01/07/2016 - 19:45

الخليل: حصار وعقاب جماعي يطال 700 ألف فلسطيني

سيعقد المجلس الوزاريّ المصغّر للشؤون الأمنيّة جلسة طارئة، مساء غد السّبت، لبحث التّصعيد في العمليّات الفلسطينيّة

الخليل: حصار وعقاب جماعي يطال 700 ألف فلسطيني

موقع العمليّة - سيّارة المستوطن بعد إصابته بعيارات ناريّة وفرار المنفّذين

بعد عمليّة إطلاق النّار، جنوبيّ الخليل، التي أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة أفراد أسرته، فرض جيش الاحتلال الإسرائيليّ حصارًا واسع النّطاق على كافة بلدات محافظة الخليل ومحيطها، في عقاب جماعي يطال 700 ألف فلسطيني في المنطقة.

ويعتبر هذا الحصار العسكريّ، الأوسع من نوعه، منذ عامين، حينما أعلن الجيش الإسرائيليّ عن أسر ومقتل ثلاثة إسرائيليّين، في الضّفّة الغربيّة المحتلّة. 

واستشهد اليوم الجمعة فلسطينيان في الخليل وقلنديا، إذ استشهد تيسير محمّد مصطفى حبش (63 عامًا) من نابلس، بمواجهات على حاجز قلنديا، واستشهدت سارة حدوش طرايرة (27 عامًا) من قرية بني النّعيم، جنوبيّ الخليل، بزعم إقدامها على محاولة طعن؛ كما قتل مستوطن اليوم، جنوبيّ الخليل (على الشّارع الالتفافيّ الاستيطانيّ، رقم 60)، بعد يوم واحد من مقتل مستوطنة إسرائيليّة في مستوطنة 'كريات أرباع'، جنوبيّ الخليل.

وسيعقد المجلس الوزاريّ المصغّر للشؤون الأمنيّة (الكابينيت)، جلسة طارئة، مساء غد السّبت، لتداول التّصعيد في العمليّات الفلسطينيّة، وكان آخرها عمليّة اليوم، التي نفّذها فلسطينيّون مجهولو الهويّة، من سلاح رشّاش.

وأمر رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بإيقاف العائدات الضّريبيّة التي تعود للسلطة الفلسطينيّة، بقيمة عشرات ملايين الشّواقل، عقابًا للفلسطينيّين، ورداعلى عمليّة اليوم، إذ قال إنّ السّلطة الفلسطينيّة 'توزّع هذه الأموال' على عائلات من أسماهم بالمخرّبين الفلسطينيّين.

والتقى بعيد وقوع عمليّة جنوبيّ الخليل، ظهر اليوم الجمعة، كلّ من وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، وقائد هيئة أركان الجيش الإسرائيليّ، غاي آيزنكوت، وقرّرا تشديد وتكثيف انتشار قوّات الاحتلال في منطقة الخليل، وذلك عبر إضافة كتيبتين: كتيبة 13 التّابعة للواء غولاني في جيش الاحتلال، وكتيبة تابعة لقاعدة تدريبات عسكريّة للمظليّين في الجيش الإسرائيليّ.

واتّخذ ليبرمان وآيزنكوت قرارين تعسّفيّين بحقّ الفلسطينيّين: الأوّل، تطويق وحصار كافّة قرى ومدن محافظة الخليل، في الجنوب، أي محاصرة 700 ألف مواطن فلسطينيّ، لن يستطيعوا الدّخول أو الخروج إلى بلداتهم؛ القرار الثّاني تلخّص بسحب كافّة التّراخيص العمل والدّخول إلى إسرائيل من سكّان بلدة بني النّعيم، جنوبيّ جبل الخليل، وذلك انتقامًا من سكان القرية التي ينتمي منفّذ عمليّة مستوطنة 'كريات أربع' إليها، والتي قتلت فيها مستوطنة  أمس الخميس.

ويشار إلى أنّ القتيل من عمليّة اليوم  هو المستوطن ميخائيل مارك، وهو حاخام المدرسة الدّينيّة (ييشيفا) في مستوطنة عتنئيل، جنوبيّ الخليل، ويبلغ من العمر 48 عامًا، وهو ابن عمّ رئيس الموساد، يوسي كوهين. وشغل مارك سابقًا، منصب مدير 'الشّركة لتطوير المجلس الإقليميّ جبل الخليل'، وهي جمعيّة يمينيّة لتشجيع وتطوير الاستيطان الإسرائيليّ على أراضي الضّفّة الغربيّة المحتلّة، جنوبيّ جبل الخليل. وسكن مارك في مستوطنة عُتنئيل، جنوبيّ جبل الخليل، والمقامة على أراضي مستلبة من مدينة يطّة الفلسطينيّة، التّابعة لمحافظة الخليل. ولمارك 10 أبناء وزوجة، أصيب بجراح بالغة في عمليّة اليوم.

