30/08/2018 - 07:25

السنوار: تخفيف الحصار خلال شهرين والمصالحة إلى طريق مسدود

تحدّث رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، خلال لقاء مع مجموعة من كتاب الرأي، عن ثلاثة مسارات للمصالحة الوطنيّة الفلسطينيّة والتهدئة بين الحركة والاحتلال، ومخرجات وقف إطلاق النار والتصعيد الإسرائيلي الأخير.

السنوار: تخفيف الحصار خلال شهرين والمصالحة إلى طريق مسدود

السنوار خلال أحد الاجتماعات (أ ب أ)

تحدّث رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أمس، الأربعاء، خلال لقاء مع مجموعة من كتاب الرأي، عن ثلاثة مسارات للمصالحة الوطنيّة الفلسطينيّة والتهدئة بين الحركة والاحتلال، ومخرجات وقف إطلاق النار والتصعيد الإسرائيلي الأخير؛ وأوضح السنوار أن القطاع سيشهد تخفيفًا للحصار خلال شهرين، وأن المصالحة تسير إلى طريق مسدود.

علاقة حماس بالفصائل الفلسطينيّة الأخيرة

وبدأ السنوار حديثه بالتطرق إلى المصالحة الوطنية الفلسطينيّة، قائلًا إن الحركة بدأت، منذ عام، بتطوير علاقتها الوطنية والعربية "ونستطيع أن نقول، الآن، إن علاقتنا بالفصائل الفلسطينيّة، خاصةً حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انتقلت إلى مستويات متقدمة جدًا من التنسيق في مجالات متعدّدة، وحدث انفتاح كبير مع جميع الفصائل الفلسطينية خاصة فصائل المقاومة، واللقاءات مستمرة بشكل دائم لإنضاج العلاقة بشكل أكثر تجذّرًا". وبخصوص العلاقة مع القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، قال السنوار إنّ علاقة الحركة بـ"التيار الإصلاحي في فتح، بقيادة محمد دحلان، تطورت ونطمح أن تتطور أكثر".

وتحدث السنوار عن تحسّن في علاقة الحركة "مع مصر، واستطعنا إذابة الجليد. ومنذ عام لاحظنا الانتقال في موقف الإعلام المصري تجاه حماس وقطاع غزة، الذي طرأ عليه تحسّن منذ منتصف العام 2017".

المصالحة إلى طريق مسدود

أمّا بخصوص المصالحة الوطنية الفلسطينيّة، فقال السنوار "حاولنا اختراق ملف المصالحة وقمنا بحالة اندفاع لإنجاحها، حتى أنّ بعض الأخوة في حماس لاموني على الاندفاع والتصريحات الحماسية مع الشباب لتحريك ملف المصالحة وتشكيل حالة ضغط على جميع الأطراف، لكن، للأسف، هناك قوى عديدة كانت لا تريد تحريك ملف المصالحة، وأولها الاحتلال لأنه مرتاح من حالة الانقسام، الذي لا يشكل على الاحتلال أعباءً كبيرة". وأضاف السنوار أن "هناك قوىً تسحبنا للخلف"، أشار إلى أنها "بعض الجهات في جهاز المخابرات العامة وليس كل الجهاز ولا أجرم الجهاز المخابرات العامة، وحاولت هذه الجهات منع أي تقدم في ملف المصالحة"، لكنّه استدرك بالقول إن تصريحاته "بناءً على معلومات وليس تحليلا. وحاولنا تجاوز العراقيل ولم تكن العملية سهلة لإتمام المصالحة".

وخاض السنوار في بعض تفاصيل عرقة المصالحة، "جلسنا في 12/10/2017، وتم الاتفاق على صيغة جديدة تعتمد على اتفاق القاهرة 2011، وكنا نستعد للتوقيع على الاتفاق، في حين كانت جهات أخرى تحاول التخريب، فوضعوا عبوة ناسفة لتفجير وكيل وزارة الداخلية، اللواء توفيق أبو نعيم، وفشلت محاولة اغتياله، ثم حاولوا تفجيري. ولدينا معلومات عن المسؤول في جهاز المخابرات العام، وقدمنا تنازلات وقمنا بحل اللجنة الإدارية وسلّمنا المعابر والجباية وقمنا بالسماح لعدد كبير من موظفي السلطة السابقين بالعودة إلى العمل".

