02/08/2016 - 12:29

القدس: الاحتلال يشجع "الخدمة المدنية" لتعزيز "سيادته"

الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى نشر المنهاج الإسرائيلي بمدارس القدس، وهو منهاج لا يعترف بعروبة القدس ويتجاهل الفلسطينيين فيها* إلكين: انخراط فلسطينيات في "الخدمة المدنية" هي "مصلحة إسرائيلية عليا"

القدس: الاحتلال يشجع "الخدمة المدنية" لتعزيز "سيادته"

إلكين ونتنياهو (رويترز)

تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تشجيع شابات فلسطينيات بالأساس، ولكن شبان فلسطينيين أيضا، إلى الانخراط في 'الخدمة المدنية'، من خلال إغرائهم والزعم بمنحهم امتيازات، وذلك بهدف تعزيز 'السيادة' الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة.

وفي الوقت الذي يبرز فيه بوضوح أن أكذوبة 'القدس الموحدة' ليست قائمة على أرض الواقع، إذ أن الإسرائيليين لا يدخلون إلى القدس الشرقية، باستثناء المستوطنين والمتطرفين اليهود، الذين يؤكدون واقع الاحتلال، يسعى وزير 'القدس والتراث' الإسرائيلي، زئيف إلكين، من حزب الليكود، إلى تشجيع انخراط الشبان الفلسطينيين في مشروع 'الخدمة المدنية'، من دون إخفاء المصالح الإسرائيلية التي يحققها مثل هذا المشروع الجهنمي.

ويبدو بشكل واضح من أقوال إلكين في هذا السياق إنه يعتدي على الروح الفلسطينية والعربية والإسلامية في القدس. وكتب في رسالة وجهها إلى مدير عام 'سلطة الخدمة المدنية'، شير شالوم جربي، أن شرط تنفيذ هذه 'الخدمة' في مدارس القدس الشرقية هو أن تعلم هذه المدارس المنهاج الإسرائيلي، الذي لا يعترف بعروبة القدس وفلسطينيتها.

وكان مشروع 'الخدمة المدنية' في القدس المحتلة قد بدأ في العام 2011، وانخرطت فيه 10 شابات، لكن بحسب معطيات جديدة، نشرتها صحيفة 'يديعوت أحرونوت' اليوم، الثلاثاء، فإن هناك قرابة 100 شابة فلسطينية منخرطة في 'الخدمة المدنية' في القدس المحتلة، بعد أن أنهين دراستهن الثانوية. وتنفذ الشابات ذلك في المدارس ورياض الأطفال وصناديق المرضى.

طلاب يلتحقون بمدارسهم (رأس خميس، القدس الشرقية) أ ف ب

واعتبر إلكين أنه بالإمكان زيادة عدد الشابات والشبان من القدس الشرقية الذين سينخرطون في 'الخدمة المدنية'. وكتب إلى جربي أن 'وزارة القدس والتراث تعمل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من أجل تحسين نوعية التعليم في القدس الشرقية، بواسطة تعزيز المنهاج الإسرائيلي والمدارس التي يُدرس فيها'.

وأضاف إلكين أنه 'بعد فحص مع بلدية القدس، تبين أن ثمة حاجة وطلب لملَكات خدمة مدنية، خاصة في صفوف الشابات اللواتي تنشطن في مدارس ابتدائية، وتساعد كثيرا في تحسين نوعية التعليم'.

وشدد إلكين على أنه 'أنظر إلى الخدمة المدنية على أنها عامل الاندماج الأهم للأقلية السكانية عموما وسكان القدس الشرقية خصوصا'. وقال إلكين إنه يبحث في انخراط شبان فلسطينيين من القدس في 'الخدمة المدنية'، بادعاء أن من شأن ذلك خفض مستوى التوتر 'وتشجيع التشغيل المحلي وتعزيز السيادة الإسرائيلية في المدينة'.

ومن أجل إغراء الشابات والشبان الفلسطينيين في القدس الشرقية بالانخراط في 'الخدمة المدنية'، تزعم سلطات الاحتلال أن من يؤدي هذه الخدمة سيحصل على امتيازات يحصل عليها اليهود الذين يؤدون 'الخدمة الوطنية'، وهي خدمة بديلة وموازية للخدمة العسكرية.

إقرأ/ي أيضًا| تقرير: تطهير عرقي وهدم ممنهج وإقصاء للفلسطينيين عن أرضهم

واعتبر إلكين أن انخراط فلسطينيات في 'الخدمة المدنية' هي 'مصلحة إسرائيلية عليا' إلى جانب 'وجود أهمية خاصة للمدارس التي تسمح لتلاميذها باختيار المنهاج الدراسي الإسرائيلي. ومثل هذه الخطوات من شأنها أن تبدد التوتر وإحلال الهدوء والأمن في العاصمة في الأمد البعيد'، في إشارة إلى محاولة 'تدجين' وأسرلة المقدسيين.         

التعليقات