30/06/2011 - 14:09

غزة بعد الثورة المصرية: ‬"الثورة خبر صحيح في بر مصر وفي رفح شائعة!"

"مصر تواجه ضغوطا قوية ومستمرة من الولايات المتحدة وإسرائيل للإبقاء على الوضع الراهن في رفح كما هو دون تغيير في إجراءات وضوابط المرور".

غزة بعد الثورة المصرية: ‬

قيل كثيراً عن تحسن الأوضاع في قطاع غزة بعد نجاح الثورة المصرية وفتح معبر رفح والسماح للغزيين بالعبور بحرية من وإلى القطاع. لكن ما قيل يعكس آمالاً أكثر مما يعكس واقعاً، وممارسات قوات الأمن المصرية لم تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل الثورة وفي عهد حكم مبارك، فتفجير الأنفاق لا يزال مستمراً، وإن بوتيرة أقل، ومرور الغزيين ليس "سلساً" كما يتصور البعض.‬

‫فاليوم، الخميس، ‬ قامت قوات الشرطة المصرية بتدمير ثلاثة أنفاق على الشريط الحدودي مع غزة، وذلك ضمن الأنفاق التي تم اكتشافها مؤخرا في إطار الحملة الأمنية المصرية المتواصلة لضبط الحدود في شبه جزيرة سيناء.


 
وأوضح مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية أن الأنفاق الثلاثة كانت اكتشفت أوائل الأسبوع الجاري، وتم تدمير نفقين بالردم بالحجارة والرمال وذلك لتواجدهما في داخل الكتلة السكنية بمنطقة صلاح الدين.

 وأضاف المصدر الأمني أنة تم إخطار السلطات في غزة قبل عملية التدمير خشية تواجد أي أشخاص بالقرب، أو داخل تلك الأنفاق من الجانب الفلسطيني.

وبالأمس، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، إن معبر رفح بين القطاع ومصر لا يزال يعمل بالشكل الذي كان عليه قبل إعلان السلطات المصرية حزمة التسهيلات الأخيرة.

 وقال هنية، في كلمة خلال افتتاحه مقرا لشرطة الحكومة المقالة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة: "الوضع في معبر رفح غير طبيعي لأن الجانب الفلسطيني لم يشعر بأي تحسينات على المعبر حتى الآن بعد إعلان السلطات المصرية عنها".

 وأشار هنية إلى أن عدم تنفيذ التسهيلات على الأرض رغم الإعلان عنها "شكل ضغطا" من الراغبين في السفر على الطواقم العاملة في المعبر من أجهزة شرطية وغيرها، وذكر أن حكومته تتابع قضية معبر رفح "على مدار الساعة" مع الجانب المصري لإطلاعه على وضع المعبر.

 وقررت مصر قبل شهر فتح معبر رفح بشكل دائم، وإدخال سلسلة تسهيلات على آليات السفر فيه، ومنها عمله على مدار ستة أيام أسبوعيا ولمدة ثماني ساعات يوميا، إلا أن الحكومة المقالة تقول، إن آليات السفر القديمة ما تزال تحكم عمل المعبر، خاصة تحديد عدد المسافرين يوميا وإعادة عدد كبير منهم بدعوى التحفظات الأمنية.

وتأكيداً على أن الواقع الغزي لم يتبدل، كتب الصحافي فهمي هويدي في صحيفة "الشروق" المصرية، أمس، ما يلي: في شهر ديسمبر الماضي تلقيت رسالة من قارئ فلسطيني قال فيها إنه عالق أمام معبر رفح منذ ثلاثة أشهر، وإنه في السنة الجديدة يحلم بأمرين، أولهما: أن يجتاز المعبر لكي يعالج عينيه في القاهرة، وثانيهما: أن يعامل على المعبر بمثل ما يعامل به الإسرائيليون في طابا. لم أفاجأ بالرسالة التي خلفت عندي شعورا اختلط فيه الحزن بالخزي، لكنني قلت وقتذاك إن الذى يشترك في حصار غزة وتجويع الفلسطينيين لا يستكثر عليه إذلالهم. وحين صرح الدكتور نبيل العربي، أول وزير خارجية لمصر بعد الثورة، بأن معبر رفح سيفتح وأن علاقات مصر بمحيطها وجيرانها ستشهد نقلة جديدة تعبر عن قيمة مصر واعتزازها بكرامتها، استحضرت على الفور رسالة صاحبنا العالق عند المعبر وقلت إن الله حقق له ما تمناه.



