مدى يرصد انتهاكات الحريات الإعلامية خلال آب 2008 في الضفة وغزة

أكد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" أن شهر آب الماضي شهد انخفاضا ملحوظا على انتهاك الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مقارنة بالشهر الذي سبقه، خاصة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية. وقد تضمنت الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي: إصابة المصور المستقل عماد برناط بجراح في قدمه، اقتحام إذاعتي منبر الحرية ون اف ام وتلفزيون المجد في مدينة الخليل، ومصادرة معدات منها، واعتقال اثنين من العاملين فيها وهما محمود قنيبي ومحمد سالم قفيشة، منع صحيفة القدس من دخول قطاع غزة، واحتجاز موفد قناة النيل تامر حنفي والمصور إيثار أبو غربية.

أما الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية فقد تضمنت اعتقال كاتب العامود في صحيفة فلسطين د. عصام شاور، والصحفي المستقل عبد الله عدوي، وفي غزة إغلاق إذاعة صوت الشعب.

وقد شهد الشهر الماضي محاولة أجهزة الأمن في الضفة الغربية تطبيق سياسة جديدة، تتمثل بتوقيف الصحفيين وفقا للقضاء العسكري، حيث جرت محاولة لتطبيق هذه السياسة على مراسل تلفزيون الأقصى علاء الطيطي (اعتقل من 27/7 حتى 17/8) ومراسل الجزيرة نت عوض الرجوب ( اعتقل من29/7 حتى 26/8).

وجاء في التقرير أن محاولة تطبيق القانون العسكري على الصحفيين في الضفة الغربية، واللجوء إلى قوانين قديمة كما فعلت الحكومة المقالة في غزة في قضية صحيفة الأيام في شباط الماضي، يشير إلى استعداد الحكومتين والأجهزة الأمنية في الضفة والقطاع، اللجوء إلى وسائل غير قانونية للحد من حرية التعبير ومن اجل الانتقام من الطرف الآخر.

كما جاء أن الأمر الآخر الذي أثار القلق هو قيام جهاز المخابرات بإلزام كاتب العامود الدكتور عصام شاور بالاعتذار عن مقالين نشرهما في صحيفة فلسطين بحجة التشهير، على اعتبار أنه إضافة إلى أنه خرق فظ لحرية التعبير، فهو محاولة جديدة لإسكات صوت الكاتب والأصوات الأخرى التي توجه انتقادات لأداء الحكومة وفريق المفاوضات.

إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) إذ يدين كافة الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأجهزة الأمن الفلسطينية، في الضفة الغربية و قطاع غزة، والقرار الإسرائيلي بتبرئة قتلة مصور رويتر فضل شناعة فانه:
• يدعو إلى إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية والفلسطينية.
• يطالب بحرية التوزيع لكافة الصحف الفلسطينية، وحرية العمل لكافة وسائل الإعلام.
• يطالب السلطات الفلسطينية في الضفة والقطاع بعدم اللجوء إلى إجراءات غير قانونية من اجل الحد من الحريات الصحفية.
• يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات جريمة قتل الصحفي فضل شناعة.


تفصيل الانتهاكات:

(1/8)- إصابة المصور المستقل عماد برناط من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقال برناط انه أصيب برصاصة مطاطية في قدمه اليسرى أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية المناهضة لبناء سور الفصل العنصري في قرية بلعين (رام الله). يذكر أن برناط أصيب عدة مرات أثناء تغطيته المستمرة للمسيرة الأسبوعية في قريته بلعين، كما تعرض للاعتقال في 6/10/2006 لمدة ثلاثة أسابيع من قبل قوات الاحتلال.

(2/8)- إغلاق إذاعة صوت الشعب في مدينة غزة من قبل أفراد الشرطة الفلسطينية بأمر من وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، " لدورها في بث الأكاذيب والشائعات وإثارة الفتن بين أبناء الشعب الواحد"، حسب بيان الداخلية. وقال بيان للإذاعة إن أفرادا من الشرطة اقتحموا مقر الإذاعة ظهرا واجبروا العاملين على وقف البث ومغادرة المقر وقاموا بأخذ المفاتيح وإغلاقها"، ونفى البيان ما تذرعت به الداخلية لإغلاق المقر ووصف المعلومات التي أدلت بها بأنها عارية عن الصحة"حيث أن إذاعة صوت الشعب تلعب دورا وطنيا وحدويا مميزا"، هذا وقد تم إلغاء قرار الإغلاق حيث عادت للبث من جديد في الخامس من آب. يذكر أن الإذاعة تعرضت للاقتحام والاستيلاء على كافة أجهزتها ومعداتها في 16/6/2007 من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة مما أدى إلى توقفها عن البث في حينه.

