31/10/2010 - 11:02

"لجنة العمل من أجل فلسطين" تنظم أسبوع "منتدى فلسطين" في فرنسا

-

تنظّم لجنة العمل من أجل فلسطين بالتعاون مع هيئات وجمعيات مدنية فرنسية أخرى ناشطة في مدينة بوردو الفرنسية، منتدى فلسطين من 13 حزيران إلى 20 منه، وسيكون عبارة عن أسبوع من الحوار والنقاش بشأن فلسطين والواقع الكولونيالي بشكل عام.

وستشارك فيه شخصيات تناضل من أجل إقرار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، كما تعمل ضد جميع أشكال الاستعمار. وسيختتم هذا الأسبوع بحفل موسيقي يعود ريعه إلى المقاومة الفلسطينية تحييه مجموعتا الراب "وزارة الشؤون الشعبية- ماب" ومجموعة "أبناء الإسمنت".

ويشدّد القائمون على هذا المنتدى بأنه ما من معرفة حيادية (حتى المعرفة "الأكثر موضوعية" ظاهرياً تضمر رؤية سياسية) وليس هناك من التزام نضالي لا يحرّكه فكر نظري بشأن الاضطهاد بشكل عام والاضطهاد الاستعماري والاستعماري الجديد بشكل خاص.

وجاء في البيان السياسي لمنتدى فلسطين أن "اللجنة من أجل فلسطين" تطلق مشروعا للتفكير والنقاش محوره فلسطين، والواقع الكولونيالي بشكل عام. كما أن اللجنة تنوي تنظيم أسبوع يمتد من 14 وحتى 19 حزيران/ يونيو، يشمل أمسيات يومية مفتوحة للجميع، لتكون مناسبة للتفكير وللالتقاء بشخصيات تناضل ضد أشكال الاستعمار كافة. وإذا لم يكن هناك من معرفة حيادية (حتى المعرفة "الأكثر موضوعية" ظاهرياً تضمر رؤية سياسية) فليس هناك من التزام نضالي لا يسيّره فكر نظري بشأن الاضطهاد بشكل عام والاضطهاد الاستعماري والاستعماري الجديد بشكل خاص.

وأضاف البيان أنه لا يقتصر تبرير مركزية القضية الفلسطينية على الطابع المأساوي للوضع الذي يعيشه الفلسطينيون، بل يشمل أيضاً الأشكال المتعدّدة والمتنوّعة والمركّبة التي تتسم بها السيطرة الصهيونية: فهي تستعيد الاحتلال الاستعماري ومسألة التطهير العرقي وعلاقات الشمال بالجنوب (حجم السيطرة الاقتصادية والثقافية الغربية) بالإضافة إلى موقع الديني في سياق كفاح دون هوادة.

ولفت البيان إلى أن المتابعة التاريخية، منذ عام 1948، تشير إلى أن النموذج الكولونيالي الصهيوني يعتمد على أشكال استعمارية سادت قي مناطق جغرافية أخرى.

ونقل البيان عن المفكر د.عزمي بشارة، الذي وصف في البيان بأنه المناضل والمثقف والفلسطيني، قوله إن "الاستعمار الصهيوني يحتل حيّزاً ما بين نموذجين اندثرا: أحدهما هو نموذج جنوب إفريقيا والآخر هو فرنسا الاستعمارية في الجزائر. وهو ليس مزيجا من النموذجين بل هو بالأحرى تقطير (وتكثيف) لأسوأ ما في الاثنين. "إنه نموذج سياسي يخضع فيه المستعمَرون إلى التمييز والفصل الجسدي في آن معاً، وهو ما يتجسّد في الجدار والحواجز وغيرها.. كما لفت البيان إلى مقارنة د.بشارة ذلك بالفاشية "إن توصيف تيه الجدران والحواجز المشيّدة بالقرب من القدس لهو أمر معقّد، كما أنه لمن الصعب تخيّل القبح الذي يسمه والذي يهدف إلى السيطرة على الناس والأرض: أبواب وأبراج مراقبة وأبواب مزدوجة وأسياج شائكة وكهربائية. وما نحن عليه هنا ما هو سوى إعادة تكوين حديثة وعلى نطاق واسع لما أسماه جيورجيو أغامبن جوهر (أو ماهية) الدولة الفاشية الحديثة. إنه مكان يصبح فيه الاستثناء هو القاعدة، وحيث حالة الطوارئ هي حالة دائمة، من خلال استعادة كلمات والتر بنجامين".

وتساءل البيان "وهل الفصل العنصري، بالنسبة للصهيونية، عبارة عن مرحلة، ولحظة انتقالية باتجاه تدمير السكان الأصليين، ليس إلا؟ وهل هدف الصهيونية مماثل لهدف استعمار أميركا الشمالية وأستراليا؟ إذ يشكّل التهويد، بما يعنيه من عملية طرد الفلسطينيين المتواصلة في بعض مدن الضفة الغربية وأراضي 48، وقائع تؤكد ذلك

