23/02/2012 - 14:40

افتحوا شارع الشهداء في الخليل!

شاركوا في المظاهرة الحاشدة من أجل اعادة حرية الحركة والحياة للفلسطنيين في الخليل * في يوم التضامن العالمي مع الخليل يوم الجمعة الموافق 24 شباط 2012

افتحوا شارع الشهداء في الخليل!


حتى إغلاقه من قبل سلطات الإحتلال كان شارع الشهداء في مدينة الخليل أحد أهم شوارع المدينة إن لم يكن أهمها على الإطلاق. فالشارع المذكور هو الشارع الرئيس الواصل بين الأحياء الجنوبية والأحياء الشمالية في قلب المدينة.

على مدار عشرات السنين ضم الشارع محطة الحافلات المركزية لمحافظة الخليل، ومحطات السيارات العمومية، وسوق الخضار المركزي، وأقدم مدارس المحافظة التي ما زالت تعمل حتى الآن، وحماما تركيا قديما، ومطحنتي قمح، ومحطة وقود، والعشرات من المحلات التجارية المختلفة.

بعد احتلال إسرائيل لمدينة الخليل عام 1967, اعتبر اليمين الإسرائيلي عودة إلى ما أسموه مدينة الأجداد، في إشارة إلى علاقة النبي إبراهيم بالمدينة، ومنذ أوائل أيام الاحتلال كان استعمارالمدينة هدفا لليمين الإسرائيلي.

أعاقت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بقيادة حزب العمل الإسرائيلي سكن المستعمرين الصهاينة داخل المدينة أواخر ستينيات القرن الماضي، إلا أنها سمحت بإقامة مستعمرة كريات أربع على تلال الخليل الشرقية مطلع السبعينيات.

في عام 1977 قاد حزب الليكود حكومة إسرائيل لأول مرة. وسمحت هذه الحكومة للمستعمرين بالتحرك من كريات أربع والسكن في قلب المدينة، الأمر الذي تم عام 1979 بالسيطرة على مبنى الدبويا الواقع في شارع الشهداء.

في عام 1982 قام الجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على مدرسة أسامه بن المنقذ والواقعة في تفرع لشارع الشهداء قريب من مدخل البلدة القديمة وسلمها للمستعمرين الذين حولوها لاحقا إلى مدرسة دينية بعد إضافة طوابق جديدة إليها .
في مطلع أيار 1980 هدمت قوات الاحتلال عددا من المحلات التجارية في شارع الشهداء والمقابلة لمبنى الدبويا ورحلت عددا من العائلات العربية التي سكنت الشارع ردا على هجوم لفدائيين فلسطينيين على البؤرة الاستعمارية في المبنى وأبعدت رئيس بلدية المدينة المنتخب إلى خارج البلاد.

في عام 1983 هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي (12) مبنى خلف سوق الخضار المركزي وأقامت تجمعاً استعماريا يهودياً قي ذلك الموقع أسمته " أبراهام أفينو " مما أحكم السيطرة تدريجياً على سوق الخضار المركزي وأدى لاحقا إلى طرد أصحابه وتشريدهم في شوارع المدينة.

وفي العام نفسه 1984 استولت قوات الاحتلال على محطة الحافلات المركزية بدعوى الضرورة الأمنية وحولتها إلى ثكنة عسكرية، لتوفير الحماية و مساعدة المستعمرين في كافة مراحل توسيع الاستعمار اليهودي داخل الخليل. ومنذ ما يزيد عن العامين تسمح سلطات الاحتلال لمستعمرين بالإقامة داخل المحطة " المعسكر".

اليوم يعيش تقريبا 400 مستعمرا و200 طالبا صهيونيا من طلاب المدرسة الدينية في ست بؤر استعمارية في المدينة تقع على امتداد شارع الشهداء، وغالبية هؤلاء متورطون في اعتداءات وأعمال تنكيل بحق سكان مدينة الخليل عموما، وسكان المناطق المحيطة بالبؤر الاستعمارية خصوصا الذين أصبحت حياتهم محفوفة بالخطر.

اعتداءات المستعمرين تشمل رشق البيوت والمارة الفلسطينيين بالحجارة، وإعاقة الحركة من والى البيوت والأحياء القريبة من البؤر الاستعمارية، توجيه الألفاظ النابية للسكان وشتمهم، والسخرية من معتقداتهم الدينية الإسلامية والمسيحية، ومن الرسول محمد عليه السلام الذي ينعتونه بالخنزير باللغتين العبرية والعربية، قطع الأشجار، وتدمير الممتلكات.

قوات الاحتلال وفي مخالفة لالتزامات دولة الاحتلال التي نصت عليها اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين تحت الاحتلال لا تقوم بعمل شيء لوقف اعتداءات المستعمرين، أو التحقيق مع منفذي الاعتداءات منهم، رغم وقوع معظم هذه الاعتداءات تحت سمع وبصر هذه القوات وتقديم الفلسطينيون شكاوى للشرطة الإسرائيلية.

