12/04/2011 - 18:22

واشنطن تحبط اجتماع الرباعية؛ مصادر إسرائيلية: فيتو أميركي على الدولة الفلسطينية

نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة قولها إن واشنطن أحبطت مشروعاً بادرت إليه بريطانيا وفرنسا وألمانيا لعقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية، يوم الجمعة المقبل، في العاصمة الألمانية برلين، بهدف طرح مبادرة للتسوية الدائمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

واشنطن تحبط اجتماع الرباعية؛ مصادر إسرائيلية: فيتو أميركي على الدولة الفلسطينية

نقل مراسل الإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية عن مصادر وصفها بالسياسية الإسرائيلية، اليوم، قولها إن الولايات المتحدة ستمارس حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن على إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد.

في موازاة ذلك، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة قولها إن واشنطن أحبطت مشروعاً بادرت إليه بريطانيا وفرنسا وألمانيا لعقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية، يوم الجمعة المقبل، في العاصمة الألمانية برلين، بهدف طرح مبادرة للتسوية الدائمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. 

وعبر مصدر دبوماسي أوروبي عن أسفه من الخطوة الأميركية، وقال إنه حان الوقت لكي تبعث الرباعية برسالة صارمة للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، فيما قال مصدر دبلوماسي آخر إنّ مشاعر الإحباط لدى القيادة الفلسطينية في تزايد.

وأكد مصدر إسرائيلي رفيع المستوى للإذاعة إرجاء اجتماع الرباعية إلى اجل غير مسمى، وقال إن روسيا والإتحاد الأوربي دفعا لعقد الاجتماع، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون تردد فيما واشنطن رفضت الفكرة بشكل صارم.

وأوضحت المصادر أن التأجيل جاء بذريعة إفساح المجال لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقديم مقترحاته السياسية.

على صلة، دعا الوزير الإسرائيلي، عوزي لندو، إلى الإعلان عن ضم الكتل الاستيطانية الكبرى وغور الأردن في حال تم الإعلان عن قيام دولة فلسطينية في الأمم المتحدة من جانب واحد.

فلسطينياً (وفا)، وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، قرار التأجيل بأنه مستغرب ومؤسف، اعتبر آخرون أن اللجنة الرباعية أصبحت عاجزة عن اتخاذ موقف، في ظل خضوعها للمواقف الأميركية والإسرائيلية.

وقال عريقات لـوكالة وفا: تأجيل الاجتماع مستغرب ومؤسف، خاصة في ظل تمادي إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، ومواصلة الاستيطان بالضفة، ورفض مرجعيات عملية السلام.

وأضاف: كان على الرباعية أن تجتمع وتطرح معايير مبادئ الحل، ومبدأ الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس، وحل قضايا الوضع النهائي، وإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان.

واستغرب عريقات تأجيل اجتماع الرباعية في ظل التغيرات التي تعصف بالمنطقة العربية، والتي يتحدث فيها الغرب عن دعم الديمقراطية في هذه البلدان، متسائلا: هل يمكن تحقيق الديمقراطية في ظل الاحتلال والاستيطان؟

بدوره أعتبر المحلل السياسي، هاني المصري، في حديث لوكالة (وفا) تأجيل اجتماع الرباعية دليلا على عجزها عن اتخاذ موقف. وقال: الرباعية لا تجتمع لاتخاذ مواقف إيجابية، وإذا اجتمعت فإن قرارها يكون دون المستوى المطلوب'، لأنها 'خاضعة للمواقف الأميركية، التي تتبنى المواقف الإسرائيلية'.

ودعا المصري إلى إعادة النظر في الاعتماد على اللجنة الرباعية، والعودة للمؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي.

وقال: هناك تراجع في موقف اللجنة الرباعية من الاحتلال والاستيطان، المقرّة دوليا.

وفي ظل الحديث عن تأجيل الاجتماع لإعطاء فرصة لما يطلق عليه 'أفكار نتنياهو'، قال المصري لـ'وفا': 'مهما كانت هذه الأفكار، فهي دون الحدّ الأدنى المطلوب، وهي تهرب من استحقاقات عملية السلام، خاصة ونحن ذاهبون للاعتراف بالدولة'.

وحول التباين في مواقف اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، قال المحلل السياسي: 'هناك تحرك أوروبي جيد، لكنه مخنوق من الولايات المتحدة'.

ودعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية تيسير خالد، للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى 'أن إلغاء اجتماع الرباعية الدولية بضغط من الإدارة الأميركية يقوض مصداقية هذه الإدارة، التي تسعى إلى تعطيل المبادرة السياسية لكل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وتعطيل دور المجتمع الدولي في طرح مبادرات سياسية تحاصر النشاطات الاستيطانية ومناورات حكومة إسرائيل وخططها لتمرير مشروع دولة الحدود المؤقتة'.

وأوضح أن اللجوء إلى مجلس الأمن ليس أكثر من خطوة وممر اضطراري للانتقال إلى طلب عقد دورة خاصة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند الفصل السابع للأمم المتحدة  والاتحاد من أجل السلام بهدف تجاوز المحاولات المتكررة للإدارة الأميركية لتعطيل الإرادة الدولية، ومن أجل الطلب من الأمم المتحدة، في ضوء استحقاق أيلول القادم، الاعتراف بدولة فلسطين، دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وبالقدس عاصمة لهذه الدولة، ومن أجل إعادة بناء التسوية السياسية والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يوفر الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة، ويصون حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وفقا للقرار الأممي 194.

التعليقات