18/04/2016 - 22:39

وفاة اللواء عثمان أبو غربية: رجل فتح القوي

توفي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اللواء عثمان أبو غربية، اليوم الإثنين، عن عمر يناهز (70 عامًا)، أثناء خضوعه لعملية قلب مفتوح في الهند.

وفاة اللواء عثمان أبو غربية: رجل فتح القوي

توفي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اللواء عثمان أبو غربية، اليوم الإثنين، عن عمر يناهز (70 عامًا)، أثناء خضوعه لعملية قلب مفتوح في الهند.

وولد عثمان أبو غربية في القدس المحتلة، قبل النكبة بعامين، أي في العام 1946، لكنّ أسرته انتقلت، بعد النكبة، أي في بداية الخمسينيّات، للسكن في مدينة الخليل جنوبًا، حيث درس هناك وحصل على الثانويّة العامّة، وهناكَ، أيضًا، بدأ بتنفيذ مبادرات تنظيميّة وطنيّة.

انضم أبو غربيّة للحراك الطلابيّ باكرًا، حيث شارك في المظاهرات والفعاليات الوطنيّة مع وصول المد الثوري من مصر إلى فلسطين، بعيدَ العدوان الثلاثي على مصر، حيث اعتقل في العام 1963، رغم أن عمره لم يتجاوز الـ17 عامًا، ليتم، لاحقًا، الإفراج عنه بكفالة.

وكان أول اتصال بين أبو غريبة وحركة فتح في العام 1963، قبل التحاقه بكليّة الحقوق في جامعة دمشق، ليعود إلى الخليل في العام 1966، الذي اعتقل فيه للمرّة الثانية.

وفي العام 1967، أي بعد اندلاع حرب النكسة، ترك أبو غربيّة الدراسة الجامعية والتحق بقوات العاصفة، للقتال على الجبهة، كما شارك في العديد من دوريات العمق المسلحة والدوريات التالية.

والتحق أبو غربيّة عامَ 1968 بالكلية العسكرية في مدينة نانكين، بالصين، وتخرج منها عام 1969،برتبة ملازم أول، كما تقلد عددًا من المهام العسكرية في أعقاب تخرجه منها: ضابط إدارة القيادة العامة لقوات العاصفة، مساعد آمر قطاع 'كتيبة 201' في منطقتي جرش والأغوار، ومفوضًا سياسيًا في القطاع.

وفي خريف 1969، قاد معارك كفر قوق وعيحا في معركة مواقع، هي الأولى من نوعها، مع قوات الجيش اللبناني قريبًا من الحدود اللبنانية – السورية، ولم ينفذ أمرًا بالانسحاب، وكانت هذه المعركة الأساس التي أدت إلى توقيع اتفاق القاهرة، الذي ثبت التواجد للثورة الفلسطينية في لبنان.

وأسس، في ما بعد، مدرسة الكوادر العسكرية في قوات العاصفة وأصبح آمرًا لها، ثم نائبًا للمفوض السياسي العام، إضافة لكونه آمرًا لمدرسة الكوادر، وكان كذلك عضوًا في لجنة حركات التحرر الوطني مع الشهيد أبو جهاد.

وقام أبو غربية بالعديد من المهام العسكرية والنضالية والتنظيمية بين الأعوام 1967 و 1971 في الساحة الأردنية، حيث تولى المشاركة في قيادة بعض المحاور القتالية في عمان، أثناء معارك أيلول الأسود، وقام بالعديد من المهام والإنجازات العسكرية والقتالية، ومن ثم أصبح عضوًا في قيادة القوات في أحراش دبين، مع الشهيد أبو جهاد عام 1971، وقد شارك في هذه القيادة الشهيد كمال عدوان وصخر أبو نزار.

وغادر الأردن فور سقوط الأحراش في عجلون، واستشهاد القائد أبو علي إياد.

