31/10/2010 - 11:02

ناصر القدوة:"مجلس الأمن معني بما يجري في المنطقة ويجب عدم تحيده "

ويضيف:"السلطة الفلسطينية مضطرة للصبر رغم قساوة الاعتداءات الإسرائيلية وعدم الذهاب في الفترة الحالية إلى مجلس الأمن من أجل إعطاء فرصة للجهود الأميركية بشأن تطبيق خطة خارطة الطريق"

ناصر القدوة:
توقع ناصر القدوة المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة أن تدعوا السلطة الفلسطينية مجلس الأمن لعقد جلسة خاصة لبحث الأوضاع الخطيرة والمأساوية في الاراضي الفلسطينية في كل المجالات .وقال د. القدوة في بيان صحفي صادر عن مكتبه ووصل موقع " عرب48" نسخة عنه : " مجلس الأمن معني بما يجري في المنطقة ويجب عدم تحيده " مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية تدرك حساسية الوضع بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية على ضوء التزاماها العلني تجاه تطبيق خارطة الطريق بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن تدخل واشنطن هو على أعلى مستوى .

ووفقاً للمندوب الفلسطيني الدائم لدى المنظمة الدولية فإن السلطة الفلسطينية مضطرة للصبر رغم قساوة الاعتداءات الإسرائيلية وعدم الذهاب في الفترة الحالية إلى مجلس الأمن من أجل إعطاء فرصة للجهود الأميركية والدولية بشأن تطبيق خطة خارطة الطريق وتحقيق التقدم على المسار السياسي بين الجانبين .

وقال " إذا لم يتم ذلك سوف ندعو مجلس الأمن للانعقاد ليس لمناقشة الإجراءات الإسرائيلية والتصعيد الأخير بما في ذلك الاعدامات خارج القانون بل لبحث العدوان الإسرائيلي بشموليته ومن ذلك تواصل إنشاء السور الواقي الذي صادرت قوات الاحتلال من أجله آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين و استمرار سياسة الاستيطان .واعتبر د. القدوة أن مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال قوات مراقبين دوليين للفصل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خطوة إيجابية على طريق الدور الذي تلعبه المنظمة الدولية في الصراع بالمنطقة وهو ضمانة حقيقية لتجنيب الفلسطينيين المزيد من الاعتداءات الإسرائيلية .

وكما يوضح المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة فإن هنالك العديد من الجهات التي باتت تدعم هذا التوجه ومنهم عدد لا بأس به من النواب الأميركيين مشيراً إلى الاقتراح الذي قدمته الدانمارك بهذا الخصوص ودعمته هولندا ورأى المسؤول الفلسطيني أن هنالك تزايداً ملحوظاً في الجهود الدولية نحو تنفيذ فكرة إرسال مراقبين دوليين للمناطق الفلسطينية وهو أمر مفيد سيوصل الطرفان إلى تنفيذ دقيق لخطة خريطة الطريق .وكان القدوة قد سلم كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة رسالة خطية من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تناول خلالها خطورة الأوضاع في المناطق الفلسطينية بسبب سياسة التصعيد الإسرائيلية مطالباً إياها بالتدخل الفوري السريع لتوفير الحماية للفلسطينيين ووقف سياسة الاعتداءات بحقهم والتي تطال كل المجالات .

وأكد المندوب الفلسطيني لدى المنظمة الدولية أن السلطة الفلسطينية وافقت على اقتراح عنان بإرسال مراقبين دوليين للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويرى أن موافقة الجانبان سوف يخلق التغيير اللازم على الأرض .

مشيراً إلى أهمية مواصلة وزيادة الضغوط السياسية الدولية من أجل تحقيق هذه الخطوة التي لا تزال إسرائيل ترفضها بكل قوة .

ووصف الدكتور ناصر القدوة التقرير الذي قدمه نائب الأمين العام للأمـم المتحدة للشؤون السياسية ( كيران بر نر كاست ) لمجلس الأمن وقدمه الجمعة الماضية ( بالموضوعية ) وعكس حقيقة الأوضاع القائمة على الأرض بشكل جيد كما أنه انسجم مع الموقف القانوني والسياسي الثابت للمنظمة الدولية .

وكان المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة قد شن هجوماً لاذعاً ووجهه انتقاده للتقرير السابق الذي قدمه ممثل الأمين العام في المناطق الفلسطينية تيري رود لارنسون في التاسع عشر من الشهر الماضي على اعتبار أنه كان داعماً لسياسة الاحتلال ولم يتصف بالموضوعية .

وقال د. القدوة " لقد تناول تقرير نائب الأمين العام للشؤون السياسية التسميات المختلفة وفقاً لقوانين وأعراف الأمم المتحدة وأشار للأرض المحتلة والإطار العام للفهم القانوني آخذاً بعين الاعتبار وجود الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى أن تقريره أمام مجلس الأمن شخص الإجراءات الإسرائيلية وهاجم بعض هذه الإجراءات ومنها الاعدامات خارج إطار القانون والسياسة الإسرائيلية الأخرى كالإغلاق والخنق الاقتصادي ومواصلة الحصار كما تحدث بشكل تفصيلي عن استمرار إسرائيل بإنشاء السور الواقي ومصادرتها للأراضي الفلسطينية .

وقال " تقرير نائب الأمين العام للشؤون السياسية جاء بتقدم كبير عن تقرير لارنسن السابق في مجلس الأمن " معتبراً أن ذلك بسبب ضغوط البعثة الفلسطينية لدى المنظمة الدولية والذي دعمته المجموعة العربية ودول عدم الانحياز وباقي الدول الصديقة .

موضحاً أن السلطة الفلسطينية تنقل الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب رسمياً في مذكرات للأمين العام ورئيس مجلس الأمن كجزء من السجل الإجرامي الإسرائيلي .

ورأى د. القدوة أن السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ومنها اغتيال قيادات العمل الوطني الفلسطيني وفي مقدمتهم د. عبد العزيز الرنتيسي أحد أبرز القادة السياسيين في حركة حماس إنما جاء رغبة من حكومة شارون في قتل خارطة الطريق والهروب من استحقاقاتها .مؤكداً أن الجانب الفلسطيني سيظل محافظاً على قوة الاندفاع بالنسبة للعمل الفلسطيني في الأمم المتحدة ولكنه أشار إلى أن التحرك في إطار مجلس الأمن يجب أن يأخذ في الحسبان احتمالات تطبيق خارطة الطريق والجهود الأميركية ومساعي اللجنة الرباعية في تحقيق ذلك .

وحول الحوار الفلسطيني الداخلي بين السلطة الفلسطينية وقوى المعارضة أوضح المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة أن الحوار هو السبيل الوحيد أمام الشعب الفلسطيني من أجل التوصل لقواسم مشتركة لتفويت الفرصة على الحكومة الإسرائيلية التي تحاول استغلال الدعم الأميركي والصمت الدولي لتنفيذ سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني .

وأعرب المسؤول الفلسطيني عن أمله وقناعته من أن القوى الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس والسلطة الفلسطينية ستتوصل إلى تفاهمات مشتركة للنهوض بالحالة الوطنية وتقديم الدعم للفلسطينيين في كل القطاعات .

التعليقات