25/11/2011 - 18:22

مشعل يتحدّى تهديدات إسرائيل، ويؤكد اتفاقه مع عباس على "المقاومة الشعبية"

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الجمعة، أن التهديدات الصادرة عن الحكومة الاسرائيلية عقب اجتماعه بالرئيس محمود عباس "لا تخيفنا"، مشددا على أن "المقاومة الشعبية" هي أحد أبرز العناوين التي تم الاتفاق عليها. وقال مشعل: "هذه التهديدات من حكومة نتانياهو، وعقد مجلس أمني مصغر لا تخيفنا، بل تؤكد لنا وتطمئننا أننا نسير في الطريق الصحيح، طريق المصالحة". وأعلن عباس ومشعل في ختام اجتماعهما في القاهرة الخميس "بدء شراكة فلسطينية جديدة"، لتفعيل المصالحة المتعثرة بين حركتيهما منذ أكثر من ستة أشهر، في خطوة ردت عليها إسرائيل بعقد اجتماع لحكومتها الأمنية المصغرة، وبالتهديد بمواصلة تجميد أموال السلطة.

مشعل يتحدّى تهديدات إسرائيل، ويؤكد اتفاقه مع عباس على

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الجمعة، أن التهديدات الصادرة عن الحكومة الاسرائيلية عقب اجتماعه بالرئيس محمود عباس "لا تخيفنا"، مشددا على أن "المقاومة الشعبية" هي أحد أبرز العناوين التي تم الاتفاق عليها.

وقال مشعل: "هذه التهديدات من حكومة نتانياهو، وعقد مجلس أمني مصغر لا تخيفنا، بل تؤكد لنا وتطمئننا أننا نسير في الطريق الصحيح، طريق المصالحة".

وأعلن عباس ومشعل في ختام اجتماعهما في القاهرة الخميس "بدء شراكة فلسطينية جديدة"، لتفعيل المصالحة المتعثرة بين حركتيهما منذ أكثر من ستة أشهر، في خطوة ردت عليها إسرائيل بعقد اجتماع لحكومتها الأمنية المصغرة، وبالتهديد بمواصلة تجميد أموال السلطة.

مشعل: "لماذا نتخوف.. وإسرائيل مارست وما زالت تمارس كل العدوان والاعتداء والظلم"

وقال مشعل: "لا يغضب الشعب الفلسطيني ولا يخيفه أي شيء له مصلحة فيه"، متسائلا: "لماذا نتخوف، فالعدو يمارس ظلمه اليومي بحق كل أطراف الشعب الفلسطيني، وإسرائيل مارست وما زالت تمارس كل العدوان والاعتداء والظلم بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف أن "إسرائيل وحكومتها بالغة التطرف، وقد أغلقت كل الأبواب والفرص للوصول إلى حلّ ينصف شعبنا الفلسطيني، وبالتالي ماذا سننتظر من عدونا أكثر مما فعله بحقنا".

وأعرب مشعل عن أمله في "أن لا يستجيب الأخ أبو مازن لكل الضغوط، خاصة أنهم لم يعطوه شيئا، رغم أنني لمست من الأخ أبو مازن جدية أقدرها، خاصة في هذه الفترة، وفي اجتماع الخميس، ونأمل لأن نبني خطوات عليها في المرحلة القادمة".

الاتفاق على "المقاومة الشعبيّة"

وفي تغيير كبير في موقف حركته ونهجها في مواجهة إسرائيل، أكد مشعل أنه اتفق وعباس على أن تكون "المقاومة الشعبية" أحد "العناوين المشتركة" بين الطرفين.

وقال: "كل شعب يتعرض للاحتلال من حقه أن يقاوم بكل الوسائل وكل أشكال المقاومة، ومنها الأشكال المسلحة وغيرها".

وأضاف: "نحن في هذه المرحلة نريد أن نتعاون في هذه القضايا المشتركة المتفق عليها، أي المقاومة الشعبية، وهي من العناوين المشتركة، رغم أننا نؤمن بالمقاومة المسلحة"، مذكرا بـ"أننا وصلنا إلى الانتفاضة الأولى بفعل المقاومة الشعبية".

وكان عباس قد دعا الفصائل الفلسطينية مجتمعة إلى انتهاج "المقاومة الشعبية" التي تقوم على الإضرابات، والتظاهرات، والحركات الاحتجاجية، لدعمه في جهوده في الأمم المتحدة للحصول على عضوية دولية فلسطين في المنظمة الدولية.

إعادة بناء منظمة التحرير وإتمام المصالحة

 وقال مشعل أيضا، إن لقاءه وعباس كان "أول لقاء مطول، وكان فيه حوار معمق، حيث جلسنا لوحدنا مدة ساعتين، ثم التحق بنا الوفدان لمدة ساعتين، أي أن مدة اللقاء كانت أربع ساعات".