وصرح مصدر عسكريّ لموقع صحيفة 'هآرتس'، اليوم الجمعة، 'إنّه في الأسابيع الأخيرة، شهدنا انحسارًا (بالعمليّات)، ونحن نرغب بمواصلة هذا التّوجّه، وعليه فإنّنا نتّخذ سلسلة عمليّات كبيرة واستثنائيّة نسبيًّا، من أجل إيقاف هذا التّسلسل'. وأضاف أن من شأن الحصار الذي فرض على بلدات الخليل أن يمنح معلومات استخباراتيّة عن منفّذي عمليّة الخليل، ظهر اليوم الجمعة.

وصرّح  المصدر العسكريّ أنه 'حينما نعلم أنّ خليّة مثل التي عملت اليوم، تتجولّ، يجب أن نقبض عليها، وإلّا فستقع المزيد من عمليّات إطلاق النّار'. وأضاف أن 'هذه الطّريقة أثبتت نجاحها في السّابق'، وأشار إلى أنّ 'أحد أسباب هذه الانطلاقة (بالعمليّات) هو انتهاء شهر رمضان، في العشر الأواخر، تاريخيًّا، هناك عمليّات أكثر، وثانية، العمليّات التي تنتهي بقتلى، تجلب المزيد من العمليّات. واستنادًا إلى أنّ التّحريض في السّلطة لا يقلّ، ولا يوجد أيّ قياديّ يستنكر عمليّة قتل لفتاة في سريرها، ولا يوجد استنكار من قبل السّلطة، فإنّ هذا يستدعي العمليّة القادمة'.

وأصدر مكتب نتنياهو بيانًا، جاء فيه 'السّلطة (الفلسطينيّة) تحوّل الأموال للمخرّبين بواسطة عمليّات تبييض مختلفة، وكلّما ازدادت خطورة العمليّات الإرهابيّة، فإنّ الدّفعات تكون أكبر. إسرائيل تؤمن أنّ تشجيع الإرهاب من قبل القيادة الفلسطينيّة، سواء بأقوال التّحريض، سواء بالدّفع للمخرّبين، ولأبناء عائلاتهم، تشكّل تشجيعًا على القتل'.

وصرّح وزير التّربية، نفتالي بينيت، لصحيفة 'هآرتس'، أنّه ينوي تقديم اقتراحات عديدة، في جلسة يوم الأحد، للكابينيت الإسرائيليّ، من بينها الانطلاق بحملة عسكريّة واسعة، جنوبيّ الخليل، واعتقال الكمّ الأكبر ممّن يشتبهون بهم. وسيطالب بينينت، بقطع الإنترنت عن الفلسطينيّين، في منطقة جنوبيّ جبل الخليل، أي عن مئات الآلاف من المواطنين. ويطالب بينيت باستعادة محرّري صفقة تبادل الأسرى الأخيرة (الوفاء للأحرار)، وسيطالب تجديد نشاط الجيش الإسرائيليّ في كلّ من منطقتي A و B، واللتين تمّ تقليص التّواجد الإسرائيليّ فيهما، بناءً على تفاهمات مع السّلطة الفلسطينيّة. كما ويطالب بينيت بهدم فوريّ لكلّ من أرجئ هدم بيتهم من منفّذي العمليّات من الفلسطينيّين.

ويطالب بينيت أيضًا بإنشاء حيّ ومنطقة صناعيّة في مستوطنة 'كريات أربع'، بالقرب من بيت المستوطنة التي قتلت أمس الخميس، طعنًا في بيتها. وقال بينيت إنّه قد تمّت المصادقة على إنشاء كلّ من الحيّ والمنطقة الصّناعيّة. ويقترح بينيت بفرض حصار دائم، غير مشروط زمنيًّا، على بلدة بني النّعيم، عقابًا على تخريجها منفّذي عمليّات، ويطالب أيضًا بمقاضاة والدة وأخت الشّهيد محمّد الطّرايرة، منفّذ عمليّة 'كريات أربع'، بسبب تصريحاتهنّ.

اقرأ/ي أيضا: جنوبي الخليل: القتيل بعملية إطلاق النار أحد قادة المستوطنين

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، توجّه وزير المواصلات الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، من حزب الليكود، إلى نتنياهو طالبًا منه تغليظ العقوبات، إلى حدّ كبير، ضدّ الفلسطينيّين، إذ قال 'يجب أن نعلن عن حالة طوارئ، أن ندفع بتشريع طرد عائلات' منفّذي العمليّات الفلسطينيّين.

التعليقات