وتابع الكاتب: لأن لحظات الفرح في الأفق الفلسطيني شحيحة ونادرة، فإن سحابات الحزن ما لبثت أن ظهرت في ذات الأفق مرة أخرى، حين اكتشفوا أن الكلام المتفائل عن فتح المعبر لم يتم تنزيله على الأرض بالصورة المرجوة. صحيح أنه فتح بغير تشدد في القيود لعدة أيام لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، إلا أن النظام المتبع سرعان ما عاد إلى سيرته القديمة. آية ذلك أنني تلقيت خلال الشهرين الأخيرين عدة رسائل من فلسطينيي غزة شكت من ثلاثة أمور، الأول: استمرار التعامل مع غزة باعتبارها قضية أمنية، لا هي سياسية ولا إنسانية، الثاني: التمسك بالقوائم الأمنية التى تمنع نحو 60٪ من شبان القطاع من دخول مصر. الثالث: تقليص عدد الذين يسمح لهم بالعبور يوميا، بحيث لا يزيدون على 400 شخص، في حين أن متوسط الراغبين فى العبور اليومي يدور حول ألف شخص تقريبا. وكانت نتيجة ذلك أن أعدادا أصبحت ترحل للمستقبل باستمرار، مما ترتب عليه إغلاق قوائم العابرين حتى يوم 22 سبتمبر المقبل. وهو ما يعني أن أي فلسطيني قادم لزيارة أهله لفترة قصيرة خلال الصيف، لن يستطيع أن يغادر القطاع قبل حلول الخريف في شهر أكتوبر.



وأوضح الكاتب أنه "في تفسير الموقف المصري من المعبر قال لي مصدر وثيق الصلة بالموضوع، إن هناك عوامل ثلاثة حاكمة لذلك الموقف، هي: إن مصر لا تزال لديها بعض المخاوف من الوضع في سيناء، وتخشى أن يؤدي إطلاق العبور من رفح إلى تعزيز تلك المخاوف ــ إن القاهرة ليست مطمئنة تماما لنجاح المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ويبدو أن أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية نقل رسالة إلى القاهرة تقول إن فتح المعبر من شأنه أن يؤدي إلى استرخاء الوضع في غزة مما قد يشجع حركة حماس على عدم التعامل بجدية مع مسألة المصالحة ــ إن مصر تواجه ضغوطا قوية ومستمرة من الولايات المتحدة وإسرائيل للإبقاء على الوضع الراهن في رفح كما هو دون تغيير في إجراءات وضوابط المرور.




وتابع: يوم الثلاثاء قبل الماضي 21/6 وصل إلى القاهرة في طريق العودة إلى غزة وفد رسمي كان قادما من الجزائر، التي استقبل فيها بحفاوة بالغة. وضم الوفد وزيرين واثنين من وكلاء الوزارة واثنين من نواب المجلس التشريعي. في المطار لم يستقبلهم أحد، وتم استبقاء الوزيرين ووكيلي الوزارة لمدة ساعة قبل السماح لهم بالخروج، أما الباقيان فقد احتجزا مدة 4 ساعات قبل أن يسمح لهما ضباط أمن الدولة بالانصراف!



وخلص الكاتب إلى أنه: إزاء ذلك ينبغي أن نعذرهم إذا استبد الانفعال ببعضهم وتساءلوا عما إذا كان نظام مبارك قد سقط حقا أم لا، أو إذا قال قائلهم إن الثورة إذا كانت خبرا صحيحا في بر مصر، فإنها في رفح شائعة سمعوا بها ولم تثبت صحتها.

 نقطة ضوء                                                                                                                                                           

يعتزم شباب الثورة المصرية، تنظيم مسيرة مليونية تجاه الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، مطلع شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، بحسب ما أفادت به نهاد السعودي الناطقة الإعلامية باسم الحراك الشبابي الفلسطيني المطالب بفتح معبر رفح بشكل كامل.

وقالت السعودي إن شباب الثورة المصرية وعدوا بالمسيرة المليونية عقب لقاء عقد مع أحد ممثليهم الذي يزور غزة. وأضافت: "اجتمعنا الأحد مع أحد ممثلي الثورة المصرية خلال زيارته لغزة، وأكد لنا أن ائتلاف الثورة المصرية سيعمل بشأن تسهيل وتيسير أمور المواطنين الفلسطينيين خاصةً أصحاب الحاجة منهم". وأوضحت أن ممثل الثورة المصرية وعدهم بأن تنتهي أزمة معبر رفح، وأن يتم فتح المعبر بشكل كامل بين شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين ثاني (نوفمبر) المقبلين.

وأضافت السعودي: "وعدنا ممثل الثورة المصرية أن يشهد شهر أيلول (سبتمبر) المقبل حل قضية العمل في المعبر من الجانب المصري، كما وعدنا أن يشهد شهر تشرين ثاني (نوفمبر) تطبيقاً فعلياً لجهود شباب ثورة 25 يناير على أرض الواقع وذلك عبر الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة المصرية".

وفي ما يتعلق بالمسيرة المليونية، أشارت السعودي إلى أن المسيرة ستزحف من "ميدان التحرير" بالعاصمة المصرية القاهرة باتجاه البوابة المصرية من معبر رفح، مبينةً أن المسافة بين الميدان والمعبر تقدر بـ450 كيلو متر.

وتابعت الناطقة باسم الحراك الشعبي "المسيرة ستخرج للمطالبة بفتح معبر رفح أمام حركة المسافرين الفلسطينيين بشكل كامل ودائم، وإلغاء كافة العقبات التي لا تزال موجودة، وتسهيل سفر الحالات المرضية وذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الاقامات والطلبة وكافة شرائح المجتمع الفلسطيني".

التعليقات