ويتم تعزيز هذه الخاصية الصهيونية، كهدف سياسي يصعب تحديده، من خلال الدعم غير المشروط الذي توفره الدول الغربية، وبشكل رئيسي الولايات المتحدة. إذ يستحيل تحليل الصهيونية فعلياً، من دون تفكيك التحديات الإمبريالية الذي تشكّل هي إحدى إفرازاتها: حيث أن الكتلة الإمبريالية معنية بدعم كيان غربي، يقع ضمن بيئة عربية وإسلامية، ويؤدي دور الشرطي الذي يذود بشكل رئيسي عن المصالح الاقتصادية الغربية. وتظهر الحروب المتعاقبة منذ عام 1948 و1967 و1973 الإضافة إلى عام 1982 و2006 في لبنان، وتدمير الأميركيين للعراق والمخاطر التي تهدّد إيران، أن الدولة الصهيونية تتبنّى فعلياً مقاربة الحرب الدائمة وتهدف إلى بسط سيطرتها على المنطقة. وتماماً كما أكّد تيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية ومنظّرها، فإن الدولة اليهودية تضطلع بدور خفير "العالم المتحضّر" في الشرق المتوسط، إلا أن هذه الدولة التي تستمد استمراريتها من الإبادة الجماعية، واجهت مقاومة شرسة. وما هزيمتها في وجه المقاومة في غزة في عامي 2005 و2006، وفي وجه المقاومة اللبنانية عامي 2000 و2006 سوى تعبير عن انهيار تاريخي. فالدولة الصهيونية هَزمت جيوشاً عربية، إلا أنها هُزمت في وجه مقاومة شعبية انطلقت من الأراضي المحتلة. وبغية فهم هذه الوقائع التاريخية، لابد من لمحة اجتماعية تاريخية تأخذ بعين الاعتبار كلاً من مراحل نمو المقاومة الفلسطينية وإخفاقاتها"، بحسب البيان.

وتابع البيان أن هناك بعدا آخر غالباً ما يغيّب في التحليلات: ألا وهو طبيعة المجتمع الاستعماري، حيث غلّبت الحركة المناهضة للصهيونية اعتماد مقاربة من الأعلى (طبيعة الدولة الصهيونية) على حساب مقاربة من الأسفل (طبيعة المجتمع الكولونيالي). فإلى جانب الطابع الانفصالي لهكذا مجتمع، كيف يمكن تفهم التبني الساحق من قبل اليهود الإسرائيليين للمشروع الصهيوني؟ فالمجازر التي ارتكبت في غزة لاقت شبه إجماع داعماً من قبل يهود إسرائيل. ويبيّن التاريخ أن الشرعية "الشعبية" لأي رجل سياسي إسرائيلي تستمدّ من التزامه الجذري المناهض لمقاومة الشعب الفلسطيني. وهو ما تسميه وسائل الإعلام نزوع الطبقة السياسية الصهيونية نحو "اليمين". أما التفسير المشترك، والذي غالباً ما تدافع عنه الحركات المعروفة بتضامنها مع القضية الفلسطينية فيعزو هذا السلوك إلى الدعاية الصهيونية. إلا أنه هل هناك إمكانية تصوّر فرضية أخرى، ذات طبيعة بنيوية تؤكد بالأحرى على الطابع الذي يميز كل مجتمع كولونيالي: ألا وهو تجذيره ونزوعه إلى التطرّف ما أن تتعرّض امتيازاته، ومن ثم، وجوده للخطر؟

"ويقاس أيضاً هذا التطرّف في المجتمع الاستعماري بالمعاملة التي تخصّص لذلك المكوّن للشعب الفلسطيني والذي بقي في وطنه بعد عملية التطهير العرقي عام 1948. وبالفعل أعلن عدد من الشخصيات الإسرائيلية عن تأييدهم للنقل القسري أي (الترانسفير) لفلسطينيي 1948 والذين يعانون منذ تأسيس الدولة الصهيونية، من العنصرية والتمييز. ولا تشكّل العنصرية والتمييز آليتين اجتماعيتين للسيطرة تميّزان المجتمع الاستعماري، إذ أن هاتين الآليتين ما زالتا فاعلتين ضمن المجتمع الفرنسي.

هل نستطيع القول أن الأقليات القادمة من المستعمرات القديمة تخضع لأشكال جديدة من الإدارة الكولونيالية؟ وهل يصلح هذا العامل المتغير لتفسير تعبئة تلك الشعوب من أجل القضية الفلسطينية؟ وهل هناك آليات تماهٍ بين الطبقات الشعبية القادمة من المستعمرات القديمة وقضية الشعب الفلسطيني؟".

وأشار البيان إلى أن منتدى فلسطين سيشكل مناسبة لتناول هذه المواضيع على اختلافاتها: الاستعمار، وطبيعة الصهيونية وأهدافها، والرابط بين الصهيونية والإمبريالية الغربية، وتطوّر المقاومة الفلسطينية، وطبيعة المجتمع الكولونيالي اليهودي، وتعبئة الأقليات في فرنسا القادمة من المستعمرات القديمة من أجل قضية المقاومة الفلسطينية، والتجربة "التشافيزية" في نضالها ضد الإمبريالية ودعم فنزويلا للشعب الفلسطيني؟

واعتبرت لجنة العمل من أجل فلسطين بأنه هناك اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، ضرورة ملحّة لمضاعفة هذه المبادرات من أجل توسيع الإطار المعرفي بشأن آليات الاضطهاد الكولونيالي واالكولونيالي الجديد، ليتجاوز الدائرة الضيقة للناشطين والناشطات. وتعتبر اللجنة أن المعركة السياسية لصالح قضية الشعب الفلسطيني تشن في فرنسا أيضاً وعلى جبهة مزدوجة: من خلال إدانة الصهيونية الفرنسية من ناحية، وأيضا في مجال المعلومات من أجل تعزيز تعميم الوعي من ناحية أخرى.

كما اعتبر منتدى فلسطين أن العمل والفهم مترابطان ترابطا وثيقا، ولذلك فمن واجبه توفير أدوات لفهم التحديات، وذلك لكل أولئك المناضلين والمناضلات من أجل تحرير الشعوب، هنا أو في أي مكان آخر.

التعليقات