15/05/2015 - 23:09

الأحد: الفاتيكان سيعلن قداسة راهبتين فلسطينيتين

سيعلن الفاتيكان يوم الأحد قداسة راهبتين فلسطينيتين تركتا بصماتهما على الأراضي المقدسة من خلال عملهما في المجال الرعوي والنشاط الاجتماعي والخيري، وهما ماري ألفونسين غطّاس ومريم بواردي.

الأحد: الفاتيكان سيعلن قداسة راهبتين فلسطينيتين

سيعلن الفاتيكان يوم الأحد قداسة راهبتين فلسطينيتين تركتا بصماتهما على الأراضي المقدسة من خلال عملهما في المجال الرعوي والنشاط الاجتماعي والخيري، وهما ماري ألفونسين غطّاس ومريم بواردي.

ويرقد جثمان الراهبة ماري الفونسين غطاس (1843-1927) داخل كنيسة صغيرة في القدس وبدأ مؤمنون بكتابة صلاوات طالبين شفاعتها في دفتر صغير وضع قرب مثواها قبل إعلان قداستها في روما.

وغطاس من مواليد القدس أما مريم بواردي التي يرقد جثمانها في دير في بيت لحم فهي من الجليل توفيت شابة لم تتجاوز 33 عاما (1846-1878). وولدت الراهبتان إبان الاحتلال العثماني.

وسيشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في احتفال في الفاتيكان بمناسبة إعلان قداستهما. وأعلن الفاتيكان الأربعاء أنه يستعد لتوقيع اتفاق مع 'دولة فلسطين' حول حقوق الكنيسة الكاثوليكية مؤكدا اعترافه الكامل بفلسطين.

إقرأ أيضًا: الأحد: النائب غطاس يشارك في يوم فلسطين في الفاتيكان

ورغم أن قديسين عدة عاشوا في المنطقة، أبرزهم القديس يوسف المتحدر من الناصرة في منطقة الجليل، إلا أن غطاس وبواردي هما أول قديستين فلسطينيتين في العهود الحديثة.

وتركت غطاس، إحدى مؤسسات 'راهبات الوردية' للعمل الرعوي ومساعدة المسنين والشبان، إرثا مهما من العمل الاجتماعي أكثر من بواردي التي تبقى ذاكرتها ماثلة بسبب معاناتها القاسية وحياتها الغامضة والقصيرة، حيث تم تطويب غطاس عام 2009.

وتقع الكنيسة الصغيرة في القدس الغربية داخل دير راهبات الوردية الذي أسسته ماري ألفونسين للنساء العربيات في عام 1880. والدير تابع لمؤسسات راهبات الوردية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية والأردن ومصر ولبنان وأماكن اخرى.

رسالتها تعليم اللغة

وتقول الراهبة أورتانس نخلة، مديرة مدرسة راهبات الوردية في القدس الشرقية المحتلة 'رسالتها كانت تعليم المرأة والفتاة العربية'.

وأضافت نخلة بينما كانت جالسة في كنيسة الدير في القدس الغربية إن 'الفترة التي عاشت فيها كانت فترة صعبة للنساء العربيات وتعليمهن كان محدودا للغاية' موضحة أن 'ابنة القدس وجدت لتثقيف الفتيات والأمهات العرب'.

وفي مقر مدرسة راهبات الوردية الثانوية للفتيات في بيت حنينا في القدس الشرقية، امتلأت جدران المدرسة برسومات لغطاس وفقرات حول حياتها باللغة العربية.

وقالت ميرفت دبابنة (16 عاما) 'هذا أمر عظيم لمؤسستنا ومدرستنا وفخر لنا كبنات في مدرسة الوردية، فهذا يؤكد أن من يضع حياته في خدمة الرب بإمكانه صنع الكثير'.

وبحسب دبابنة، فإن غطاس 'قامت بعدة معجزات، وهناك معجزات قامت بها عندما كانت حية'.

ولبلوغ مصاف القديسين، يجب إثبات حصول أعجوبتين على الأقل بشفاعة المرشح لذلك، وفقا لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية، بعد وفاته.

والمعجزة التي أدت إلى إعلان القداسة كانت إحياء مهندس فلسطيني في العام 2009 أصيب بنوبة قلبية بعد أن صعقه التيار الكهربائي لكنه استعاد وعيه بعد يومين بفضل صلوات أقاربه للراهبة.

رأت العذراء

ويقال إن غطاس رأت العذراء مريم في عدة تجليات في حياتها، وتتحدث الراهبات عن عدة أعجوبات قامت بها آنذاك بينها إنقاذ حياة فتاة وقعت في بئر بعد أن ألقت مسبحتها في المياه.

ولدت غطاس لعائلة مسيحية متدينة، وأمضت حياتها تعمل في الأراضي المقدسة بين الفقراء، وقامت بتأسيس الرهبانية والمدارس.

أما بواردي المولودة في قرية عبلين في الجليل قرب الناصرة، فقد عاشت فترة قصيرة وتركت وراءها إرثا متواضعا أقل حضورا من غطاس. انضمت إلى راهبات الكرمل في فرنسا، وأسست في وقت لاحق دير الكرمل في بيت لحم حيث توفيت. وكان البابا يوحنا بولس الثاني قام بتطويبها في 1983.

وتوفيت بواردي عن عمر 33 عاما ودفنت في دير في بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وتحتل كنيسة الدير حيث تعرض عظام من يديها في قفص زجاجي موقعا مشرفا على المدينة التي شهدت ولادة السيد المسيح.

وروت الاخت فريال قراعة من دير الكرمل تفاصيل المعجزة التي قادت إلى إعلان قداسة بواردي وقالت إن طفلا فلسطينيا ولد شبه مخنوق بسبب التفاف حبل الخلاص حول عنقه، وقال الاطباء إنه لن يعيش سوى يومين فقط. لكنه بقي حيا إثر طلب عائلته شفاعة بواردي كما أنه يتمتع بصحة جيدة.

وختمت قراعة قائلة إن 'حياة بواردي كانت مكرسة للصلاة والعمل داخل الدير'. لكنها واجهت صعوبات جمة خلال حياتها.

يتيمة منذ الصغر

فقد أصحبت بواردي يتيمة وهي صغيرة السن، وكانت غير متعلمة وحاول أحدهم ذبحها بعد أن رفضت عرضه بالزواج، ويقال إن 'راهبة ترتدي اللون الأزرق' أنقذت حياتها،بحسب موقع رهبانية الكرمل الإلكتروني.

وسافرت إلى فرنسا لتصبح راهبة وبعدها توجهت إلى الهند وساعدت في تأسيس دير هناك، ثم عادت في نهاية المطاف إلى بيت لحم.

التعليقات