رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن السلوك الفلسطيني الرسمي متأخر ومزر، وأنه أصبح واحدا من مجمل الوسطاء الذين يتحدثون عن وساطاتهم لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وأنه غير نابع من سلوك يعبر عن الوحدة الوطنية والمصالحة.
وقال عوكل في حديث خاص بموقع عــ48ـرب إن السلطة الفلسطينية استهترت في البداية بالسلاح وبصواريخ المقاومة الفلسطينية، وأن المواطن والمتابع للشأن الفلسطيني لاحظ أن سلوك المستوى الرسمي الفلسطيني لا يعبر عن روح المصالحة والوحدة الوطنية كما كان يفترض.
وأضاف عوكل أن عدم وجود الحكومة الفلسطينية في غزة أشار إلى حالة ضعف وشكوك حول المصالحة، وكان على السلطة الفلسطينية في رام الله الاستشارة والتنسيق مع المقاومة في غزة قبل الذهاب إلى المبادرات، والاستفادة من نتائج الوحشية الإسرائيلية لأجل تحقيق مكاسب سياسية لأهل غزة والسلطة والمقاومة.
ووصف عوكل سلوك السلطة بالضعيف والمزري.
وحول وقف إطلاق النار واحتمال الوصول إلى تهدئة، قال عوكل: الضغوطات شديدة للتوصل لوقف إطلاق نار بين الطرفين: ونحن في مرحلة "عض الأصابع"، وأمام اجتياح بري وأمام مقاومة ما زالت قادرة على الصمود، بالتالي ما يحصل هو تمديد للوقت للوصول إلى اتفاق يخفف الأوضاع عن قطاع غزة.
وشدد عوكل على أن غزة ذاهبة إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين، وأن ما يحصل الآن هو معركة تكتيكية وليست معركة إستراتيجية.
ووصف من يقول بأن استهداف الأطفال والمدنيين سيخلق حالة عدائية بين المواطنيين وحركة حماس والمقاومة بــ"الأهبل"، مؤكدا أن ردة فعل الشارع الغزي مع كل استهداف للأبرياء تكون أكثر تصميما على الصمود والخروج بردة فعل تكبد الاحتلال خسائر مقابلة.
وأضاف أنه من الواضح أن إسرائيل في ورطة من خلال استهدافها للأطفال والمدنيين، وهذا يؤكد أنه ليس لديها بنك أهداف واضح ومحدد تقول من خلاله إنها ستنهي المقاومة في غزة أو أنها أنهتها، لكن من الواضح ان ما تقوم به إسرائيل هو حالة انتقامية مرتبكة، وليست خائفة من العقاب اللاحق.
وقال عوكل إنه ما من شيء سيقدمه نتنياهو لشعبه إلا أن يقول "اننا قتلت 500 شخص وخسائرنا قليلة جدا"، نحن تعودنا على هذه الأقوال في الحروب السابقة، وهذا هو القول الإسرائيلي يأتي في نهاية كل مواجهة.
وحول الاجتياح البري وما يحصل الآن في غزة، قال عوكل في حديثه لــ عــ48ـرب: "لكي تجتاح إسرائيل غزة يجب أن يكون لها أهداف كبيرة تستحق اجتياحا بريا لغزة، وهم أعلنوا أن عملياتهم البرية الحالية محدودة وتتعلق بتدمير الأنفاق وغيرها فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ.
وأضاف: "أعتقد أنه لو توفرت لديهم الإمكانية لاتخذوا قرارا بالاجتياح البري من البداية، ولكانت كل العمليات التي جرت تمهيد لهذا الاجتياح، بالتالي هم أيضا ينتظرون وقف إطلاق النار، خاصة هم يعرفون أن فصائل المقاومة في غزة تنتظر العمليات البرية لكن إسرائيل لن تدخلها، وإسرائيل تقول لغاية الآن إنها تقاتل أشباحا لذلك تخشى من خطف جنودها وتخشى من تكبد خسائر بين جنودها".
واختتم عوكل حديثه: كل هذا يعمل على تغيير المعادلات، ويبدو أن الفصائل الفلسطينية في غزة "مش فارقة عندها" عندما تقول "خلي الإسرائيليين يفوتوا ويدفعوا ثمن إطلاق النار".
التعليقات