30/04/2017 - 13:16

استعداء حماس ومباركة القاهرة-عمان تمهدان طريق عباس لواشنطن

​استعداء حماس من جهة، وحشد دعم دول "الاعتدال" العربي، خاصة مصر والأردن، يبدوان كشرطان ضروريان لتمهيد طريق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى البيت الأبيض وإنجاح اللقاء المنتظر مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته الجديدة.

استعداء حماس ومباركة القاهرة-عمان تمهدان طريق عباس لواشنطن

السيسي وعباس في لقاء سابق

استعداء حماس من جهة، وحشد دعم دول "الاعتدال" العربي، خاصة مصر والأردن، يبدوان كشرطان ضروريان لتمهيد طريق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى البيت الأبيض وإنجاح اللقاء المنتظر مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته الجديدة.

هكذا قرأ المعلقون الإجراءات الأخيرة التي اتخذها عباس ضد سلطة حماس في قطاع غزة، والتي بدأت بخصم الرواتب، ولن تنتهي بالإعلان عن وقف تمويل تكلفة كهرباء قطاع غزة، حيث يجري الحديث وفق محللين إسرائيليين، عن إمكانية الإعلان عن القطاع كدولة عاصية وربما الإعلان عن حماس كتنظيم إرهابي. وهي إجراءات تسعى إلى استرضاء إدارة ترامب التي لا تميز كثيرا بين الألوان الإسلامية وترنو إلى نوع من التطابق بين الإسلام والإرهاب.

أما الشرط الثاني فيندرج في نطاق رؤية ترامب المرتبطة بالحل الإقليمي الذي تشكل الأردن ومصر والسعودية أركانه الأساسية، ويسعى ترامب من خلاله إلى حشد تحالف عربي-إسرائيلي ضد "الإرهاب" وضد إيران، بما يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية التي تبغي التطبيع مع الدول العربية قبل حل القضية الفلسطينية وتهميش الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تحت ستار الصراع مع الإرهاب أو مع إيران، والذي يجب أن تصطف فيه الدول العربية والفلسطينيين في جبهة واحدة.

ويأتي لقاء ابو مازن والسيسي، الذي جرى السبت في القاهرة، ولقائه المرتقب مع العاهل الأردني، عبد الله الثاني، في هذا الإطار، ويهدف رسميا إلى حشد الدعم العربي للمطالب الفلسطينية التي أعادتها مواقف إدارة ترامب إلى بداياتها الأولى المتمثلة بحل الدولتين وعاصمتين في القدس المقسمة والاعتراف بشرعية القيادة الفلسطينية، بعد أن وضعت علامات سؤال حول تلك البديهيات. 

لقد اعتبر مجرد دعوة القيادة الفلسطينية إلى البيت الأبيض إنجازا كبيرا، في ظل التخوف من تجاوزها ضمن الرؤية الأميركية الجديدة المتمثلة بالحل الإقليمي، وصار تأجيل قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس مكسبا، مثلما بات انتزاع اعتراف أميركي بعدم توسيع المستوطنات، رغم الاعتراف بشرعية الاستيطان، فتحا كبيرا، في ظل إدارة أميركية لا تلتزم بالإجماع الدولي المتمثل بحل الدولتين وترى بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وتنظر إلى مسألة ضم الضفة الغربية لإسرائيل أو عدم ضمها من زاوية نظر مصلحة الدولة اليهودية فقط.

وفي هذا السياق، لا يعلق المراقبون آمالا تذكر على الزيارة، من حيث إحداث اختراق في حالة الجمود السياسي وإطلاق مسيرة المفاوضات المتعثرة، بما يستجيب مع المطالب الفلسطينية بهذا الشأن، بل إن بعضهم يخشى من أن يوظف ترامب تحريك القضية الفلسطينية كنوع من الإرضاء والإلهاء للعرب والمسلمين لتوظيفها وتوظيفهم في إعادة ترتيب واشنطن لملفات المنطقة، وخاصة في سورية واليمن وليبيا، أو في مواجهة قادمة مع إيران، أو في ما يسميه محاربة الإرهاب.

ويستذكر هؤلاء ما أقدم عليه جورج بوش الأب، بداية التسعينيات، من خلال مؤتمر مدريد 1991 بتحريك عملية التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي، التي وظفت حينها في تمرير مخططات ومواجهة تداعيات الحرب على العراق والاستعداد لاحتلاله.

وبدون شك، فإنه في ظل الوضع العربي المتردي والواقع الفلسطيني المنقسم والمأزوم لن يكون أمام عباس أي خيارات سوى القبول بالعودة إلى طاولة المفاوضات بأي صيغة كانت، علما أن الكرة هذه المرة في الملعب العربي، الذي يراهن ترامب على لاعبيه، وخاصة السعودية، في بلورة صيغة الحل الإقليمي الذي يسعى إليه وتريد اسرائيل من خلاله طي ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد، عبر الحصول على شرعية علنية للحلف غير المعلن مع الدول العربية "المعتدلة" ضد ما تسميه بالخطر النووي الإيراني.

التعليقات