31/10/2010 - 11:02

مانديلا: الأسرى في سجون ايشل بئر السبع وهدريم ومستشفى الرملة يطالبون بوقف مهزلة الاقتتال والاشتباكات الدموية وعمليات الخطف..

سعدات: الأسرى يستهجنون ويستنكرون تجاوز الخطوط الحمراء في حل إشكاليات الوضع الداخلي الفلسطيني وتغليب منطق الصراع على الوحدة

مانديلا: الأسرى في سجون ايشل بئر السبع وهدريم ومستشفى الرملة  يطالبون بوقف مهزلة الاقتتال والاشتباكات الدموية وعمليات الخطف..
وصف الأسرى في سجون ايشل وهدريم ومستشفى الرملة الأوضاع الفلسطينية الداخلية بالمؤسفة والمخزية في نفس الوقت وأنها أزمة حقيقية تهدد حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية، وأن المشاهد التي تبثها وسائل الإعلام من عمليات قتل وصدام مسلح وخطف مخجلة جدا وتمس إنسانية ووطنية وطهارة الشعب الفلسطيني المناضل .

سجن أيشل

وتمكنت محامية مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين بثينة دقماق اليوم الخميس 1/2/2007 من زيارة سجن ايشل بئر السبع حيث قابلت الأسيرين: مسلمة ثابت من قرية رامين قضاء طولكرم و يحيى السنوار من مدينة غزة. وقد نقل الأسير ثابت عن الأسرى موقفهم الرافض كليا لما يجري من أحداث مؤسفة على الساحة الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة، مناشدا الجميع تغليب لغة الحوار والعقل على لغة الرصاص والقتل والنظر إلى المصالح الوطنية العليا والابتعاد عن الاحتكاكات المسلح وعمليات الخطف المتبادلة، كما أكد ثابت على حرمة الدم الفلسطيني وقدسيته وضرورة احترام دماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى والمعتقلين الذين ازدادت معاناتهم وآلامهم بسبب تلك المشاهد المخزية من الاقتتال والصراعات الدامية بين الإخوة وأبناء القضية والخندق والهدف الواحد. فيما أستصرخ الأسير السنوار كافة الأطراف قائلا: لا تقطعوا قلوبنا كل يوم لتكونوا مثل السجانين الذين ينهالون علينا بالعذاب اليومي ويصوبون علينا أسوأ صنوف الحقد والقهر، إننا كأسرى ندعوكم إلى احترام قداسة الدم الفلسطيني باعتباره خطا أحمر وأن تسارعوا في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز لغة الحوار ... نناشدكم أن توقفوا كل مظاهر التوتر والصدام، وأن تتمسكوا بالثوابت الوطنية فقلوبنا وراء القضبان تتمزق من وحشية وفظاعة تلك المشاهد من الاقتتال الدامي.

اجراءات تعسفية

وأضاف ففي الوقت الذي تتنازعون فيه وفي ليلة 15/1/2007 وبينما كنا نحن الأسرى نيام في قسم 4 الذي نحتجز فيه اقتحمت وحدة خاصة من الجنود الملثمين المدججين بالسلاح وإسطوانات الغاز والرصاص المطاطي وبمرافقة كاميرات التصوير سكوننا وغرفنا وأطلقت جام غضبها تجاهنا في غرفة 25 وغرفة 2 لتصيب بجراح ورضوض كل من الأسرى محمد دخان، يحيى السنوار، عبد المعطي هنية، عبد الله الشرباتي، يوسف سمرين، محمد أبو سرور، موسى عكاري، إسماعيل عفانه، الذين أصيبوا إصابات مختلفة بالرصاص المطاطي في اليدين والرأس والصدر والفخذ وتم إخراجهم حفاة مكبلين إلى ساحة القسم المكشوفة رغم إصاباتهم، ليتم فرض العزل عليهم جميعا ووضعهم في قسم للعزل خالي من الحمامات ومن الأغطية والملابس ، كما تم فرض غرامات مالية عليهم تتراوح قيمتها بين 100- 400 شيكل. وعلى أثر ذلك قمنا نحن الأسرى برفع أكثر من شكوى وصلت إلى عدة هيئات حكومية وقضائية وبرلمانية في إسرائيل طالبنا فيها بمنع دخول وحدات الملثمين إلى الأقسام ليلا، وعدم استخدام القوة والرصاص أثناء التفتيش، والعمل على معالجة الأسرى المصابين فور إصابتهم ، وتوفير الأغطية والملابس للأسرى الذين تم عزلهم وإلغاء الغرامات المالية التي تم فرضها عليهم.

