02/12/2010 - 14:27

في الضفة الغربية.. رام الله تبدو العاصمة أكثر من أي وقت مضى

تغير طفرة في أعمال البناء ملامح الافق في مدينة رام الله وتعزز وضعها كعاصمة فلسطينية بحكم الامر الواقع. ويبدو على نحو متزايد أن المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة والتي كانت ذات يوم قرية تقع على أطراف القدس تضطلع الان بالدور الذي كان منوطا بالقدس المحتلة ضمن خطط اقامة الدولة الفلسطينية.

في الضفة الغربية.. رام الله تبدو العاصمة أكثر من أي وقت مضى

تغير طفرة في أعمال البناء ملامح الافق في مدينة رام الله وتعزز وضعها كعاصمة فلسطينية بحكم الامر الواقع. ويبدو على نحو متزايد أن المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة والتي كانت ذات يوم قرية تقع على أطراف القدس تضطلع الان بالدور الذي كان منوطا بالقدس المحتلة ضمن خطط اقامة الدولة الفلسطينية.

ترتفع الفنادق الفاخرة والمباني السكنية بين التلال ويجري انشاء مقر رئاسي جديد ويشيد الفلسطينيون وزارات جديدة لحكومتهم بدلا من الاستمرار في استئجار مكاتب لهذا الغرض.

وتقول السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقر لها منذ تشكيلها عام 1994 ان تقليص النفقات هو الغرض من وراء مثل هذه المشروعات اذا ان الايجارات باهظة التكلفة.

وفي الوقت ذاته تحكم إسرائيل سيطرتها على القدس التي تعتبرها عاصمتها "الابدية الموحدة" فيما ترسخ رام الله أقدامها كمركز اداري واقتصادي للفلسطينيين.

وتشيد السلطة الفلسطينية مجمعا سيضم سبع وزارات. ويقول اياد البرغوثي مدير مركز دراسات حقوق الإنسان الذي ينتقد السياسات التي تنتهجها السلطة في هذه المسألة ان العمل الذي اكتمل أكثر من نصفه أحد المؤشرات على ان رام الله تتحول الى "عاصمة أبدية" للسلطة الفلسطينية.

ويجري تشييد مكاتب رئاسية جديدة في المجمع الذي يحكم منه الرئيس محمود عباس كما أدار سلفه الراحل ياسر عرفات مناطق سلطة الحكم الذاتي المحدودة التي تنازلت عنها إسرائيل.

وبدأ العمل في حي تجاري جديد (مركز الارسال) باستثمارات تبلغ 400 مليون دولار حيث من المنتظر أن يصبح مركزا للقطاعين التجاري والمصرفي للفلسطينيين.

وهذا الشهر افتتح عباس مقرا جديدا في رام الله لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت تتخذ من القدس مقرا لها منذ تأسيسها عام 1964 وحتى احتلال اسرائيل للمدينة في حرب 1967 .

وقال عباس خلال افتتاح المقر المؤقت يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني "نحن نحتفل اليوم بافتتاح هذا المقر المؤقت في مدينة رام الله وكل مقراتنا السيادية انما هي مقرات مؤقتة وان شاء الله سيأتي الوقت حتى تنتقل هذه المقرات بما فيها مقر منظمة التحرير الفلسطينية الى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة."

ويعتبر الجدار العازل الذي بنته اسرائيل ليفصل القدس عن البلدات الفلسطينية المجاورة في الضفة الغربية جزءا من هذه الاستراتيجية. وشرعت اسرائيل في بناء الجدار بزعم دواع أمنية أثناء الانتفاضة الفلسطينية في بداية هذا العقد.

وتعاني القدس المعزولة عن محيطها الفلسطيني التقليدي من تدهور اقتصادي. ويختلف كثيرا الوضع في رام الله الواقعة على بعد عشرين كيلومترا فقط بفضل الدعم المالي السخي من المانحين الغربيين.

ويعد ضجيج أعمال البناء والعدد الكبير من السيارات الجديدة مؤشرات على نمو اقتصادي بنحو تسعة في المئة في النصف الاول من العام. وفي وقت سابق من الشهر افتتح فندق موفينبيك وهو أول فندق خمسة نجوم في رام الله لتبدو المباني المجاورة له كالاقزام.

يقول البرغوثي وهو عالم اجتماع يحاضر في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية "على الصعيد النفسي والعملي والواقعي رام الله هي العاصمة الابدية لاراضي السلطة الفلسطينية.

"السلطة تعمل بشكل يوحي وكأن رام الله هي عاصمة الدولة. والقصة ليست استأجرنا أو بنينا أو اشترينا القصة في تركيز مؤسسات السلطة بشكل كبير في رام الله."

وأثناء زيارة قريبة للقدس لاحظ دبلوماسي عمل في اسرائيل والمناطق الفلسطينية حجم التغيير الذي حدث في بضع سنوات.

وقال الدبلوماسي "عادة ما كانت القدس الشرقية هي المكان الذي تسكنه النخبة الفلسطينية. قطاع الاعمال والاصدارات الفكرية الرفيعة كانت جميعا هنا لكن الان انتقلوا الى رام الله. هنا حالة من الموات وهو أمر محزن للغاية."

التعليقات