28/06/2020 - 18:36

كورونا بالضفة والقدس: "أسرع نسبة تفشٍ بأسبوع عالميا"؛ 60% من الإصابات بسبب التجمّعات

قال مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية، علي عبد ربه، إن 1354 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) سجلت في الضفة الغربية، ناتجة عن الاختلاط والتجمعات، أي ما نسبته 60% من الإصابات، والـ40% المتبقية بسبب العمال

كورونا بالضفة والقدس:

عمال فلسطينيون يقون أنفسهم من الفيروس اليوم (أ ب أ)

قال مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية، علي عبد ربه، إن 1354 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) سجلت في الضفة الغربية، ناتجة عن الاختلاط والتجمعات، أي ما نسبته 60% من الإصابات، والـ40% المتبقية بسبب العمال القادمين من أراضي الـ48 ومخالطين لهم، فيما أعلن محافظ نابلس، إبراهيم رمضان، إغلاق مخيم بلاطة شرق نابلس، وسجّل الفيروس بالضفة والقدس "أسرع نسبة تفشٍ مسجلة خلال الأسبوع ذاته عالميا"، بحسب ما أفادت وكالة "وفا" للأنباء، نقلا عن موقع إلكترونيّ يُعني بإحصاء ضحايا الفيروس في العالم.

وأوضح رمضان في بيان صدر عنه، أن الإغلاق جاء حماية للمواطنين بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، ولا سيما بعد أن وصل عدد الإصابات في محافظة نابلس إلى 68 إصابة نشطة.

وأضاف عبد ربه أن "الفيروس حتى الآن ينتشر على شكل بؤر في بعض المناطق، ونخشى من تطوره إلى مرحلة التفشي في المجتمع"، وفق وكالة "وفا" للأنباء.

وذكر رمضان أن "انتشار الفيروس كان سريعا منذ بداية ظهوره في فلسطين، إلا أن الاجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة أبقت الوضع الوبائي تحت السيطرة، لكن مع إعادة تشغيل القطاعات والتوجه إلى التعايش مع المعطيات الجديدة، زادت الإصابات، ما تطلب من المواطنين الالتزام باجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، لذا نشرت الوزارة 21 تعميما وبروتوكولا خاصا بإعادة فتح القطاعات".

وأضاف عبد ربه أن هناك استهتارا من المواطنين وعدم التزام بالتقيد باجراءات السلامة والتباعد، ما أدى إلى تسجيل عشرات الإصابات جراء الاختلاط، كما حصل في بيت عزاء في دير الحطب، وفرح في مردا.

وأوضح أن "وزارة الصحة كانت وحتى 14 حزيران (يونيو)، تقوم بتتبع الخارطة الوبائية لجميع المصابين ومخالطيهم وكانت الحالة الوبائية تحت السيطرة، ومع انفجار الوضع والزيادة الهائلة في أعداد الإصابات خاصة في محافظة الخليل، التي انتشر فيها على شكل بؤر ومناطق كاملة، أصبح من الصعب تحديد مصدر العدوى".

وأشار عبد ربه إلى أنه لا يستبعد "وجود بؤر غير مكتشفة للوباء في محافظات أخرى على غرار الخليل، لافتا إلى أن اي مصاب قادر على نقل العدوى إلى 10-15 شخصا في المتوسط".

وحذر من أن "المصابين في الموجة الثانية تظهر عليهم أعراض أكثر خطورة من مصابي الموجة الاولى أبرزها نقص الأوكسجين في الدم، مشيرا إلى أن هناك 114 مصابا في مراكز الحجر والعلاج، 8 منها حرجة، 4 حالات منها في الخليل، وحالتان في بيت لحم، وحالتان في نابلس".

وشدد على أن التقارب الاجتماعي هو بيئة جيدة لانتقال العدوى، معتبرا أن الانتشار الكبير والارتفاع في أعداد المصابين يعود إلى الانفتاح الكبير المرتبط بعودة الحياة إلى طبيعتها وعدم التزام المواطنين بشروط السلامة والتباعد الاجتماعي.

