05/07/2014 - 13:11

عريقات: لا يوجد حالياً شريك للسلام في الجانب الإسرائيلي

خلال الأشهر التسعة الأخيرة من المفاوضات قامت إسرائيل بزيادة عدد المستوطين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بـ50 ألف مستوطن جديد. وقامت ببناء 1400 منزل جديد في الضفة الغربية، وقتلت 66 فلسطينيا بدمٍ باردٍ، وهدمت 650 منزلاً فلسطينيناً وقامت بتصعيد استفزازاتها

عريقات: لا يوجد حالياً شريك للسلام في الجانب الإسرائيلي

قال مسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات إن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بحل الدولتين وأنها تريد دولة واحدة تدعى "إسرائيل" من نهر الأردن الى البحر المتوسط. أقوال عريقات جاءت خلال مقابلة حصرية أجراها مع قناة  i24News.

وأضاف، بحسب نص المقابلة التي وصلت عــ48ـرب، أن إسرائيل بذلك تسيطر على "معابر معابرنا الدولة، على مجالنا الجوي، على موانئنا، على مطاراتنا (في حال أردنا بناء مطار)، ولها سلطة أمنية علينا ومن بعدها يقولون لنا "أنتم أقلية عربية محترمة... أحكموا نفسكم بأنفسكم". هذا هو الأبارتهايد. اليوم في 3 تموز 2014 هنالك شوارع في الضفة الغربية التي لا يمكنني كفلسطيني من العبور فيها. فقط الإسرائيليون يمكنهم العبور. حتى في أظلم ساعات الابارتهايد في جنوب أفريقيا لم يتم منع أصحاب البشرة السوداء من العبور في الشوارع التي يستخدمها الإنسان الأبيض".

في المقابل، شدد عريقات في حديثه على أهمية التوصل لاتفاق سلام على مبدأ "حل الدولتين". وأضاف أنه "أهم المصالح بالنسبة للشعب الفلسطيني".

وبحسب عريقات فإن "فشل عملية السلام هي إمكانية ليست واردة. يجب أن أنجح. لا أحد سيستفيد أكثر من نجاح عملية السلام من الفلسطينيين، ولا أحد سيخسر أكثر في حال فشل العملية من الفلسطينيين".

وقال إن أكبر عقبة أمام السلام هي "عدم رغبة إسرائيل في تقديم التنازلات، والاستمرار في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية" على حد تعبيره. وأضاف "لقد اعترفنا بحق إسرائيل بالتواجد حسب حدود عام 1967. إسرائيل لم تعترف بحق وجود الدولة الفلسطينية حسب نفس الحدود. اتفقنا على مناقشة موضوع حدود عام 1967 وتبادل الأراضي بشكل فوري، إسرائيل لم توافق على ذلك".

وأضاف "قطعنا شوطاً طويلاً بسماحنا لأطراف ثالثة مثل الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بالمجيء الى دولة فلسطين للتأكد بأننا نلتزم بالإتفاقيات. مبادرة السلام العربية، التي تعتبر أكثر المبادرات العربية تقدماً منذ عام 1948، ما زالت موضوعة على الطاولة، وتنص على أنه في حال انسحبت إسرائيل من المناطق المحتلة في عام 1967 ستقوم جميع الدول العربية بتطبيع علاقاتها معها. نحن مستعدون لأن تكون القدس مدينة سلام، مدينة مفتوحة. تم الحديث عن هذه المواضيع خلال المفاوضات بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمبعوث السابق مارتن إنديك".

"سؤالي لزملائي الإسرائيليين هو: خلال الأشهر التسعة الأخيرة من المفاوضات قامت إسرائيل بزيادة عدد المستوطين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بـ50 ألف مستوطن جديد. وقامت ببناء 1400 منزل جديد في الضفة الغربية، وقتلت 66 فلسطينيا بدمٍ باردٍ، وهدمت 650 منزلاً فلسطينياً وقامت بتصعيد استفزازاتها. لماذا تقومون بإضعافي؟ علينا تقوية أحدنا الآخر. لا يوجد لدينا اليوم شريك في إسرائيل يقول إنه يقبل بحق وجود الدولة الفلسطينية حسب حدود عام 1967".

"حماس هي حركة سياسية فلسطينية"

خلال حديثه تطرق عريقات الى قضية حكومة المصالحة الفلسطينية والاتهامات الإسرائيلية لحركة حماس، قائلاً إن حماس ليست عاملاً في الحكومة الفلسطينية الجديدة.

"وأضاف أن "حركة هي حزب سياسي فلسطيني. لا نرى حماس على أنها منظمة إرهابية. حماس شاركت في الانتخابات وفازت بها. نحن ملتزمون للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كوحدة واحدة، والتي يجب الحفاظ على سلامتها، ويجب أن يكون هنالك حكم قانون واحد. نحن نقول لحركة حماس: عندما نختلف، لا نتوجه الى الرصاص، وإنما نتوجه الى صناديق الاقتراع، الى الإنتخابات. حكومة المصالحة التي أقيمت لا تشمل أي عضو من حركة حماس، ولا أي عضو من حركة فتح، ولا أي عضو من أي حركة سياسية، وإنما فقط مختصين. والحكومة ملتزمة بخطة الرئيس عباس: دولتين، الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف، وقبول المفاوضات. الولايات المتحدة وأوروبا تقبلان ذلك، نصف الإسرائيليين يقبلون ذلك. لكن السيد نتنياهو يستعمل ذلك كحجة للتراجع عن التزامه لحل الدولتين".

وعنما سُئل عريقات عن إمكانية "تورط" حركة حماس في عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة أجاب كبير المفاوضات بصورة غير مباشرة، لكنه اتهم نتنياهو باستغلال هذه المأساة لمكاسب سياسية، وقال إن "نتنياهو استخدم عملية الخطفة كحجة، ولكن ليس ضد حماس. الجيش الإسرائيلي جاء إلى رام الله، حاصر قواتنا الأمنية ومقرات الشرطة وهو يعرف تماماً أنه لا يمكننا الرد بناءً على الاتفاقات السابقة. لذلك قاموا بإذلال أولادنا. وفي اللحظة التي سيتركوننا، سيبدأ فلسطينيون برمي الحجارة علينا. نتنياهو يضعفنا".

وتطرق عريقات أيضاً الى قضية مقتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير الذي عثر على جثته صباح الأربعاء. وقال إن "عملية القتل، الذي يعتبرها العديد عملية قتل انتقامية، رداً على خطف وقتل الشبان الإسرائيلين الثلاثة، هي مثال على عمى إسرائيل وتحيزها تجاه الفلسطينيين. هل سيقوم نتنياهو ويعالون بهدم منزل عائلة المستوطن الذي قام بالعملية؟ هل سيقومون بإغلاق مدارس وجامعات؟ إسرائيل لا ترانا".

وختم حديثه بالقول "دفن الإسرائيليين والفلسطينيين لأولادهم تعني أمراً واحداً: يمكن التوصل للأمن فقط بواسطة السلام، عن طريق إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، عن طريق عملية سلام ناجحة وذات معنى تؤدي الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967.

التعليقات