24/01/2015 - 16:39

كيف يمكن أن تؤثر الحرب في الشمال على الساحة الفلسطينية؟

استبعد محللون فلسطينيون إمكانية نشوب حرب في الشمال بين إسرائيل وحزب الله، وقالوا إن حزب الله سيكتفي برد في إطار قواعد اللعبة القائمة، وأكدوا أن السلطة الفلسطينية ليس لديها استراتيجية للتعامل مع الحرب وانعكاساتها.

كيف يمكن أن تؤثر  الحرب في الشمال على الساحة الفلسطينية؟

 أكّد محللون أن السلطة الفلسطينية ليس لديها استراتيجية للتعامل مع الحرب إذا ما اندلعت في الشمال بين إسرائيل وحزب الله، وانعكاساتها، وقالوا إن السلطة الفلسطينية لا تؤثر على الحرب لكنها يمكن أن تتأثر بها.

ويقول المحاضر في جامعة القدس المحلل السياسي الفلسطيني، راضي الجراعي، في حديثه لعرب48 إن الجانب الفلسطيني لا تأثير له في الصراع الدائر على الحدود مع لبنان أو فيما يتعلق بحروب المنطقه.

ويعتقد الجراع أن الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة غير مهيئين للتدخل أو التأثير إلا في حالة قيام إسرائيل باستفزاز الجانب الفلسطيني مباشرة، الأمر الذي قد ينتج عن ردود فعل وليس فعلا مباشرا أيضا.

ويرى أن إمكانية اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله مستبعده لتورط حزب الله في الأحداث الداخلية في سوريا وفي التعقيدات الداخلية اللبنانية، إلا أنه قد يقوم بعمليات استخبارية كالاغتيال مثلا على غرار ما قامت به إسرائيل بقتل ستة من كوادر وقيادات الحزب وجنرال ايراني، بمعنى أن الرد سيكون من نفس النوع .

ويضيف الجراعي حول استراتيجيات السلطة وخططها لمثل هذا النوع من السيناريوهات أن السلطة لا تملك أية خطة وأنها ستقف مراقبة ومتفرجة على مسرح الأحداث بنية استغلال أي حدث أو نتاج للحرب سياسيا، أما على الصعيد العملي فلا خيارات ولا خطط تمتلكها للحد من أي انعكاسات للحرب على مستقبل القضية الفلسطينية.

وقال الجراعي إن أية حرب ستندلع على الحدود ستعمق من تهميش القضية الفلسطينية وستزيحها عن سلم الأولويات العالمي لحساب المنطقة الساخنة التي ستشهدها مناطق الأحداث.

وأضاف أن البيئة الدولية ستكون لصالح إسرائيل  أكثر منها لصالح حزب الله وإيران، بالتالي فإن التأثير على القضية الفلسطينية سيكون سلبيا وليس إيجابيا لكنه على المدى البعيد قد يدخل في الاتجاه الإيجابي إذا ما أدرك العالم بأن هذه المناطق المتفجرة بالصراعات تحتاج إلى فرض حلول سلمية.

فيما يقول الباحث في الشؤون الأمنية والذي شغل منصبا رفيعا في الأمن الوقائي الفلسيطيني، عيسى أبو عرام، إن الحل للقضية الفلسطينية سيبعد كثيرا وأن المستقبل الفلسطيني سيزداد تشاؤما في حالة وقوع أية حرب جديدة في المنطقة .

وأبدى أبو عرام تشاؤمه من الحالة الفلسطينية المهيمنة على الساحة الفلسطينية وعجزها عن إعادة ربط الأحداث ببعضها البعض بما يخدم التخطيط لاستراتيجية سياسية أو استراتيجية نضالية  تكون قادرة على فرض ذاتها في حالة وقوع أي حرب في المنطقة .

واستبعد أبو عرام وقوع حرب بين حزب الله وإسرائيل معللا رأيه بأن قرار الحرب تملكه إيران وليس حزب الله .

وقال إن أسباب الحرب ستخدم الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية، لذلك فإن نتائج الحرب ستكون من أسبابها والتي تأتي في مقدمتها مزيد من التقارب بين الجمهوريين في أمريكا والإسرائيليين والتي ستؤدي قطعا إلى نهاية السلطة الفلسطينية، وهم يشتركون في مصلحتهم بعدم بقاء السلطة من منطلق طبيعة التعاقد الغرب مع إسرائيل يقوم على توفير الأمن والجانب العسكري والسيطرة لذا فان وجود سلطة ومنحها دولة يعمل على خلخلة هذا التعاقد الذي لا تريده أمريكا ولا يريده الغرب ولا تريده إسرائيل .

التعليقات