وبعد مغادرته الأردن، شارك في مهام سياسية أثناء مهامه العسكرية،  منها مهمة إلى اليمن الجنوبي، حيث كان مكلفًا بمحاولة الحصول على نقطة ارتكاز عسكرية في باب المندب، وكانت هذه المهمة السبب في دخول علاقات اليمن الجنوبي في طور جديد هام مع حركة فتح.

كما شارك في هذه الفترة، بالعديد من المعارك، ومنها معارك التواجد على الساحة اللبنانية، وقد تولى قيادة منطقة الضنية بالإضافة إلى كونه عضوًا في قيادة الشمال العسكرية في منطقة طرابلس، وقد تمكن من السيطرة على بلدة سير ومنطقة الضنية، وأمن الطريق إلى الهرمل والجرود الممتدة حتى البقاع، كما تولّى مهام القيادة في القطاع الأوسط جنوب مدينة صور.

وفي الحروب مع الاحتلال، شارك في عام 1973 في حرب تشرين التحريريّة، بدايةً في جنوب لبنان وعلى القاطع 'رويسات العلم'، ثم انتقل إلى جبهة الجولان، إلى أن تم أسره أثناء هذه الحرب ضمن مجموعة قتالية من قبل القوات الأردنية، أثناء التوجه عبر الأراضي الأردنية لضرب خطوط الإمداد لجيش الاحتلال في سمخ وشعارها جولان، وجسر بنات يعقوب، وأطلق سراح المجموعة من قبل القيادة العسكرية التي قامت بأسرها.

ومن ثم التحق بأكاديمية فسترل العسكرية في الاتحاد السوفياتي وتخرج عام 1976، ليتولة المهام الحربيّة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث تم أسره في البحر الأبيض المتوسط، قبالة صيدا، ضمن مشاركة من قوات الاحتلال البحرية وقوات الانعزاليين والجيش اللبناني، وسجن لدى قوات الكتائب اللبنانية هو والمجموعة المرافقة له.

وانتخب في المؤتمر العام الرابع 1980 عضوًا في المجلس الثوري، وأصبح نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم، كما أنه شارك في التشكيلات والمهام القتالية في البقاع، أثناء اجتياح عام 1982، وأشرف على مشاركة متطوعي الأقاليم التنظيمية في المعارك.

بالإضافة إلى ذلك، شارك في العديد من المهام العسكرية والتنظيمية والسياسية وأشرف على مئات المؤتمرات التنظيمية وأدار تنظيم الحركة في ساحة العالم بكل أقاليمه، وحزبيًا، أيضًا، قام بصياغة النظرية التنظيمية للحركة وكتب الكثير من أدبياتها وتعاميمها.

وبعد ذلك، تولى قيادة الساحة السورية بعيد انتقال القيادة إلى تونس على أثر الانشقاق. وقاد معارك دمشق بشكل مباشر.

وانتقل إلى تونس أواخر عام 1983، وتولى مهامه نائبًا لمفوض التعبئة والتنظيم في الحركة، وقد شارك في المهام التنظيمية الأصعب، ومنها الإشراف على المؤتمرات التنظيمية، التي اتسمت بالصعوبة والحساسية مثل مؤتمري اقليمي الكويت واليمن.

كذلك أصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1984، وشارك في المهام السياسية والوطنية للحركة وحضر العديد من المؤتمرات في الإطارين القومي والدولي.

وبعيد أوسلو، اتخذ موقفًا سياسيًا ضد الاتفاق تزامنًا مع الدخول إلى الوطن، حيث أصبح عضوًا في المجلس المركزي الفلسطيني بصفة كفاءة.

وفي عام 2003، أصبح نائبًا للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، قائدًا عامًا لشؤون التوجيه السياسي والوطني، مفوضًا سياسيًا عامًا.

وانتخب في أوائل عام 2005 رئيسًا للجنة العضوية للمؤتمر العام السادس لحركة فتح، وتدرج في الرتب العسكرية إلى رتبة لواء.

التعليقات