04/03/2020 - 21:03

تفاصيل خاصّة بـ"عرب 48": جريمة اغتصاب جماعي لسائحة بولندية بمحافظة بيت لحم

أقدم خمسة شبّان من قريتَي بتير ونحالين بالضفة الغربية المُحتلّة، قبل أيّام، على اغتصاب سائحة أجنبية والاعتداء على شاب فلسطيني من بلدة العبيدية كان يرافقها، في منطقة جبلية بمحافظة بيت لحم.

تفاصيل خاصّة بـ

ارتُكبت جريمة الاغتصاب بمنطقة جبلية؛ جانب من بتير مساء الأربعاء (تصوير: "عرب 48")

أقدم خمسة شبّان من قريتَي بتير ونحالين بالضفة الغربية المُحتلّة، قبل أيّام، على اغتصاب سائحة أجنبية والاعتداء على شاب فلسطيني من بلدة العبيدية كان يرافقها، في منطقة جبلية بمحافظة بيت لحم.

وجاء في التفاصيل أن الشبان الخمسة، قيّدوا الشاب المرافق، وتناوبوا على اغتصاب السائحة البولندية، في منطقة المخرور الجبلية الواقعة بين بيت جالا وبتير.

وقال مصدر من بتير لـ"عرب 48"، فضّل عدم كشف اسمه، إن السائحة وصلت مع الشاب المرافق لمنطقة المخرور بعد منتصف الليل، حيث قام الشبان بالاعتداء عليهما هناك، مُشيرا إلى أن "أربعةً من الشبان هم من قرية نحالين الواقعة في الريف الغربي الذي يضم قرى بتير وحوسان ووادي فوكين، أما الخامس فهو من بتير".

وأوضح المصدر أن منطقة المخرور "منطقة جبلية غير مأهولة بالسكان، وتكون فارغة في كثير من الأوقات"، لافتًا إلى أن البعض ينظر إليها على أنها "مكان خطير نظرا لبعدها عن المناطق السكنية".

وحول تفاصيل الجريمة، قال المصدر إن الشبان الخمسة "قاموا بداية بالتّعرُّض للسائحة وللمرافق، كلاميًا، ثم تطوّر الاعتداء، إذ إن الشبان قاموا بضرب المرافق بشكل مبرّح، ما مكّنهم من السيطرة عليه وتوثيقه، ومن ثم اغتصاب السائحة".

وذكر أن الشبان "كانوا قد اتُّهِموا في قضية اغتصاب، في السابق"، موضحا أن نبأ الجريمة لم يُعرف إلا بعد أيام من ارتكابها.

وأوضح المصدر بهذا الصّدد، أن "الشاب المرافق قد عاودَ الرجوع إلى المنطقة ذاتها، لأيام، بعد الاعتداء عليه، وفي الوقت ذاته الذي تعرّض فيه للاعتداء رفقةَ السائحة، بحثًا عن الشبان المُعتدين"، مبيّنا أنه "أفلح بالفعل في إيجاد بعض منهم هناك، بالإضافة إلى أشخاص آخرين (لم يتواجدوا وقت ارتكاب الجريمة)، بعد ثلاثة أو أربعة أيام".

وقال إن الشاب "لم يكن منفردًا، إذ كان معه أشخاص من عائلته وربما أصدقائه ليساعدوه في السيطرة على الشّبان المعتدين"، مُشيرا إلى أن "المرافق و’جماعته’ قاموا بالاعتداء على الشبان بالضرب المبرّح واقتياد بعض من وُجِد منهم هناك، إلى الشرطة".

وذكر المصدر أن "الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لا تستطيع الدخول إلى منطقة المخرور الواقعة ضمن مناطق ’C’، إلا بتنسيق أمني مع السلطات الإسرائيلية"، مُعتبرا أن هذا هو السبب في تحوُّل المنطقة إلى "مزارٍ بالنسبة للخارجين عن القانون".