وأوضح أن اللقاء "ركز على بحث قضايا منظمة التحرير، والملف السياسي، والمصالحة، وتوافقنا على موعدين، أولهما في العشرين من الشهر المقبل، حيث سيكون اجتماع للفصائل الفلسطينية لمتابعة تنفيذ ملفات المصالحة وملف الحكومة".

وأضاف: "سيكون اجتماع آخر في الثاني والعشرين من الشهر المقبل، للجنة بحث الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، لتنفيذ ما اتفق عليه بشأن منظمة التحرير، حول إعادة بناء المنظمة وتطويرها، كما سنبحث الموضوع السياسي والانتخابات القادمة".

وعن الانتخابات الرئاسية، أكد أنه "من السابق لأوانه الحديث أن حماس سترشح أي مسؤول لمنصب الرئاسة الفلسطينية".

استياء اسرائيلي وتهديدات

وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، عن أمله بأن يقوم عباس "بوقف عملية المصالحة مع حماس"، في حين حذر نائبه سيلفان شالوم، من أن اجتماع القاهرة "يشكل تطورا سلبيا وخطيرا".

بدوره أكد مسؤول حكومي اسرائيلي كبير أنه "في حال وقع الفلسطينيون اتفاقا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، فهذا سيجعل نقل الأموال مستحيلا"، في حين ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن الحكومة الأمنية المصغرة اجتمعت في وقت متأخر من مساء الخميس، واتفقت على مواصلة تجميد أموال السلطة.

وشدد مشعل من جهة ثانية على ضرورة توفير الأجواء لإنجاح المصالحة، وقال إنه بعد اجتماعه مع عباس "أصدرت تعليماتي إلى قيادة حماس في الداخل والخارج لاعتماد خطاب اعلامي وسياسي لا يعكر الروح التصالحية والإيجابية التي سادت، بل أن يعبر بصدق عن أجواء المصالحة.. طلبت منهم القيام بخطوات عملية وإيجابية لتجسيد هذا الاتفاق على الأرض".

وأضاف: "اتفقنا على إنهاء ملف المعتقلين، وضرورة الإفراج عنهم خلال الأيام القادمة، وسنتابعه عمليا"، مؤكدا: "نريد أن يشكل لقاء الخميس حافزا جديا إضافيا لطي ملف المعتقلين".

وقال أيضا: "لقد أزال هذا اللقاء المباشر بين أبناء القضية الواحدة، وإن اختلفنا سياسيا، الالتباس والركام والصور المنقولة بشكل ملتبس، وهيأ لمزيد من التفاهم والجدية والتوافق لإدارة المرحلة المقبلة بمسؤولية مشتركة".

وأضاف: "لذلك اعتبر هذا اليوم يوما مهما، وأرجو أن تكون الأيام القادمة بمستوى المسؤولية، على غرار ما جرى أمس من صراحة وشفافية وجدية".

طيّ صفحة الماضي

وطالب مشعل "كل القوى الفلسطينية أن تسعى لتحقيق المصالح الوطنية، وأن تعطي الأولوية لترتيب بيتنا الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة والتفاهم على البرنامج السياسي، وعلى ملف منظمة التحرير الفلسطينية".

ووجه مشعل رسالة إلى أبناء حركة فتح وكوادرها لطي صفحة الماضي، وقال: "رسالتي إلى الأخوة من أبناء فتح وكوادرها، أن نتعامل بإيجابية في المرحلة القادمة، ونطوي صفحة الانقسام رغم كل الآلام والجراح المتبادلة، فنحن أبناء وطن واحد، وقضية واحدة، عدونا الحقيقي إسرائيل، وثبت لنا جميعا أن إسرائيل ضدنا جميعا".

وأضاف: "لذلك لا سبيل ولا خيار إلا أن نتفاهم، خاصة أننا نمر بمرحلة الربيع العربي ورياح التغيير في المنطقة، وانشغال المنطقة بنفسها، والتجربة المريرة مع نتانياهو وفريقه البالغ التطرف، وعجز المجتمع الدولي عن إنصافنا، وانحياز الإدارة الأميركية الصارخ لصالح إسرائيل، وانشغالها في الانتخابات الرئاسية، كل ذلك يفرض علينا أن ننجز المصالحة، وأن نمد يدنا إلى بعضنا البعض".

وقال: "نريد الاتفاق على استراتيجية فلسطينية حقيقية لترتيب بيتنا الفلسطيني، وأن نعمل معا بروح الشراكة، وعلى قاعدة الشراكة مع حركة فتح وكل القوى".

ووعد مشعل بأن "المرحلة المقبلة ستكون فيها صراحة وشفافية وشراكة في إدارة همنا وشأننا الفلسطيني".

التعليقات