وكان موقع corona.ps نشر اليوم الأحد، تحليلا بيانيا خاصا، أفاد بأن فلسطين تتصدر قائمة الدول الأسرع انتشارا لفيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي، حيث تضاعفت أعداد المصابين في أسبوع واحد فقط، لتتجاوز حاجز 2000 إصابة.

عمال فلسطينيون أثناء عبورهم حاجزَ احتلال قرب الخليل (أ ب أ)

ويظهر التحليل تقدم الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، بفارق كبير عن باقي الدول من حيث نسبة ارتفاع عدد الإصابات إلى عدد الإصابات الكلي، وسجلت قرابة الـ1000 إصابة خلال الأشهر الأربعة الماضية منذ وصول الوباء للبلاد، فيما سُجّل ذات العدد تقريبا من الإصابات خلال الأسبوع الماضي فقط، في "أسرع نسبة تفشٍ مسجلة خلال الأسبوع ذاته عالميا"، بحسب ما أوردت "وفا".

يُذكر أن النسبة العالمية لزيادة أعداد الإصابات بالفيروس كانت قرابة 11% عالميا خلال الأسبوع الماضي، مقارنة مع نسبة 100% في فلسطين في الأسبوع ذاته.

وكان مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، والناطق باسم الوزارة، كمال الشخرة، قد حذّر في بيان صحافيّ، من كارثة مقبلة عليها فلسطين بسبب مواصلة المواطنين الاستهتار وعدم الالتزام بالإجراءات الصحية، مشددا على أن احتواء هذه الأزمة هو بيد المواطن.

وقال إن السبب الأساس في الانتشار الكبير لفيروس كورونا في الموجة الثانية هو الاختلاط والأعراس والتجمهر وعدم التقيد ببروتوكولات وزارة الصحة الأمر الذي جعل فلسطين في مقدمة الدول في تسجيل الإصابات.

لا إغلاق لرام الله والبيرة

وفي سياق ذي صلة، أكدت محافظة رام الله والبيرة، ليلى غنام، اليوم، أنه لا نية لإغلاق المحافظة، أما الحواجز الأمنية التي أُعيد نشرها على مداخل المحافظة فهي للتأكد من التقيد بشروط السلامة في ظل تزايد أعداد المصابين بالفيروس.

وقالت: "هناك إشاعات حول إغلاق المحافظة، لكن هذا غير صحيح وغير وارد، الحاجز فقط للتأكد من الالتزام بشروط السلامة العامة وضبط دخول أخوتنا من أراضي الـ48".

وأشارت غنام إلى تشديد الإجراءات في البؤر التي يتفشى فيها الوباء، منعا لانتقالها إلى مناطق أخرى.

وحتى صباح اليوم، سجلت في المحافظة 20 إصابة بالفيروس.

وقالت غنام: "عقدت لجنة الطوارئ العليا برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية اجتماعا، أمس السبت، واتخذت جملة من القرارات والتوجيهات للجهات التنفيذية فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية، نأمل ألا تذهب الأمور أبعد من ذلك، فنحن لسنا بحاجة الى إغلاقات".

وترأست غنام، اليوم، اجتماعا للجنة الطوارئ في المحافظة، بحضور ممثلين عن الوزارات المعنية، والأجهزة الأمنية، وقوى وطنية، ومؤسسات مجتمع مدني، "لضمان تنفيذ الإجراءات خصوصا خارج المدينتين".

وأهابت بالمواطنين التقيد بإجراءات السلامة وتعليمات وزارة الصحة، "فالإجراءات والقوانين هي لضمان سلامة الجميع، وليس من باب المناكفة". وأضافت: "لا أحد يريد مخالفة أي مواطن، لكن من غير المقبول أن يحتفظ المواطن بالكمامة في جيبه أو حقيبته لأغراض إبرازها عند المساءلة تجنبا للمخالفة".

التعليقات