وأشار إلى أن أفرادًا من عائلة الشاب البتيريّ، قد كتبوا منشورات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يتبرّأون فيها منه ويُعربون فيها أن ما أقدمت عليه مجموعة الشبان المعتدين لا يمثّل دينهم أو ثقافتهم.

أسلحة بيضاء وانتحال صفة رجال أمن

بدورها، قالت الشرطة الفلسطينية في بيان، صدر عن الناطق باسمها، لؤي ارزيقات، مساء اليوم الأربعاء، إن مواطنا تقدّم بشكوى "تفيد بالاعتداء عليه وعلى زائرة بولندية كانت برفقته، استخدم فيه المشتبه بهم مركبة غير قانونية وأسلحة بيضاء، وانتحلوا صفة رجال أمن واعتدوا عليهما وسلبوهما أغراضهما".

وأضاف ارزيقات أنه "تم القبض على أربعة أشخاص بعد بلاغ من المواطنين حول وجودهم بالمنطقة، وأن هناك اعتداء عليهم من قبل مجموعة من المواطنين المستنكرين لفعلتهم، بعد التعرف عليهم من قبل ذوي المعتدى عليه، مبينا أن الاعتداء على أحد المشتبه بهم من قبل مواطنين، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وعند وصل الشرطة والوقائي تم القبض على المشتبه بهم".

وتابع أنه "بسماع أقوال المشتبه بهم اعترفوا بجريمتهم وتم تشخيصهم من قبل المعتدى عليهما، وجرى توقيفهم وإحالة القضية للنيابة العامة بتاريخ 29/2/2020 لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم أصولا، حيث باشرت النيابة تحقيقاتها بالملف لإحالتهم للقضاء لمحاكمتهم حسب الأصول".

دور القضاء العشائري

وقال رجل الإصلاح والقاضي العشائري، خلف العبيدي، خلال مقابلة أجراها مع إذاعة "موّال": "لدينا وضع سيئ يحدث لأول مرة في محافظات الوطن، هناك دليل سياحي (في إشارة إلى الشاب المرافق) كان يتجول مع سائحة في عدة مناطق سياحية، وتعرَضا للاعتداء، إذ رُبِط الرجل بكرسي، واغتُصبَت السائحة من قِبَل 5 أشخاص".

وأوضح العبيدي متحدثا حول تفاصيل مراسم ما يُعرَف بــ"العطوة": "الجاهة أتت ولم تعرف سيرَ الأحداث 100%، ولم يكونوا جاهزين لتلبية مطالبنا"، مضيفًا: "أعطيناهم (للجاهة التي مثّلت الشبان المُعتدين) هُدنة ليوم الجمعة، بعد صلاة الظهر".

وأضاف: "مطالبنا ستكون عبارة عن رقم مرتفع جدا، بسبب الحدث الذي حصل، كما أن هناك مسروقات وغيرها أمور كثيرة لا أريد الحديث عنها قبل إنهائها".

وذكر العبيدي أن القضاء العشائري ينظر إلى الجريمة على أنها "قضية جديدة على مجتمعنا الفلسطيني، ويجب أن يدفع الجناة الثمن غاليًا. يوجد في بتير ونحالين عائلات مُحترمة، وقدّموا للوطن الشهيد تلو الشهيد، لكن واحدا من هؤلاء الجُناة يسيئ لمنطقة كاملة، لذا فيجب معاقبتهم قضائيا وعشائريًّا".

وأكد العبيدي أن الشبان المعتدين "اعترفوا بكامل الجريمة من الألف إلى الياء (...) ونحن نطالب بحق السائحة قبل حقّنا، لأن السائحة كانت في سيارة الشاب حيث اعتدي عليهما هناك".

ولقي الخبر تفاعُلا في "فيسبوك"، إذ طالب بعض رواد الموقع، أن يتخذ القانون مجراه، لا أن يحكم القضاء العشائري، كما أعربوا عن استنكارهم واستيائهم الشديدين من الجريمة.

التعليقات