31/07/2016 - 13:27

أحمد يفتقد أهله: متى بدنا نروح عندهم... الجنة بعيدة؟

بعد مرور عام الجريمة، عاد الطفل أحمد دوابشة (5 سنوات)، مرة أخرى إلى بلدته دوما جنوب شرقي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد رحلة علاج استغرقت نحو عام، نتيجة تعرضه لحروق بالغة ناجمة عن قيام مستوطنون إسرائيليون بإضرام النار في منزل عائلته

 أحمد يفتقد أهله: متى بدنا نروح عندهم... الجنة بعيدة؟

بعد مرور عام الجريمة، عاد الطفل أحمد دوابشة (5 سنوات)، مؤخرا  إلى بلدته دوما جنوب شرقي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد رحلة علاج استغرقت نحو عام، نتيجة تعرضه لحروق بالغة ناجمة عن قيام مستوطنون إسرائيليون بإضرام النار في منزل عائلته، 31 تموز/ يوليو 2015، في جريمة مأساوية أدت إلى استشهاد جميع أفراد أسرته.

وأسفرت الجريمة عن استشهاد الرضيع علي (18 شهرًا)، شقيق أحمد، ولاحقا والده سعد، وأمه ريهام، متأثرين بجروحهما، ليبقى الصغير أحمد يواجه الحياة بمفرده وهو لا يزال في نعومة أظافره.

وأخذ أحمد بعد عودته إلى بيت عائلة جده بالبلدة، يلهو باستمرار، مكثرًا من السؤال عن مكان والديه وشقيقه الرضيع، يجلس في حضن جده العجوز محمد دوابشة، ويقول ببراءة 'عاوز أشتري طيارة وسيارة، بس وين بدّي أوقفها!(...)'.

وأثناء بحثه عن مسدسه البلاستيكي (لعبة أطفال)، يتحدث عن ألعابه تارة، وعن والديه تارة أخرى، 'في الجنة، متى بدنا نروح عندهم، هل الجنة بعيدة!'.

يركض الطفل نحو بيت عائلته المحترق القريب من بيت جده، يحاول دخوله، لكن الأبواب موصدة، وتقول جدته، رحاب دوابشة، 'لا نسمح له بدخوله، لا نريد أن يرى بقايا الحريق، عربة شقيقه، وبقايا من أغراضه، يسأل دائمًا عن والديه'.

وتضيف: 'يسأل ليش اختاروا اليهود أبي وأمي'، فالطفل يلّح في إيجاد جواب يشفي غليل ما يخالج صدره حول مصير والديه، وعن بيتهم، وعن تفاصيل صغيرة ما تزال عالقة في ذاكرته.

من جهته، يصرح جد الطفل محمد دوابشة 'نحمد الله أن بقي أحمد، وإن شاء الله يعوضنا به عن والديه وشقيقه'، تقاطعه زوجته وتعيد قصة حرق عائلة نجلها، وهى تبكي، ثم سرعان ما تستغفر، وتحمد الله.

وعن أحمد يقول، عمه نصر الدوابشة، 'أحمد متعلق بالبلدة، طوال فترة العلاج كان يصرّ ويطلب دومًا عودته لها، هو الآن يمرح مع أبناء أخواله وأعمامه'.

منزل عائلة دوابشة بعد جريمة الحرق

ويواصل 'أحمد لم يبدأ بعد رحلة العلاج التجميلية، يحتاج نحو 8 سنوات لذلك، وحددت أول عملية له بتاريخ 8 آب/ أغسطس القادم، وهو تاريخ وفاة والده متأثرا بإصابته في الحادث'.

وعبّر نصر عن خشيته على حياة أحمد بالقول 'هناك تهديدات من قبل المستوطنين بقتل أحمد وحرقه كما عائلته، نحن طالبنا اعتقال المحرّضين، لكن دون جدوى حتى الساعة'.

وتابع 'نواجه مشكلة حقيقة مع أحمد، فهو يسأل دومًا أسئلة صعبة لا نستطيع الإجابة عليها، نحن بحاجة لأخصائي نفسي للتعامل معه والإجابة على أسئلته'.

ويتوجب على الطفل دوابشة مراجعة أطبائه في المستشفيات الإسرائيلية أسبوعيًا.

أحمد متعلق بسيارة والده يقول 'هذه سيارتي، ما بدي أبيعها، هاي أحسن سيارة، وأسرع سيارة'، بحسب العم نصر.

اقرأ/ي أيضًا | عام على جريمة حرق عائلة الدوابشة

جدير بالذكر أنه في الأسبوع الماضي، سمح الأطباء للطفل أحمد، بالعودة إلى منزل عائلته بعد نحو عام من العلاج، حيث أصيب جسده بحروق بنحو 60%.

التعليقات