31/10/2010 - 11:02

في العيد: أطفال فلسطينيون يريدون اللعب وآباء عاجزون عن مساعدتهم

في العيد: أطفال فلسطينيون يريدون اللعب وآباء عاجزون عن مساعدتهم

وقف الطفل عمر (8 أعوام) في أول أيام عيد الفطر السعيد، يرقب بائع الألعاب وهو ينظم ويقلب ألعابه البسيطة التي عرضها للبيع على بسطته.

وطالت مراقبة عمر فأسند كتفه على عمود كهرباء أمام البسطة وغاب في حلم جميل حمله إلى اللعب واللهو كأقرانه بلعبة كتلك التي يعرضها البائع، لكنه لم ولن يحقق حلمه فهو لا يملك ثمن أصغر لعبة يعرضها بائع اللعب في ميدان خانيونس.

وقال عمر إنه خرج من بيته بعد صلاة العيد ووقف أكثر من ساعة ينظر إلى الألعاب المعروضة على البسطة وهو يفكر في كيفية الحصول على بعضها دون الطلب من والده الذي لا يعمل ولا يستطيع أن يشتري له لعبة وهو في حاجة إلى ثمنها.

وذكر عمر أنه طلب من والده لعبة ورد عليه أبوه قائلاً: بدلاً من أن أشتري لك لعبة نشتري بثمنها شيئا نأكله أفضل من اللعب، وهكذا أصبح عمر يلهو بنظره ويسرح بخياله ولا يستطيع تطبيقه على أرض الواقع نظراً لعدم طاقة والده المادية، لأن أباه لا يعمل منذ خمس سنوات.

وقال أبو أيمن الأسطل، إن صغاره في البيت طلبوا منه أن يشتري لهم ألعاباً مثل بقية أقرانهم، وتفاجأ في يوم عندما قدم له ابنه الأكبر خالد ورقة مكتوب بها الألعاب التي يريدونها ولكن بأسماء غريبة اكتسبوها من خلال مشاهدتهم للواقع الذي يعيشة المجتمع الفلسطيني.

وذكر أن الورقة كانت تحمل أسماء ألعاب غريبة مثل مسدس بدمدم وطائرة اباتشي وقنابل صوت وأنه نظر لابنه نظرة تعجب ودهشة وسأله عن الأماكن التي تبيع هذه اللعب.

وبدوره أفاد أحمد أبو كوارع ،بائع ألعاب أطفال، أنه جلب ألعاباً كثيرة لهذا العيد والكثير منها رخيص ولكن لا يوجد إقبال على الشراء مثل بقية الأعوام الماضية، ومن يشتري هو من ميسوري الحال فقط، مشيراً إلى الضرر الذي يعود عليه كتاجر ألعاب أطفال بسبب تكدسها وعدم رواجها، الأمر الذي حمله خسائر كبيرة.

وأشار أسعد جابر إلى أنه اصطحب ابنه إسماعيل ابن الثمانية أعوام معه إلى أخته لكي يهنئها بالعيد، وإذ به يتناول لعبة سيارة إسعاف من بسطة أحد البائعين ويقول له ادفع يا بابا أريدها كي ألعب بها في البيت، الأمر الذي أحرجه أمام البائع.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء، أعلن في بيانه الصحفي الذي وزعه في الثاني من الشهر الجاري، حول مسح مراقبة اتجاهات الفلسطينيين حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، أيلول 2003، أن حياة 45% من الأسر الفلسطينية أصبحت خلال شهر أيلول/ سبتمبر 2003 أسوأ مما كانت عليه في آب/أغسطس 2003.

وحسب البيان فقد بينت 10.0% من الأسر الفلسطينية بأن حياتها اليوم أفضل مما كانت عليه قبل شهر (11.1% في الضفة الغربية مقابل 7.8% في قطاع غزة)، في حين وصف 45.3% من الأسر الفلسطينية أن حياتها اليوم أسوأ مما كانت عليه قبل شهر (45.3% في الضفة الغربية مقابل 45.5% في قطاع غزة).

ووفق البيان فقد توقعت 10.1% من الأسر الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية أن حياتهم خلال الشهور الستة القادمة ستكون أسوأ بكثير من الآن، مقابل 6.2% من الأسر توقعت أن حياتها خلال الشهور الستة القادمة ستكون أفضل بكثير من الآن، أما في الضفة الغربية فقد توقع 9.1% من الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية أن حياتهم خلال الشهور الستة القادمة ستكون أسوأ بكثير من الآن، مقابل 5.9% من الأسر توقعت أن حياتها خلال الشهور الستة القادمة ستكون أفضل بكثير من الآن، وفي قطاع غزة توقع 11.9% من الأسر الفلسطينية أن حياتهم خلال الشهور الستة القادمة ستكون أسوأ بكثير من الآن، مقابل 6.8% من الأسر توقعت أن تكون حياتها أحسن.

التعليقات