14/05/2011 - 01:21

الآلاف من فلسطينيي الأردن يحتشدون في الكرامة مطالبين بالعودة

احتشد نحو عشرة آلاف لاجئ فلسطيني، ومواطن أردني، الجمعة، في بلدة الكرامة، على الحدود مع فلسطين، وهتفوا للعودة في الذكرى الـ63 للنكبة، التي يقول اللاجئون إن إحياءها هذا العام جاء مختلفًا على وقع الثورات العربية.

الآلاف من فلسطينيي الأردن يحتشدون في الكرامة مطالبين بالعودة

 

احتشد نحو عشرة آلاف لاجئ فلسطيني، ومواطن أردني، الجمعة، في بلدة الكرامة، على الحدود مع فلسطين، وهتفوا للعودة في الذكرى الـ63 للنكبة، التي يقول اللاجئون إن إحياءها هذا العام جاء مختلفًا على وقع الثورات العربية.

وعلت حناجر المحتشدين على بعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط من الحدود مع فلسطين، بهتاف: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، كما رددوا هتافات ترفض التوطين في الأردن، أو أي بلد آخر.

وشهدت بلدة الكرامة على الحدود مع فلسطين أول انتصار عربي على إسرائيل عام 1968، عندما تمكن الجيش الأردني والفدائيون الفلسطينيون، من صد هجوم للجيش الاسرائيلي، وألحقوا به خسائر فادحة.

ولا تزال مشارف البلدة تحتفظ بصرح الجندي المجهول، الذي تطوقه صور شهداء الجيش الأردني في المعركة، كما تحتفظ الكرامة بمقبرة شهداء الثورة الفلسطينية.

وامتزجت لوحة مميزة من الأجيال المتعاقبة من اللاجئين، إذ حضرت بعض العائلات التي خرجت عام 1948 مع جيلها الخامس بعد النكبة.

وقالت الحاجة آمنة الصرفندي، إنها خرجت عام 1948 مع زوجها فقط، بينما جاءت اليوم مع حفيد ابنها الذي وُلِد في الشتات.

وأضافت: "ربيت أولادي وأحفادي على أن لنا وطنًا اسمه فلسطين"، وتابعت أن "الأردن غال على قلوبنا، لكن العودة لفلسطين واجب وحق لا يجوز أن نتخلى عنه، ولا بد لنا أو للأجيال الحالية أو القادمة من تحقيق العودة".

أما الحاج علي حبوش (85 سنة)، فتحدث عن بلدته "عراق المنشية"، التابعة لقطاع غزة، التي خرج منها عام 1948 وكأنه قادم للمهرجان منها للتو.. وقال: "حق العودة لا يضيع، ووالله إنني لا أبدل شبرًا من عراق المنشية بأميركا وبريطانيا وكل أوروبا".

وأدى حبوش مع سيدات كبار في السن، وشبان صغار، وأطفال، وصلة من رقصة الدبكة الشعبية، وهم يهتفون للعودة الفلسطينية في مشهد أبكى الكثيرين.

"إن مت قبل العودة.. فإن أولادي وأحفادي سيعودون"



أما الحاج إسماعيل نشوان، فأبرز أمام الحاضرين مفتاح بيته في قرية الدوايمة التابعة لمحافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية.

وقال نشوان، الذي شارك في رحلة أسطول الحرية العام الماضي: "هذا مفتاح بيتي في قرية الدوايمة، وأقسم بالله أنني سأعود وإن مت قبل العودة، فإن أولادي وأحفادي سيعودون للدوايمة".

ولفت أنظار الحاضرين تسابق شبان وشابات وأطفال صغار، على توقيع لوحات باسم بلداتهم في فلسطين، التي هجر أجدادهم منها عام 1948.

وعبر المشهد عن حالة الذاكرة لدى أجيال اللاجئين، لاسيما الثالث والرابع، الذين وقعوا بأسماء بلداتهم وموقعها الجغرافي في فلسطين.

كما أبرز لاجئون وثائق ملكيتهم لبيوت وأراضٍ بفلسطين، لاسيما سيدة أبرزت ملكية عائلتها في منطقة عرب الصبيح قرب الناصرة، وقالت إنها ستستعيد هذه الملكية مهما طال الزمن، وإن أحدا لا يملك الحق في التنازل عن حقها.

رسالة للقيادة الفلسطينية بأن لا مساومة على حق العودة

وعبر الخبير في القانون الدولي والسياسي الفلسطيني، الدكتور أنيس القاسم، عن إعجابه بمشهد اللاجئين المحتشدين على الحدود مع فلسطين.

وقال إن هذا التجمع يعبر عن رغبة اللاجئين الفلسطينيين، وخاصة سكان المخيمات، في العودة لفلسطين بطريقة مختلفة عما شاهدناه من إحياء ذكرى النكبة في أعوام سابقة، فهم يستلهمون تجارب الشبان الذين تظاهروا في ميدان التحرير وفي تونس، ليتظاهروا اليوم على الحدود مع فلسطين.

وزاد أن "هذه رسالة قوية للقيادة الفلسطينية، التي فرطت في مناسبات عديدة في حق العودة، مفادها أن لا مساومة على هذا الحق".

ولم يقتصر المشهد على اللاجئين، حيث حضرت المهرجان شخصيات أردنية، تمثل عشائر وقيادات سياسية.. ووصف الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي، حمزة منصور، في كلمة له بالمهرجان، حضور الأردنيين والفلسطينيين في أرض الكرامة، بأنه رسالة لمن أراد إيقاع الفتنة بين الشعبين.

أما رئيس مجلس النقابات المهنية، نقيب الصيادلة، محمد العبابنة، فاعتبر أن المشهد رسالة لكل "المفرِّطين" بأن موسم العودة لفلسطين من النهر إلى البحر قد بدأ.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية لإحياء ذكرى النكبة، مراد العضايلة، إن الذين حضروا هنا يُسمعون جبالَ فلسطين الماثلة أمامهم أنهم لا يقبلون بكل الدنيا بديلا عن فلسطين.

التعليقات