سجن هدريم

وفي سجن هدريم وأثناء زيارة محامية مانديلا بثينة دقماق لعدد من الأسرى وهم: الامين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، عباس السيد من مدينة طولكرم، بسام أبو عكر من بيت لحم، الأسير الاردني سلطان العجلوني، الاسير عبد الكريم عويس من مدينة جنين. وأثناء الزيارة أكد أحمد سعدات أن الأسرى يستهجنون ويستنكرون تجاوز الخطوط الحمراء في حل إشكاليات الوضع الداخلي الفلسطيني وتغليب منطق الصراع على الوحدة، ويناشدون جماهير شعبنا بأخذ دورها بكل الفعاليات الممكنه للضغط على أطراف الصراع لتغليب لغة الحوار الديمقراطي على لغة الاقتتال والاحتراب وانتهاك حرمة الدم الفلسطيني وطهارة سلاحه، والعمل على التسريع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها ضرورة وطنية داخلية لصيانة تضحيات شعبنا وتعزيز إنجازاته النضالية وأهدافه الوطنية، كما طالب سعدات بأن يتم استكمال الخطوات المتعلقة بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية .

فيما وصف القيادي في حركة حماس عباس السيد الأوضاع الفلسطينية الحالية بأنها أوضاع مؤسفة والأحداث المتصاعدة فيها تهدد حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية ولا حل إلا بالاتفاق ومواجهة الحصار والضغوطات الخارجية مجتمعة من خلال التسلح بالوحدة الوطنية التي خدشتها هذه الأحداث كثيرا، وأملنا بأن تكون المبادرات من الإخوة الأشقاء السعوديين وغيرهم تحمل في طياتها أملا حقيقيا للشعب الفلسطيني، وأنه ما لم تتفق حماس وفتح تحديدا ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية من الجميع على أساس وثيقة الوفاق الوطني التي أجمعت عليها الفصائل ووقعت في غزة بتاريخ 27/6/2006 ، فأننا وللأسف الشديد نقف أمام مجهول وقطعا مجهول مظلم. أما الأسير بسام أبو عكر فقد عبر عن الاستياء الشديد حول ما يجري من سفك دماء وعنف بين أبناء الشعب الواحد خلال مرحلة تحرر وطني ما زال الاحتلال فيها يسيطر على كل جوانب ومناحي الحياة ويقتل ويغتال ويعتقل ويصادر الأراضي ويستهدف المقدسات، وانه لشيء مخجل ومؤسف أن تصل حالتنا إلى هذا الضياع وكأننا نحيي النكبة الأولى ونشاهد آلامها من جديد، الأسرى يناشدون العقلاء والشرفاء والأطهار بأن يبتعد شعبنا عن شبح الاقتتال وهذا الرعب وهذا الإرهاب الذي لم نعهده ولم نشاهده ولم نتوقعه في يوم من الأيام، كنا نتوقع أن تتصلب جبهتنا وتتماسك وتترابط لنبذل كل الجهود لانجاز مرحلة التحرر الوطني والانعتاق من الاحتلال وتسود لغة الحوار والمحبة والتفاهم والنقاش على أرضية مصالح شعبنا الوطنية وليس الاقتتال على وهم وسراب السلطة.