مستعمروا الخليل هم من غلاة المتطرفين أمثال باروخ مارزيل، ونوعام فدرمان أصدقاء باروخ غولدشتاين الذي قتل 29 مصلياً في الحرم الإبراهيمي فجر يوم الجمعة 25/2/1994 ليتم بعد ذلك تقسيم المدينة إلى قسمين ومنع الفلسطينيين من الحركة والتحرك في شارع الشهداء.

منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي اعتادت قوات الاحتلال على إقامة حاجز عسكري على المدخل الشمالي لشارع الشهداء في ساعات المساء الأولى من كل يوم جمعة حتى نهاية يوم السبت، وكان جنود الاحتلال على الحاجز المذكور يعرقلون دخول المركبات الفلسطينية إلى الشارع أو يمنعونها بالكامل.

بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في 25/2/1994 منع الاحتلال مركبات الفلسطينيين من الحركة والتحرك في شارع الشهداء، ومن عبور شارع السهلة والمرور من سوق الخضار المركزي نهائياً، لتتحول تلك المنطقة بالكامل لسيطرة المستعمرين الذين أعطوا الشوارع أسماء عبرية حملتها لافتات على جدران المنطقة تشير إلى أسماء تلك الشوارع منها اسم "شارع الملك داوود " الذي أطلقوه على شارع الشهداء.

نصت الاتفاقية الإسرائيلية – الفلسطينية المرحلية حول الضفة الغربية وقطاع غزة والموقعة في واشنطن بتاريخ 28أيلول،1995

في المادة السابعة منها وفي بند رقم 7 وبالنص الحرفي على ما يلي: إجراءات وترتيبات تطبيع الحياة في البلدة القديمة وعلى طرق الخليل سوف يتم اتخاذها فورا بعد توقيع هذا الاتفاق على النحو التالي:

أ‌. فتح سوق البيع بالجملة- الحسبة كسوق للبيع بالمفرق.

ب‌. إزالة الحاجز على الطريق المؤدي من أبو سنينة إلى طريق الشهداء لتسهيل الحركة على هذين الطريقين,

ورغم ذلك لم يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بالاتفاق .

في مطلع شهر تشرين أول من عام 2000 فرضت سلطات الاحتلال حظر التجوال على شارع الشهداء وعلى نحو 20% من مدينة الخليل. وبحسب إحصائيات لجنة اعمار الخليل فقد فرض المنع لمدة 585 يوماً خلال ثلاث سنوات، وواكب ذلك إجراءات تعسفية قاسية منها تفجير لمحلات تجارية، ونهب للكثير منها، وإغلاق كافة مداخل البلدة القديمة.

رغم رفع حظر التجول فإن سلطات الاحتلال ما زالت وحتى اليوم تمنع حركة المركبات الفلسطينية في شارع الشهداء وشوارع أخرى من المدينة، كما وتمنع حركة المشاة الفلسطينيون في معظم أجزاء الشارع المذكور.

بسبب استمرار إغلاق شارع الشهداء والعديد من الشوارع في الخليل أصبح مشوار سكانها الفلسطينيين الذي يستغرق دقائق مشيًا على الأقدام، يستغرق أضعاف الوقت بسبب اضطرار المواطنين إلى سلك طرق أخرى طويلة. أما ما بقي من أهالي شارع الشهداء، فلا زالوا يتنقلون داخل الحي ويدخلون إلى بيوتهم عن طريق بيوت الجيران أو عن طريق تسلّق أسطح البيوت والشرفات.

توجهت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل برسالة للمستشار القضائي لجيش الاحتلال بتاريخ 19/11/2006، مطالبة إياه بإعادة فتح شارع الشهداء. وجاء في رد مكتب المستشار بتاريخ 25/12/2006 "أن الفلسطينيين حقًا مُنعوا من المشي على الأقدام في الشارع، وذلك عن طريق الخطأ. وفي هذه الأيام، أُعطيت تعليمات جديدة تسمح بحركة السكان، ولكنها مشروطة بإجراءات أمنية".

رغم تلك الرسالة فإن الشارع ما زال مغلقا.

في ضوء استمرار إغلاق شارع الشهداء شريان الحياة الأهم في الخليل والعديد من الشوارع الأخرى، فإن لجنة الدفاع عن الخليل وبدعم من القوى الوطنية في الخليل وبالتنسيق مع مجموعات تضامن دولية وإسرائيلية أعلنت عن 25 الخامس والعشرين من شهر شباط من كل عام "ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي" يوما للنضال من أجل إعادة فتح شارع الشهداء وللتضامن مع أهالي الشارع الفلسطينيين.

المستوطنين وجيش الاحتلال في الخليل – مهمتهم الرئيسية قمع الفلسطينيين وكسر صمودهم!

نحن نساند الوجود الفلسطيني في الخليل - والحق لكل فلسطيني\ة للعيش بكرامة وحرية في كل مكان!

شارع الشهداء مش شارع الأشباح - شاركوا بزخم في هذه المظاهرة!




 

 

التعليقات