19/01/2013 - 19:35

"هارتس": أشكال المقاومة الشعبية على غرار باب الشمس ستحرج حكومة نتنياهو القادمة

الا ان الأسابيع الأخيرة حملت ظاهرتين جديدتين من شأنهما أن تضعا الحكومة الاسرائيلية المقبلة في موقف غير مريح سواء في العلاقة مع الفلسطينيين أو في علاقتها مع أوباما، ليتزامن ذلك مع حالة "العداء" القائمة ما بين الولايات المتحدة والعواصم الاوروبية من جهة، والحكومة الاسرائيلية من جهة اخرى حول رؤيا نتنياهو للموضوع الفلسطيني.

تناولت صحيفة "هآرتس"، ظاهرة اقتحام الشباب الفلسطينيين للمناطق المهددة بالمصادرة ونصب خيام يعلوها العلم الفلسطيني، كردٍ على الاجراءات الاسرائيلية في مصادرة اراضي الفلسطينيين وإقامة المستوطنات عليها.

وكتب الصحافي الاسرائيلي عاموس هارئيل بشكل موسع عن توتر العلاقة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو حول الموضوع الايراني، مشيرا الى أن الموقف الأمريكي يختلف في تعاطيه مع قضية الاستيطان عن  تعاطيه مع قضية ايران، على اعتبار ان الولايات المتحدة قد تكون بحاجة لاسرائيل بشكل او بآخر في حال فشلت جميع الجهود لكبح ايران عن الاستمرار في برنامجها النووي او في حال لم تؤت العقوبات الاقتصادية اُكلها في منع ايران من امتلاك هذا السلاح، وبناء عليه لا يرى الرئيس الأميركي ضرورة للتشاجر مع نتنياهو حول الملف الايراني.

الا ان الكاتب يرى ان الوضع مختلف جداً حول تعاطي اوباما لموضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث يعتبر الكاتب ان الوضع في الضفة الغربية مختلف تماماً؛ الأمر الذي يُمكّن أوباما من الاستمرار بالاشتباك مع نتنياهو قبل وبعد الانتخابات الاسرائيلية.

ويضيف الكاتب انه على الرغم من تراجع الاحتمالات لنشوب انتفاضة ثالثة، الا ان الأسابيع الأخيرة حملت ظاهرتين جديدتين من شأنهما أن تضعا الحكومة الاسرائيلية المقبلة في موقف غير مريح سواء في العلاقة مع الفلسطينيين أو في علاقتها مع أوباما، ليتزامن ذلك مع حالة "العداء" القائمة ما بين الولايات المتحدة والعواصم الاوروبية من جهة، والحكومة الاسرائيلية من جهة اخرى حول رؤيا نتنياهو للموضوع الفلسطيني.

الظاهرة الأولى حسب الكاتب هي ما يدور في المناطق المحاذية للجدار بالضفة الغربية وغزة، والتي قُتل فيهما خلال اسبوع واحد 4 مواطنين فلسطينيين غير مسلحين، مواطنان غزيان قتلا بسبب اقترابهما من الجدار، وآخران بالضفة احدهما في قرية بدرس برام الله، والثاني في جنوب الخليل والحالتان لذات السبب، حيث فتح الجنود النار بالرصاص الحي باتجاههما دون مبرر حقيقي.

اما الظاهرة الثانية حسب الكاتب، والتي لا تملك اسرائيل طرقا لمجابهتها، وهي المتعلقة بظاهرة قرية "باب الشمس" التي اقامها الفلسطينيون ونشطاء يساريون اسرائيليون في المنطقة المسماة "E1" الاسبوع الماضي، والتي اعلنت حكومة نتنياهو عزمها إقامة حي استيطاني في هذا المكان لتربط بين القدس ومعاليه ادوميم ، حيث قامت الشرطة الاسرائيلية قبل ثلاثة ايام بإخلاء ثانٍ للقرية.

"بالنسبة للفلسطينيين فإن ذلك هو تطبيق للشعار الذي رفعوه حول المقاومة الشعبية، فاعمالهم هذه غير عنيفة، ولن تجلب اي تحفظ دولي عليها، عدا عن ان اعلان اسرائيل البناء في المكان، جلب نقداً عالمياً كبيراً عليها".

وتابع: "ان المديح الذي كاله نتنياهو لعملية الاخلاء السريع الذي تم للقرية الوليدة، يُظهر المعالجة الفاشلة للحكومة حول كل ما يتعلق بالبؤر الاستيطانية التي اقيمت بالضفة الغربية خلال السنوات الـ 15 الاخيرة، بينما حاز الفلسطينيون على تضامن نتيجة عملية الاخلاء أوسع من التضامن الذي حصلوا عليه  من "اعمالهم العنيفة".

واضاف هارئيل، أنه على مدار اشهر طويلة، تحدّثوا في اسرائيل عن إمكانية نشوب انتفاضة ثالثة في المناطق المحتلة، وحتى لو حدث ذلك فإنه لن يكون في مستوى الانتفاضات الفلسطينية السابقة، فالفلسطينيون ناقشوا النضال الشعبي حتى قبل نشوب الانتفاضة الاولى في العام 1987، ودفع اهالي الارض المحتلة ثمناً باهظاً لاختيارهم استخدام السلاح و"الانتحاريين" في الانتفاضة الثانية في العام 2000".

واضاف: "تساور الجميع في الضفة الغربية شكوك من ان تحظى انتفاضة مسلحة جديدة بدعم وتأييد واسعين من الأهالي، الا ان الاجراءات الأخيرة التي يستعملها الفلسطينيون باستخدامهم القوة الناعمة كما هو الحال في إقامة "البؤر" كما حصل في باب الشمس، سوف تتوسع مستقبلاً وستضع حكومة نتنياهو في وضع لا تُحسد عليه، حيث أن الصاق الفلسطينيين اسم انتفاضة باب الشمس باعمالهم المستقبلية، يعتبر مؤشراً لتحضيراتهم بتوسيع هذه الظاهرة المقلقة".
 

التعليقات