وبدوره دعا الأسير عبد الكريم عويس المحكوم خمس مؤبدات و20 سنة إلى الاستجابة لنداءات الأسرى المتكررة والتي طالبوا فيها بوقف مهزلة الصراعات الداخلية وجرائم القتل والخطف المدمرة، فالأسرى بات همهم الوحيد هو المساعدة رغم القهر والسجن والمعاناة في وقف نزيف الدماء والعودة إلى الحوار والوحدة الوطنية، الأسرى يواجهون القمع والظلم والحرمان من زيارة الأهالي واحتضان الأبناء فيما يواجه شعبنا بنيران الاقتتال الداخلي والفلتان الامني.

وقد أشتكى الأسير عويس من قيام إدارة السجن بمنع أطفاله الصغار من الدخول إليه لاحتضانهم ومعانقتهم لأسباب أمنية علما أن ذلك مسموح وغير ممنوع، إضافة إلى قيام الإدارة أيضا بنقل أخيه الأسير حسان من سجن هدريم إلى سجن شطة مع العلم أنه أيضا مسموح بتجميع الإخوة مع بعضهم بنفس القسم والسجن.

مستشفى سجن الرملة

وفي مستشفى سجن الرملة تمكن المحامي إبراهيم محاجنة من زيارة كل من الأسرى المرضى: علاء حسونة من مدينة الخليل ويعاني من مرض القلب وضعف في عضلة القلب وأجريت له عملية قلب مفتوح وأنه في آخر فحص طبي له اتضح بأن القلب لا يعمل إلا بنسبة 20%، قاسم غالب عياد من السيلة الحارثية والذي يعاني من وجود عدة إصابات بالرصاص في يده ورجله وأمعائه وتم إجراء عملية جراحية له بعد أكثر من سنتين من اعتقاله لتسكير الأمعاء لديه، الاسير ربيع علي من قرية إسكاكا قضاء سلفيت ويعاني من شلل في الجزء السفلي من جسمه نتيجة تعرضه للإصابة بالرصاص في ظهره خلال اعتقاله ولا يستطيع التحرك إلا باستخدام الكرسي المتحرك.

و أفاد هؤلاء الأسرى للمحامي محاجنة، أن الطعام المقدم لهم كمرضى سيء وغير مناسب لهم وكميته قليلة وأن إدارة المستشفى لا تتعامل معهم كأسرى مرضى يجب العناية بهم وتقديم الرعاية الصحية لهم وأنها تماطل في إجراء العمليات الجراحية لهم، وأن الأسرى في المستشفى وعلى الرغم من سوء أوضاعهم ومرارة أوجاعهم الصحية يعيشون بمرارة وألم الأوضاع الفلسطينية بالخارج ويناشدون الجميع لاحترام عذابات الأسرى وتقدير تضحيات الشهداء والجرحى بوقف كل أشكال الاقتتال والاشتباكات المسلحة ويكفي شعبنا ما يمر به من حصار وجرائم قتل واغتيال واعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

سجن هلكدار

وفي سجن هلكدار منعت إدارة السجن المحامية دقماق اليوم الخميس 1/2/2007 من زيارة عدد من الأسرى فيه بحجة وجود حالة طوارئ داخل السجن علما أنه تم التنسيق للزيارة مسبقا ويوجد موافقة عليها والأسرى الذين كانت تنوي زيارتهم: صالح السبتي، ثائر حامد، إياد أبو حسنه، عبدالله البرغوثي، رائد الشيخ، عميد الخطيب، نضال زلوم، معتز حجازي، محمد عبد ربه. وعلى أثر تدهور الأوضاع الاعتقالية للأسرى والأسيرات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وفي سياق الحملة المسعورة التي تشنها إدارات السجون بحقهم، فأن مؤسسة مانديلا تطالب القوى الوطنية الفلسطينية ومؤسستي الرئاسة والحكومة لوضع حد لمظاهر الاقتتال والصراع الحاصل على الساحة الفلسطينية والعمل على تعزيز لغة التفاهم والحوار، والاهتمام بمصالح وقضايا الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها قضية الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية .

التعليقات