22/03/2014 - 15:50

الشهيد أبو الهيجا مقاوم حتى الرمق الأخير

وكانت الوحدات الخاصة الإسرائيلية اقتحمت منزل الشيخ جمال أبو الهيجاء في 18-12-2013، في عملية اغتيال فاشلة أدت لاستشهاد رفيقه نافع السعدي وإصابة سبعة مواطنين آخرين، وكان الشهيدان حمزة ونافع يحتفلان حينها بولادة حفيد الشيخ جمال لابنه المعتقل عبد السلام، لينتهي المشهد الاحتفالي بمأتم.

الشهيد أبو الهيجا مقاوم حتى الرمق الأخير

في لحظة اشتياق لرفيق دربه، وقف حمزة أمس الجمعة نجل القيادي الأسير جمال أبو الهيجا أمام قبر الشهيد نافع السعدي بمقبرة الشهداء في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، والذي ارتقى قبل نحو شهرين في عملية اغتيال كانت تستهدفه.. قرأ الفاتحة، ودعا له، ثم غادر مسرعا، دون أن يعلم أنه سيعود بعد ساعات قليلة إلى جوار رفيقه، شهيدًا أيضا.

ومنذ أكثر من عام، غدا حمزة مطلوبًا لجيش الاحتلال، التي داهمت منزله عشرات المرات، ونصبت الكمائن له في أكثر من موقع، وتمكن من الإفلات منها، إلى أن استشهد فجر اليوم، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، التي حاصرت المنزل الذي كان يتحصن فيه في حارة الدمج بمخيم جنين.

حمزة، الشاب اليافع، الذي لم يتجاوز العام ال22 عامًا من عمره، كان قد قرر أن يعيد بناء خلايا كتائب القسام في جنين، ويؤسس لمرحلة جديدة من بناء مقاوم متناغم مع تطورات الأحداث المتلاحقة في الضفة، من قتل واعتداءات للمستوطنين واستباحة للأرض والإنسان.

وكان حمزة قد تعرض للاعتقال لدى قوات الاحتلال في وقت مبكر من عمره، ولم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره حين تعرض للاعتقال الأول بتهمة إلقاء الأكواع على الجنود خلال اقتحامهم للمخيم.


شهداء جنين

كما تعرض لملاحقة شديدة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي اعتبرته منذ أكثر من ثمانية أشهر مطلوبا رئيسيا لها في مخيم جنين، سيما بعد الحملة الأمنية التي قامت بها في المخيم قبل عدة أشهر.

وقد تعرض منزل الشيخ جمال لأكثر من 20 عملية اقتحام من قبل الأجهزة الفلسطينية، وهو ما أثار موجة احتجاجات وغضب من قبل الأهالي حول حرمة منازل ذوي الأسرى، سيما وأن والده الشيخ جمال أبو الهيجاء من قادة المقاومة في مخيم جنين.


رفض الاستسلام

وبحسب ما روى شهود عيان، فإن قوات الاحتلال طلبت من حمزة عقب محاصرته فجر اليوم الاستسلام عبر مكبرات الصوت، إلا أنه رفض، وسمع صوته وهو يرد على جنود الاحتلال "الله أكبر" ويردد "حي على الجهاد"، ثم يطلق النار عليهم، ردا على عمليات إطلاق النار على المنزل الذي كان يتحصن به.

وأشارت المصادر إلى أن صواريخ أطلقت على المنزل أصابت شظاياها الشهيد، بعد اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال، فيما شوهد عدد من جنود الاحتلال مدرجين بدمائهم، بعد أن باغتهم الشهيد حمزة بإطلاق نار مباشر، عقب محاولتهم اقتحام المنزل.

يشار إلى أن والدة الشهيد (أم العبد) زوجة الشيخ الأسير جمال أبو الهيجاء ترقد في المستشفى منذ يومين، بعد إصابتها بوعكة صحية، وتلقت الخبر فجر اليوم وهي على سرير الشفاء.

ويؤكد شهود عيان أن أم العبد لم تجزع لاستشهاد نجلها، وتقبلت الخبر بكل فخر واعتزاز والدعاء له، مؤكدة أن ذلك لن ينال من عزيمتها، وسط حشد من المواطنين، فقد نقل جثمان الشهيد حمزة للمستشفى الذي تتواجد فيه والدته تمهيدا لتشييعه ظهر اليوم.

وكانت الوحدات الخاصة الإسرائيلية اقتحمت منزل الشيخ جمال أبو الهيجاء في 18-12-2013، في عملية اغتيال فاشلة أدت لاستشهاد رفيقه نافع السعدي وإصابة سبعة مواطنين آخرين، وكان الشهيدان حمزة ونافع يحتفلان حينها بولادة حفيد الشيخ جمال لابنه المعتقل عبد السلام، لينتهي المشهد الاحتفالي بمأتم.

وكذلك اختطفت الوحدات الإسرائيلية الخاصة في 21-1-2014 عماد شقيق الشهيد حمزة، خلال تواجده في محل تجاري في جنين، في إطار عمليات البحث عن الشهيد حمزة.

يذكر أن والد الشهيد حمزة الشيخ جمال أحد أبرز قادة حماس في الضفة، وأحد قادة معركة مخيم جنين عام 2002، ويقضي حكما بالسجن المؤبد تسع مرات على دوره في المعركة، كما أن نجليه عبد السلام وعماد معتقلان في سجون الاحتلال. 

التعليقات