برغم الضغوط الهائلة التي مارستها الولايات المتحدة وإسرائيل، قررت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الاثنين منح الفلسطينيين عضوية كاملة بالمنظمة في تصويت سيعزز من المساعي الفلسطينية للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة.
واليونسكو هي أول منظمة تابعة للامم المتحدة يسعى الفلسطينيون للحصول على عضوية كاملة بها منذ أن تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب للحصول على عضوية كاملة للامم المتحدة في 23 سبتمبر أيلول.
وصوتت الولايات المتحدة وكندا وألمانيا ضد منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في حين صوتت البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب افريقيا وفرنسا لصالحها. وامتنعت بريطانيا عن التصويت. ونالت فلسطين تأييد 107 دولة ومعارضة 14 دولة وامتناع 52 دولة.
تهديد ليبرمان
ووصف السفير الإسرائيلي لدى اليونيسكو، نمرود بركان، قبول فلسطين للمنظمة بعضوية كاملة بأنها "تراجيديا". وقبيل صدور نتائج التصويت، هدد وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية. وقال ليبرمان في اجتماع لكتلة "يسرائيل بيتينو": " توصياتي للحكومة ستكون واضحة، يجب أن ندرس قطع اية علاقة مع السلطة الفلسطينية".
واضاف ليبرمان: لا يمكننا قبول خطوات من جانب واحد مرة تلو الأخرى، يجب أن نحاسب الفلسطينيين على المحاولات المنفلتة للنيل منا، وعلى ما يقومون به في المحافل الدولية. لا يمكن ترك الأمر على غاربه، ودون رد مناسب".
وقال: " لن نقبل بعد اليوم تجميدا للاستيطان، ولن يكون بعد اليوم أي تنازل من قبل إسرائيل. آمل أن تتخذ الحكومة قرارات واضحة وترد على ما يحصل في اليونيسكو". وقال ليبرمان: على حكومة نتنياهو أن تحترم الاتفاق الائتلافي مع كتلة "يسرائيل بيتينو" وان تعمل بأسرع وقت على إسقاط حكم حماس في غزة.
وعقد المؤتمر العام لليونيسكو في بارس، وقبيل التصويت صرح رياض المالكي وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية يوم الاحد انه يتوقع الحصول على المساندة المطلوبة.
وكان 40 ممثلا من بين 58 في المجلس ايدوا احالة القضية للاقتراع في وقت سابق من الشهر الجاري ورفضت أربع دول هي الولايات المتحدة والمانيا ورومانيا ولاتفيا اجراء تصويت في حين أن 14 دولة امتنعت عن التصويت.
وينظر الفلسطينيون الى الموافقة على العضوية الكاملة على انها انتصار معنوي في اطار السعي للعضوية الكاملة بالامم المتحدة لكنه ربما يجعل يونسكو تدفع ثمنا باهظا، فقد كانت الولايات المتحدة الحليف القوي لاسرائيل، منعت في التسعينات تمويل اي منظمة تابعة للامم المتحدة تقبل بفلسطين عضوا كامل العضوية ما يعني ان اليونيسكو ستخسر سبعين مليون دولار او نحو 22 بالمائة من موازنتها السنوية.
وتعارض واشنطن الطلب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة تماشيا مع المواقف الإسرائيلية زاعمة أنه لا يفيد جهود احياء عملية السلام. فييما تدعي إسرائيل ان الطلب الفلسطيني سيعني تسييس المنظمة مما سيقوض قدرتها على تنفيذ مهامها.
وتقول الولايات المتحدة انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد العضوية الكاملة في الامم المتحدة للفلسطينيين وتقود هي واسرائيل معارضة الطلب الفلسطيني للعضوية الكاملة في اليونسكو والهيئات الاخرى التابعة للامم المتحدة.
التعليقات