة سلطات الاحتلال التي تعهدت للسلطة الفلسطينية بتسهيل انعقاد المؤتمر آملة بأن يتمخض عن نتائج ترضيها. كما وافقت سلطات الاحتلال كذلك على قدوم وفود فتح من قطاع غزة الذي يخضع عادة للحصار المشدد.
ومن جانب آخر تمسكت حماس باشتراطها الإفراج عن معتقليها بالضفة الغربية بالسماح بسفر قياديي فتح من قطاع غزة، واتهمت السلطة الفلسطينية باعتقال أكثر من ألف شخص معظمهم من حماس وتعذيبهم منذ بدء بدء حوار القاهرة، في حين وصفت فتح حركة حماس بأنها الوجه الآخر لعدو الشعب الفلسطيني.

ونقل موقع "الجزيرة نت" عن ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان قوله في مؤتمر صحفي ببيروت "إذا كان مطلب محمود عباس ضروريا، فإن مطلبنا أكثر من ضروري".

وأشار حمدان إلى أن الأجهزة الأمنية للسلطة اعتقلت 1143 من أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية منهم 878 من كوادر حماس منذ بدء حوار القاهرة بين الحركتين، موضحا أن العدد في تزايد.

واتهم ممثل حماس في لبنان السلطة الفلسطينية وحركة فتح بإفشال كل الجهود المصرية لإنهاء ملف المعتقلين مرة بعد أخرى وبحجج مختلفة كان آخرها بحسب حمدان "أن ما يجري جزء من التزامات منظمة التحرير الفلسطينية تجاه إسرائيل والمجتمع الدولي وفق خارطة الطريق، وأن هذه الاعتقالات تأتي في سياق التنسيق الأمني مع الاحتلال".

واعتبر حمدان أن الأجهزة الأمنية للسلطة تواصل الضغط من ناحية أخرى على أهالي القطاع فتحجب جوازات السفر وتمنع آلاف المرضى والطلاب والموظفين في الخارج من السفر لقضاء حوائجهم.

كما اتهم المسؤول في حماس أجهزة السلطة الفلسطينية بممارسة انتهاكات تتجاوز أخلاقيات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المعتقلين "يتعرضون لصنوف من التعذيب لم يسبق لها مثيل، وقد نقل منهم العشرات للعلاج بسبب التعذيب، والشهداء بلغ عددهم عشرة قتلوا تحت التعذيب".

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية للسلطة تتبادل المهام مع الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن العشرات من كوادر حماس كانوا يعتقلون لدى أجهزة السلطة فور الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، "بل إن عائلات باتت سجون الاحتلال والأجهزة الأمنية تتقاسمها".

وقرأ رسالة في المؤتمر الصحفي عن صنوف التعذيب القاسية الممارسة بحق المعتقلين وإهانتهم، بل تعدى الأمر -وفق حمدان- إلى استدعاء زوجاتهم وبناتهم وإهانتهن.

وبرر موقف حماس بإقدامها على خطوة منع عناصر فتح من السفر من غزة للمشاركة في مؤتمر بيت لحم بسبب "التعنت الذي أظهره أبو مازن وضربه عرض الحائط بكل الجهود المصرية لحل هذه القضية".


رد فتح

من جانبه انتقد أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين موقف حركة حماس من منع كوادر فتح من المشاركة في مؤتمر الحركة، وقال في مقابلة مع الجزيرة إن حماس بتصرفها هذا "أثبتت أنها الوجه الآخر لعدو الشعب الفلسطيني".

واعتبر إجراء حماس في قطاع غزة بمثابة "اختطاف لعناصر فتح واستخدامهم رهائن"، مشيرا إلى أن حماس كانت تعتقد أنها بتصرفها هذا ستفجر قنبلة لمؤتمر فتح أو أنها سترث الحركة.

ونفى أبو العينين وجود معتقلين سياسيين في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن المعتقلين كانوا يخططون ويعدون "لانقلاب دموي آخر"، مدللا على ذلك "بالعثور على ثلاثة آلاف بزة للأمن وكميات متفجرات ضخمة".

لكن رغم ذلك أشار أبو العينين إلى احتمال أن تقوم حماس بمبادرة قبيل انعقاد مؤتمر فتح أو ربما أثنائه "حتى لا تظهر وجهها القبيح أما الأشقاء العرب" الذين توسطوا في هذه القضية.

وأكد المسؤول في فتح أن مؤتمر الحركة سينعقد في موعده، معلنا "انطلاقة جديدة للحركة وإعادة بناء مؤسساتها".

مؤتمر بيت لحم
وقد بدأت قيادات حركة فتح بالفعل اليوم التوجه إلى مدينة بيت لحم استعدادا لمؤتمر الحركة السادس المتوقع انطلاق أعماله الثلاثاء.

وقال القيادي في الحركة زياد أبو عين إن المؤتمر سيستغرق أربعة أيام، تسبقها اليوم جلسة للمجلس الثوري للحركة في مدينة بيت لحم. مشيرا إلى نقل جميع القادمين من الساحات الخارجية من مدينة رام الله إلى فنادق مدينة بيت لحم.

وكشف أبو عين للجزيرة نت عن محاولات تبذلها السلطة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي للحصول على بطاقات هوية للقادمين من الخارج.


التعليقات