15/12/2018 - 11:05

لطيفة أبو حميد لا تبكي منزلها: سنعيد بناءَه

لم تبكِ لطيفة أبو حميد (أم ناصر)، البالغة من 72 عامًا، منزلها الذي فجّره الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الأمعري، قرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، فجر اليوم، السبت.

لطيفة أبو حميد لا تبكي منزلها: سنعيد بناءَه

المنزل أثناء تفجيره (ناشطون)

لم تبكِ لطيفة أبو حميد (أم ناصر)، البالغة من 72 عامًا، منزلها الذي فجّره الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الأمعري، قرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، فجر اليوم، السبت.

واستعاضت عن البكاء بالقول "لن يكسروا إرادتنا وصمودنا، سنعيد بناءه من جديد، للمرة الثالثة"، وعلى شرفة منزل مجاور لمنزلها المدمر، جلست أم ناصر مرتدية كوفيّتها الفلسطينية، رغم البرد القارس، والانتشار الكثيف للغاز المسيل للدموع، قائلةً بفخر "قدّمت أبنائي بين شهيد ومعتقل، هُدم منزلي مرتين وهذه الثالثة، ولم أنكسر".

وخاطبت أبو حميد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، قائلة: "مهما فعلت وهدمت لن تخيفنا"، رافضةً العيش في مكان آخر، وتقول إنها ستنصب خيمة على ركام منزلها وتعيش داخلها.

وفي ساعة مبكرة من فجر السبت، دهمت قوة عسكرية إسرائيلية منزل أبو حميد وفجرته، بعد إخلائه من عشرات المتضامنين المعتصمين داخله في محاولة للدفاع عنه.

واعتدت قوّات الاحتلال على المتضامنين بالضرب ورشتهم بغاز الفلفل، واعتقلت عددًا منهم.

ويتهم الاحتلال أحد أفراد العائلة، وهو المعتقل إسلام أبو حميد، بإلقاء لوح رخامي على جندي إسرائيلي خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم الأمعري، مطلع أيّار/مايو الماضي، ما أدى إلى مقتله.

ويتكون المنزل من أربع طبقات، وتمتلكه والدة إسلام، لطيفة أبو حميد.

ويطلق فلسطينيون على أبو حميد لقب "خنساء فلسطين"، لأن لها 9 أبناء اعتقلوا في السجون الإسرائيلية، ولا يزال 5 منهم في السجون، محكوم عليهم جميعا بالسجن مدى الحياة، كما استشهد أحد أولادها برصاص الجيش الإسرائيلي عام 1994.

وقالت "بيتي فداء لفلسطين، أنا قوية ولن استسلم، أبنائي يعلمون ذلك".

وأبو حميد فلسطينية لاجئة من قرية أم شوشة قرب الرملة، وتسكن مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين قرب رام الله، وسط الضفة الغربية.

ومنذ 30 عاما والسيدة تتنقل بين السجون الإسرائيلية لزيارة أبنائها المعتقلين، وهدم جيش الاحتلال الإسرائيلي المنزل عام 1994، كما هدم منزلا آخر للعائلة عام 2003.

وتشير السيدة إلى أنها كبقية الأمهات، تحلم بالعيش بأمن وسلام مع أبنائها.

وقالت "عشنا مرارة اللجوء، طردنا من قرانا عام 1948، ولا يزال الاحتلال يواصل التنكيل والتضييق".

وتساءلت "من هو الإرهابي القاتل الذي هجر شعبا، ويطارده في كل يوم، أم سيدة تسكن في منزل بمخيم للاجئين؟".

وخرجت أم ناصر من منزلها بحقيبة يدوية فقط، وتركت خلفها كل ذكرياتها، بحسب قولها.

بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وليد عساف للأناضول، إن هناك قرارا بإعادة بناء منزل أبو حميد.

وندد عساف بهدم الاحتلال للمنزل، وقال "الحكومة الإسرائيلية تتصرف كعصابة، تسرق وتداهم وتهدم المساكن، لن تثنينا عن الاستمرار في المقاومة".

وأضاف "اليوم أرسلنا رسالة للاحتلال أننا ندافع عن منازلنا وحقوقنا بالمئات".

ما تبقى من المنزل بعد هدمه (ناشطون)

واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيليّ في محيط المنزل، استخدم خلالها الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، في حين رشق شبان القوات بالحجارة وأشعلوا النار في إطارات مطاطية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقهما قدمت العلاج لعشرات المصابين بالرصاص المطاطي والاختناق، ونقل 6 منهم للعلاج في مجمع فلسطين الطبي برام الله.

التعليقات