31/12/2015 - 09:37

غضب فلسطيني بعد تسليم وترحيل الراهب أركاديوس

رأى عبد الله أبو حديد أن "تهمة هذا الإنسان الرائع أنه أحب فلسطين وأرض فلسطين وجاء من أجل الحفاظ على أرض فلسطين وتصدى لكل محاولات المصادرة والاعتداء على هذه الأرض".

غضب فلسطيني بعد تسليم وترحيل الراهب أركاديوس

عبرت جهات فلسطينية عديدة عن غضبها في الأيام الأخيرة في أعقاب ترحيل الراهب القبرصي - اليوناني أركاديوس عن فلسطين نتيجة تصديه للهيمنة اليونانية على الكنيسة الأرثوذكسية ودفاعه عن أملاك الكنيسة ومنع مصادرتها وتسريبها لإسرائيل، إذ اعتقل مؤخرا بتهمة تهديد بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس، البطريرك ثيوفولس، لينتهي به الأمر بالترحيل.

وهدد "الشباب العربي الأرثوذكسي" في بيت لحم بمقاطعة حفل استقبال بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس، البطريرك ثيوفولس، في احتفالات الأعياد الميلادية المجيدة يوم السادس من الشهر المقبل، حيث ستخرج الكشافة للعزف في ساعات الصباح، لكنها ستغادر الساحة فور وصول البطريرك ثيوفولس وفق المناقشات بين الشباب الأرثوذكسي العربي.

وقال فارس البندك إن 'مجموعة من ممثلي الشباب العربي الأرثوذكسي الذي يناضل من أجل تحرير الكنيسة والبطريركية الأرثوذكسية العربية من هيمنة المسؤولين اليونان سلمت محافظ محافظة بيت لحم، اللواء جبريل البكري، رسالة إلى الرئيس محمود عباس تطالبه باعتبار البطريرك ثيوفولوس شخصية غير مرغوب بها في أراضي دولة فلسطين'.

وبحسب البندك فقد قدم الشباب العربي الأرثوذكسي احتجاجا للمحافظ على 'اعتقال الأب أركاديوس، والذي تم اعتقاله بطريقة تعسفية، حيث تم احتجازه في المحكمة بعد قرار وكيل النيابة راسم بدوي بالإفراج عنه لعدم وجود أدلة على إدانته' وفق ما قال.

وأكد أن 'الشرطة ضربت بعرض الحائط قرار الإفراج، عن طريق احتجازه وتسليمه واعتبارها كسابقة خطيرة'.

وأشار إلى أن 'الشباب العربي سيقوم بتوصيل رسالته إلى الرئيس عباس، عن طريق احتجازه وتسليمه إلى الجانب الإسرائيلي، واعتبارها كسابقة خطيرة'.

وبحسب فارس فقد تضمنت الرسالة التي سلمها الشباب العربي الأرثوذكسي أنهم يثمنون 'مواقف الرئيس الوطنية والنضالية تجاه قضايا شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه وألوانه ويناشدونه بالوقوف إلى جانب حقوق أبناء شعبه العرب الأرثوذكس في نضالهم الوطني المشروع لتحرير البطريركية الأرثوذكسية من هيمنة ما أسموه العنصر اليوناني من أجل الحفاظ عليها وعلى أوقافها وأماكنها المقدسة من الإهدار والاستخفاف بقيمتها الدينية والحضارية والوطنية'، كما قالوا.

ودعا الشباب العربي في رسالته إلى الرئيس إلى 'اعتبار البطريرك ثيوفولوس الثالث شخصية غير مرغوب فيها لعدة أسباب أبرزها عدم الحفاظ على أملاك الكنيسة ومخالفة القوانين الفلسطينية وتبنيه مواقف نداف الداعي لتجنيد المسيحيين في جيش الاحتلال والذي أساء للرئيس أبو مازن مؤخرا على حد قول الرسالة'، كما أشاروا إلى أنهم 'يضربون بعرض الحائط القوانين الأردنية السارية المفعول في دولة فلسطين وإقصاءه العنصر العربي من دائرة صنع القرار في البطريركية وانتهاجه نهج التفرد وإقصاء العنصر العربي'.

وحذر الشباب العربي الأرثوذكسي من 'خطورة السكوت على هذا العنصر الدخيل محذرين من أن هذه السياسات ستسيء للعلاقات بين الشعبين الفلسطيني واليوناني والتي تكللت مؤخرا باعتراف البرلمان اليوناني بدولة فلسطين'.

بداية الخلاف...
وقال ناشط من حركة فتح، عبد الله أبو حديد، إن 'فارس المجد والشموخ في الكنيسة الأرثوذكسية أركاديوس القبرصي اليوناني... جاء قبل عدة سنوات إلى مدينة الرعاة بيت ساحور وأقام في دير مار سابا بيت ساحور... قام الجيش الإسرائيلي بقصف مبنى الدير وقتل راهبة هناك لإخافته وإجباره على الهجرة إلّا أنه صمد... قام بإعمار أرض بطريركية الروم وعمل أسوار على أكثر من 250 دونم أرض، وشجع رعية الروم في بيت ساحور على عمل إسكان الروم وحمى جميع الأراضي من المصادرة في مناطق (سي) والمحاذية للسياج الأمني'.

وأضاف أن 'أركاديوس، اختلف مع البطريرك ثيوفولوس، فاعتقلته الشرطة الفلسطينية، بناء على شكوى من البطريرك. يوم الاثنين 28-12-2015، قرر رئيس نيابة بيت لحم، راسم البدوي، الإفراج عن الأب أركاديوس، بعد اتهامه بتهديد ثيوفوليوس. ولكن ما حدث أصبح لغزا، محامي أركاديوس جورج حنانيا: 'الشرطة تحفظت على قرار النيابة، ورفضت إطلاق سراح الراهب'.

ونظم المحامون يوم الثلاثاء الماضي في بيت لحم، وقفة احتجاجية، لاحتجاز أركاديوس، رغم أمر النيابة بالإفراج عنه.

واللغز أصبح ألغازا، لم يكن أركاديوس يعلم بانه يواجه ضباعا كتلك التي في حكايات الجدات، وبأننا نعيش فعلا في غابة، يقال في تفسير ما حدث إن قوة ثلاثية على ضفتي النهر المقدس كانت خلف ما حدث، بدلا من إطلاق سراحه، سُلم للارتباط الإسرائيلي، ومكث في سجن الرملة، حتى موعد طائرته، وهكذا رُحل أركاديوس الفلسطيني، إلى قبرص'.

وقال الناشط في المقاومة الشعبية منذر عميرة إن 'منظومة ضعيفة وفاسدة تحاول وأد أي بصيص أمل في جميع مستويات الحياة الفلسطينية، لمصلحة من يتم تسليم وترحيل الراهب أركاديوس العامل الفلاح الرافض لبيع وتسريب أراضي الكنيسة، هذه دعوة لتشكيل لجنة تحقيق شعبية لمحاسبة المتآمرين'.

ورأى عبد الله أبو حديد أن 'تهمة هذا الإنسان الرائع أنه أحب فلسطين وأرض فلسطين وجاء من أجل الحفاظ على أرض فلسطين وتصدى لكل محاولات المصادرة والاعتداء على هذه الأرض... زرع الزيتون والعنب والرمان وقام بتربية الحمام والأرانب والبط والأوز والأغنام.

ماذا يجري؟ أنا غير مصدق بأن بيت لحم ستستقبل ثيوفيليوس يوم الأربعاء المقبل.'.

التعليقات