01/09/2020 - 19:03

اعتداءٌ للاحتلال على مسنٍّ فلسطينيّ يُعيد إلى الأذهان مقتلَ الأميركيّ جورج فلويد

أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق والرضوض جراء تعرضهم للضرب واستنشاقهم الغاز المسيل للدموع، اليوم الثلاثاء، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفة احتجاجية ضد الاستيلاء على أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة، فيما وثّقت كاميرات صحافيين فلسطينيين، اعتداء عناصر من جيش الاحتلال

اعتداءٌ للاحتلال على مسنٍّ فلسطينيّ يُعيد إلى الأذهان مقتلَ الأميركيّ جورج فلويد

أحد جنود الاحتلال يعتدي على المسن الفلسطيني (الأناضول)

أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق والرضوض جراء تعرضهم للضرب واستنشاقهم الغاز المسيل للدموع، اليوم الثلاثاء، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفة احتجاجية ضد الاستيلاء على أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة، فيما وثّقت كاميرات صحافيين فلسطينيين، اعتداء عناصر من جيش الاحتلال على مسنٍّ فلسطينيّ بوحشيةٍ أعادت إلى الأذهان مقتل الأميركي من أصول أفريقية، وذو البشرة السوداء، جورج فلويد في مدينة مينيابوليس، خنقًا تحت ركبة ضابط شرطة.

أحد جنود الاحتلال يعتدي على المسن الفلسطيني (تصوير شاشة)

وأظهر المقطع المُصوَّر، مشادة كلاميّة بين عناصر من جيش الاحتلال وبين المسن الفلسطيني، لم يلبث بعدها أحد جنود الاحتلال، حتّى هاجمَ المسن الفلسطيني وأخضعه أرضًا بالقوة.

وشرع جندي الاحتلال بتكبيل يدي المسن وهو مُلقىً على الأرض، دون حول ولا قوّة، فيما حوّطَ جنود الاحتلال الجندي الآخر الذي اعتدى على المسن، ليحموه من الفلسطينيين الذين حاولوا التدخّل لمساعدة المسن.

وأشهر جنود الاحتلال أسلحتهم صوب الموجودين، والذين كان معظمهم من الصحافيين، وسُمِع في المقطع صوت أحد جنود الاحتلال وهو يقول مُهدّدا باللغة العبرية: "سأُطلق النار، قِف".

رسم غرافيتي للأميركي جورج فلويد على جدار الفصل العنصري

وأوضح مقطع الفيديو محاولة أحد الفلسطينيين الموجودين في المكان، بمساعدة المسن، إذ سُمع صوته وهو يقول مخاطبا أحد جنود الاحتلال: "اتركو هذا ختيار (اتركهُ فهو مُسن)".

وقال آخر "إبعد لغاد (اذهب من هنا) يا مجرم"، مخاطبا أحد الجنود، كما سُمع قَوْلُ أحد آخر وهو يخاطب الجنود قائلا باللغة العبرية، "إنه مريض"، قاصدا المسن.

خلال محاولة إخضاع المسن (الأناضول)

وكانت اضطرابات وأحداث عنف بدأت في أميركا، عقب انتشار مقاطع فيديو لمقتل المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد عندما جثم شرطي بركبته على عنقه أثناء اعتقاله في 25 أيار/ مايو الماضي، وقد خلص تشريح طبي تم بناء على طلب عائلة الضحية فلويد إلى أن ما تعرض له جريمة قتل، مشيرا إلى أن قلبه توقف جراء الضغط على عنقه وظهره.

وتسبب مقتل فلويد في مظاهرات عالمية ضدّ العنصرية في عدة دول من العالم.

جورج فلويد قبيل مقتله

وأُقيمت الوقفة الاحتجاجية ضد الاستيلاء على أراضي قرى جبارة، والراس، وشوفة، جنوب وشرق طولكرم، لغرض إقامة منطقة صناعية استيطانية عليها.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب على الناشط خيري حنون عضو لجنة التنسيق الفصائلي في طولكرم، أثناء مشاركته في الوقفة، ما أدى إلى إصابته برضوض في جسده، كما اعتدت على المصورين والصحافيين خلال تغطيتهم للحدث ومنعتهم من الاقتراب تحت تهديد السلاح.

وأضافت، أن قوات الاحتلال كثفت من تعزيزاتها على طول الطريق الالتفافي الذي يربط القرى الثلاث، واعترضت المشاركين في الوقفة واعتدت عليهم بأعقاب البنادق، قبل أن تطلق صوبهم الرصاص الحي و"المطاطي" والقنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بالاختناق.

وجاءت هذه الفعالية بدعوة من فصائل العمل الوطني، وفعاليات طولكرم، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجان المقاومة الشعبية، بمشاركة المحافظ، عصام أبو بكر، ورئيس هيئة مقاومة الجدار، وليد عساف، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، وممثلي فصائل العمل الوطني والفعاليات الشعبية والهيئات المحلية والمواطنين في قرى الكفريات وشوفة.

وأكد المحافظ أبو بكر، الاستمرار بالإجراءات القانونية والشعبية لمواجهة المشروع الاستيطاني على أراضي شوفة وجبارة ومناطق الكفريات، ومواصلة التحرك بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة لوقف هذا المشروع الخطير الذي يشكل خطراً على محافظة طولكرم ويفصلها عن محافظة قلقيلية وغيرها من المحافظات. وأشار إلى أن الاحتلال ومستوطنيه يضربون بعرض الحائط كافة الأعراف والمواثيق الدولية، ولكن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه، ثابتا متمسكا بحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وصولاً إلى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

(الأناضول)

من جانبه، قال الوزير عساف إن إرادة الفلسطيني المتمسك بأرضه ستنتصر على جميع جرائم الاحتلال والمستوطنين، باستهداف الأرض تحت حجج وذرائع واهية، مشيرا إلى العمل من خلال الهيئة وبالتنسيق مع محافظة طولكرم ومن خلال الإجراءات القانونية والشعبية، لمواجهة مخططات الاحتلال في هذه المنطقة والوقوف ضدها.

وحذر من خطورة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الذي بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذه في المنطقة تحت مسمى المنطقة الصناعية، ووصفه بأنه الأكبر والأخطر في محافظة طولكرم منذ احتلالها في العام 1967، وهو ضمن مخططات الضم، ما يشكل خطرا على المواطنين ويحد من حرية حركتهم، بالإضافة للمخاطر البيئية لمثل هذه الأطماع الاستيطانية، مشددا على مواصلة الكفاح الوطني لوقف هذه الاعتداءات، وعودة الأرض إلى أصحابها.

وأكد أبو يوسف رفض شعبنا لكافة المشاريع الاستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال، وهذا تحد لكافة الأعراف والتشريعات الدولية، وقال: "سنسعى من أجل تفعيل كل أشكال المقاومة الشعبية ضد الاحتلال في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقطع الطريق على استفادة الاحتلال من الموقف الأمريكي المعادي لحقوق شعبنا في إطار ما يسمى صفقة القرن، وأيضا سياسة التطبيع الإماراتية التي شكلت طعنة وخيانة للقضية الفلسطينية وقضايا الأمة"، مشددا على أن سياسة الضم الاحتلالي لن تنجح أمام صمود شعبنا ووحدته.

التعليقات