(18/8)- اعتقال كاتب العامود في صحيفة فلسطين د. عصام شاور من قبل المخابرات الفلسطينية في مدينة قلقيلية، بحجة التشهير برئيس الوزراء سلام فياض ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع، في مقالين نشرهما في صحيفة فلسطين في السابع عشر والثامن عشر من آب، وقال شاور انه تم اعتقاله من عيادته في مدينة قلقيلية، وجرى التحقيق معه حول المقالين، وإلزامه بالاعتذار لسلام وقريع، وقد أطلق سراحه في 20/ 8. يذكر أن شاور تعرض للاعتقال في الثامن من أيار الماضي لمدة احد عشر يوما في من قبل نفس الجهاز.

(20/8)- اقتحام مقرات محطتين إذاعيتين وتلفزيون محلي من قبل قوت الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل بحجة تشويشها على حركة الطيران في مطار بن غوريون، حيث أفاد مسؤولون في إذاعة ون أف أم، إذاعة منبر الحرية وتلفزيون المجد انه تم اقتحامها في الصباح، حيث تم مصادرة جهازي إرسال وجهاز فلتر من إذاعة ون اف ام واعتقال مديرها محمد سالم قفيشة، وقد تم الإفراج عنه في مساء نفس اليوم وتسليمه الأجهزة المصادرة، وفي إذاعة منبر الحرية تم تخريب جهاز الإرسال بعد إلقاءه من المقر عل درج العمارة، واعتقال المذيع فيها محمود قنيبي، وقد أطلق سراحه مساء نفس اليوم، وفي تلفزيون المجد تم تخريب جهاز البث عبر الضرب عليه بالة حديدية، علما أن التلفزيون متوقف عن البث منذ حوالي العام، حيث يستعمل المقر كمحطة تقوية لإذاعة بي بي سي، وقد تمت مصادرة جهاز البث التابع لها، في حين تم استدعاء صاحب التلفزيون طارق كيالي لمركز الشرطة في مستوطنة كريات أربع المحاذية للمدينة، حيث جرى احتجازه و التحقيق معه واتهامه بالتشويش على مطار بن غوريون، وقد أطلق سراحه بكفالة بعد عدة ساعات، وتسليمه جهاز الإرسال.

(23/8)- احتجاز موفد قناة النيل الإخبارية تامر حنفي والمصور إيثار ابو غربية، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال حنفي انه تم إيقافهم عند حاجز حزما أثناء توجههما من مدينة رام الله إلى مدينة القدس، حيث تم احتجازهم لحوالي ساعتين بحجة قيامهم بتصوير الحاجز، ثم تم نقلهما إلى مركز شرطة عطروت حيث جرى التحقيق معهما حول نفس الموضوع لمدة ساعة ونصف.

(23/8)- منع صحيفة القدس من دخول قطاع غزة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على معبر بيت حانون، وقال احمد الزيبق مدير مكتب الصحيفة في غزة أن منع دخول الصحيفة حدث بحجة عدم التنسيق مع سلطات الاحتلال على المعبر، وكانت الحكومة المقالة قد منعت الصحيفة بالإضافة إلى صحيفتي الحياة الجديدة والأيام في 27/7 من دخول قطاع غزة، وعادت وسمحت لها بالتوزيع في 22/8، في حين بقي قرار الحظر ساريا على صحيفتي الأيام والحياة، كما أن صحيفتي فلسطين والرسالة لازالتا ممنوعتين من الطباعة والتوزيع في الضفة الغربية منذ 14/6/2007.

(26/8)- اعتقال الصحفي المستقل عبد الله محمود عدوي من قبل جهاز الأمن الوقائي في مدينة بيت لحم، وأفادت والدته انه تم استدعاء عدوي في الرابع والعشرين من آب من قبل جهاز الأمن الوقائي، لكنهم طلبوا منه العودة بعد يومين، وفعلا ذهب لمقرهم بعد يومين حيث تم اعتقاله، يذكر أن مكتب عدوي تعرض للاعتداء من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة في الرابع عشر من حزيران 2007.