وأكمل السنوار: تعقّدت الأمور في 13/3/2018، بعد تفجير موكب رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، واللواء ماجد فرج، وكان الهدف من ذلك إضعاف موقف حماس التفاوضي في المصالحة. ولم تتعاون السلطة في التحقيقات التي قمنا بها، ونحن على استعداد لتشكيل لجنة وطنية أو عربية أو حتى أممية في للمشاركة في تحقيقات تفجير موكب الحمد لله، الذي فجّر المصالحة وكانت النتيجة أن المصالحة علقت في الوحل وفي مستنقع أكبر من الأول.

ولفت السنوار إلى أنّ تصريحه، الربيع الماضي، أنّ "بداية الربيع ليست بعيدة" كان المقصود بها مسيرات العودة "وإجبار إسرائيل على حل أزمة غزة ورفع الحصار"، وأضاف أن حماس أرسلت "رسائل للاحتلال وأبلغنا الوسطاء أن أهالي غزة سينفجرون في وجه الاحتلال وسيواجهون إسرائيل وهذا الذي جرى. ولدينا قدرات في قياس وقت انفجار الناس، وجهد مقاومة الناس على الحدود ليس لحماس وحدها إنّما لجميع الفصائل. وأخبرنا الوسطاء بأن لدينا القدرة على ضرب إسرائيل لمدة 6 أشهر".

وبعد ذلك، يقول السنوار "بدأت الاجتماعات لحل أزمة غزة الإنسانيّة، وحاولت إسرائيل جرّنا للمربع العسكري وأصبحت تضرب مواقع للمقاومة، معتقدةً أننا سنسكت، لكننّا قمنا بالرد لوقف الضربات، وأوصلنا لإسرائيل أننا مستعدون للذهاب لشفير الهاوية واستطعنا تثبيت معادلات جديّة".

مساران للتهدئة، مصري وأممي... وتخفيف الحصار خلال شهرين

وبخصوص التهدئة بين حركة حماس والاحتلال، قال السنوار إن حراك التهدئة بدأ على مسارين مصري وأممي بقيادة مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة، نيكولاي ميلادينوف. أما بخصوص الدور القطري، فقال السنوار إن قطر لم يكن لها مسار مستقل عن المسارين المصري والأممي بالمطلق، لكنها قدّمت مساعدة مالية للقطاع.

وأضاف السنوار أنّ "مصر حاولت الموازاة بين مساري المصالحة والتهدئة، وقد قدمت الورقة المصرية المعروفة، التي ردّت عليها حركة فتح بورقة مغايرة بـ180 درجة، عبر التركيز على التمكين ورفض كل ما تم تقديمه سابقا، خاصّة اتفاق 2011 المتعلق بالأمن وإعادة بناء الأجهزة الأمنيّة وعقيدتها في الضفة وغزة".

وأعلن السنوار أن المصالحة وصلت إلى طريق مسدود، "حسب المعلومات، حاولت مصر إنجاح مسار المصالحة، لكنها لا تستطيع الاستمرار، لأنّ السقف الزمني لديها محدود، نظرًا إلى وجود جهات دولية شريكة أيضًا. ووصلت المصالحة إلى طريق مسدود. وعدنا إلى التهدئة والنقاش مع المصريين. وحسب معلوماتنا، فإنّ النقاش الذي جرى بين وفد فتح وبين المسؤولين المصريين كان حادا وعاصفا لرفض فتح الورقة المصرية".

وانتهى السنوار إلى القول إنّه لا يوجد حتى الآن "أي بنود أو صيغة محدّدة للمصالحة، وربما يكون هناك شيء خلال شهرين بالتخفيف عن الحصار، ونحن لن نرضى سوى رفع الحصار، وكل ما يشاع عن مطار في إيلات أو اتفاقات أمنية هو كذب، نحن نطالب بممر مائي، ولم يتم الحديث عن المطار".

التعليقات