31/10/2010 - 11:02

نقص حاد بالأدوية في مستشفيات نابلس في ظل الاجتياح الإسرائيلي

اكثر من 150 جريحا غالبيتهم دون سن 16 عاما سقطوا خلال الاسبوعين الماضيين في نابلس* "النقص الحاد في الأدوية نابع من الحصار الخانق على نابلس ومن الحصار المالي على السلطة الفلسطينية"

نقص حاد بالأدوية في مستشفيات نابلس في ظل الاجتياح الإسرائيلي
تفتقر المستشفيات والعيادات الطبية في مدينة نابلس بالضفة الغربية إلى العديد من أنواع الأدوية الأساسية والضرورية لبقاء مرضى على قيد الحياة في وقت تجتاح فيه قوات إسرائيلية كبيرة المدينة.

وقال رئيس الإغاثة الطبية في نابلس الدكتور غسان حمدان امس الأربعاء إن "نقصا حادا حاصل في جميع أنواع الادوية وخصوصا الادوية التي يضطر إلى تناولها المرضى الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع والسكري".

وأوضح الدكتور حمدان أن "أسباب النقص الحاد في الأدوية نابعة من الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على نابلس ومن الحصار المالي المفروض على السلطة الفلسطينية".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت قبل أكثر من شهرين وقف تحويل أموال الضرائب والجمارك التي تجبيها إسرائيل من العمال والمواطنين الفلسطينيين لصالح السلطة الفلسطينية.

واوقفت إسرائيل تحويل المستحقات المالية للفلسطينيين في أعقاب تشكيل حركة حماس الفائزة في الانتخابات التشريعية للحكومة الفلسطينية فيما اعتبرت إسرائيل السلطة الفلسطينية "كيانا إرهابيا".

كما مضت الولايات المتحدة وفي وقت لاحق الاتحاد الأوروبي في أعقاب الحكومة الإسرائيلية وأوقفت تحويل المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية التي كانت قد تعهدت بها في الماضي.

وتطالب إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا حكومة حماس بالاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها ونبذ العنف قبل دراسة تجديد تحويل المستحقات والمساعدات المالية للسلطة الفلسطينية.

وفي ظل تردي الوضع الصحي في نابلس قال الدكتور حمدان إن "أكثر من 150 جريحا غالبيتهم دون سن الـ16 عاما أصيبوا بنيران القوات الإسرائيلية منذ بدء اجتياحها الواسع للمدينة قبل أسبوعين".

وتابع أن "هذه الإصابات متنوعة ما بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة".

وأصيب امس ما يزيد عن عشرة شبان وفتية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

وأشار إلى أنه "لا يمر يوم من مواجهات بين الشبان والفتية وبين الجنود الإسرائيليين".

وأضاف الدكتور حمدان أن "هناك حالتي موت سريري بين الجرحى يرقدون في هذه الأثناء في مستشفى إسرائيل لتعذر المستشفيات المحلية عن معالجتهما.

"وهناك 5 من المسعفين الذين استهدفتهم نيران الجنود الإسرائيليين أثناء تأديتهم لعملهم بنقل الجرحى.

"وأحد هؤلاء المسعفين يعاني حالة شلل خطيرة وفقدان للإدراك".

وشدد الدكتور حمدان على أنه "لم تكن هناك لحظة واحدة خلال الأسبوعين الماضيين خلت فيها نابلس من القوات الإسرائيلية".

ويلاحظ كل من يسير في شوارع نابلس أن غالبية المحلات التجارية مغلقة وخلو هذه الشوارع من المواطنين الذين يفضلون التزام بيوتهم بسبب الوضع الأمني المتردي فيما تجوب المدينة سيارات جيب تابعة للجيش الإسرائيلي وفي أحيان كثيرة تمر سيارة إسعاف مسرعة تنقل مرضى أو جرحى جراء المواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش.

وقال الدكتور حمدان إن "الجنود الإسرائيليين يقتحمون بصورة يومية بيوت الفلسطينيين خصوصا تلك المشرفة على المدينة والبلدة القديمة والشوارع الرئيسية ويحتلونها ويدمرون محتوياتها ويطردون سكانها منها أو يجمعونهم في إحدى الغرف".

وأضاف أن اجتياح القوات الإسرائيلية أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين واعتبر أن "إسرائيل تنفذ تدميرا منهجيا لحياة الناس الاقتصادية والاجتماعية في المدينة".

وأوضح أن "الاجتياح الإسرائيلي كان مكثفا في الأسبوعين الأخيرين لكن تواجد القوات الإسرائيلية وعمليات الاعتقال لم تنقطع منذ الاجتياح الكبير" في إشارة إلى حملة "السور الواقي" العسكرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي في نيسان / أبريل 2002.

وأفاد الدكتور حمدان بأن قوة إسرائيلية اعتقلت صباح امس ست نساء من أمهات وزوجات ناشطين عسكريين فلسطينيين من المطلوبين للجيش الإسرائيلي واحتجزتهن في معسكر حوّارة الإسرائيلي القريب من نابلس حتى ساعات بعد الظهر ثم أفرجت عنهن.

وقالت النساء بعد إخلاء سبيلهن إن الجيش طلب منهن تمرير رسالة لأبنائهن وأزواجهن مفادها أن يسلموا أنفسهم وإلا فإن الجيش سيستهدفهم في عمليات اغتيال.

ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت عقد الثلاثاء اجتماعا أمنيا لبحث الرد الإسرائيلي على عملية تل أبيب الانتحارية التي وقعت الاثنين الماضي وأسفرت عن مقتل 9 إسرائيليين.

ومن بين القرارات التي اتخذت في ختام الاجتماع تشديد الحصار على مدينتي نابلس وجنين بشمال الضفة إلى جانب تنفيذ عمليات اعتقال واسعة خصوصا في صفوف نشطاء حركة الجهاد الإسلامي التي تبنت مسئولية تنفيذ عملية تل أبيب.

التعليقات