17/09/2020 - 14:35

الذكرى الثالثة والستون لمجزرة صندلة

يستحضر الفلسطينيون اليوم 17 أيلول/ سبتمبر الذكرى الـ63 لمجزرة صندلة، التي ارتُكبت في فترة الحكم العسكري الإسرائيلي في العام 1957، مخلفة 15 طفلًا شهيدًا وثلاثة جرحى من طلاب مدرسة القرية.

الذكرى الثالثة والستون لمجزرة صندلة

(أرشيفية)

يستحضر الفلسطينيون اليوم 17 أيلول/ سبتمبر الذكرى الـ63 لمجزرة صندلة، التي ارتُكبت في فترة الحكم العسكري الإسرائيلي في العام 1957، مخلفة 15 طفلًا شهيدًا وثلاثة جرحى من طلاب مدرسة القرية.

تطايرت أشلاء الأطفال نتيجة انفجار قنبلة من مخلفات جيش الاحتلال، حين اقترب منها الأطفال الذين كانوا في طريق العودة من المدرسة انفجرت وتسببت باستشهاد 15 طفلا منهم.

ماذا جرى في ذلك اليوم؟

في حديث سابق لـ"عرب 48" مع مصطفى عمري (82 عاما) من قرية صندلة وهو شقيق الشهيد الطفل يحيى عمري، نقل ما شهد أهالي القرية عليه في تلك المجزرة، وقال إن: "المجزرة وقعت، كان يوم الثلاثاء، عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، عاد التلاميذ من مدرسة 'التتر' الابتدائية القائمة منذ الانتداب، كان الأطفال قد بدأوا مسيرتهم التعليميّة في العام 1952 بعد توقفٍ دام عامين، بفعل النكبة وتبعاتها".

وأضاف عمري أنه "عُيّن عدد من المدرسين من بينهم: صالح عبد القادر محاجنة، د. سامي دبيني، فوزي جرايسي، سمير ورور، نعيمة سمعان. يومها غادر معظم الطلاب صفوفهم وبقي 17 طالبًا، بينهم 15 طفلا رحلوا في دقائق".

وأكمل: "كُنتُ أدرس في الناصرة، وسمعتُ النبأ في ساعةٍ مبكرة من صباح اليوم التالي، الأربعاء، لكنّ جميع أبناء القرية تناقلوا التفاصيل المؤلمة ذاتها: 'على بُعد 200 متر من مدرستهم، وجَد الأطفالُ جسمًا غريبًا لامعًا، على حافة الطريق، ومِن شدة حُب الاستطلاع الطفولي، اقتربوا منه وظنوه شيئا مسليا ينشغلون باكتشافه، وفي لحظةٍ انفجرت القنبلة واستشهد معظمهم، وبقي ثلاثة من الجرحى يئنون وجعًا وخوفًا وقهرًا، تطايرت الأشلاءُ في لحظةٍ وانعقدت في المكان سحابةٌ سوداء كثيفة من الغبار الـمُشبع برائحة الدمِ الساخِن والبارود".

وختم عمري قائلا إنه "منظرٌ رهيبٌ ومفزع لكُل مَن عايشه ولمحه من بعيد، وصل صوت الانفجار إلى بيوتِ صندلة، لم تكن هناك وسائل نقل، سوى مسؤولين في الحكم العسكري الذين كانوا يُراقبون المواطنين ويفحصون تصريحاتهم طوال الوقت، بعض الطلاب تأخروا في مدرستهم، وفي طريق عودتهم رأوا مشهدا مرعِبا، أحشاء زملائهم مقذوفة بعيدة عنهم ورؤوس وأطراف متناثرة في كل الأرجاء، ففقدوا وعيهم وضلوا طريقهم".

ناجٍ من المجزرة

خالد إبراهيم عُمري، هو من الذين شهدوا المجزرة، ولد عام 1946، كان طفلًا طالبًا في حينها، عاد مع الطلاب الآخرين إلى منزلهِ بعد انتهاء دوامه المدرسيّ، يستذكر ما حصل، الأطفال الصغار استشهدوا، كانوا بين سن السابعة وحتى الثانية عشر عاما، وهو كان في بداية الصف الخامس حين وقعت الفاجعة.

وقال عمري لـ"عرب 48" في لقاء سابقٍ إنني "كنتُ أسير أنا وصديق لي في نفس صفي، على الطريق الواصلة بين المقيبلة وصندلة، توقفنا عند الطلاب ووجدناهم متجمهرين يعبثون بجسم الغريب، لم يكونوا على علم ما هو وما يمكنه أن يفعل بهم".

ويتذكّر عُمري أنّه كان في حينها مترفع إلى الصف الخامس، وحين مرّ بجانبهم كانوا يعبثون حول القنبلة ويعدّون 1 2 3، لينتظروا نتائج هذا الجسم الغريب، كانوا أطفالا سُذّجا على الطبيعة، انتظروا بفضول ماذا سيحصل معتقدين أن شيئًا بسيطًا ستخرجه هذه القنبلة، من نار وأشياء غريبة، وغير واعين أن هذه ستكون نهايتهم".

المقبرة التي دُفن فيها الشهداء

وكتب الباحث في العلوم الاجتماعيّة، علي حبيب الله على صفحته في "فيسبوك": "في ذكرى مذبحة أطفال قرية صندلة. يصادف اليوم مرور 63 عاما على مذبحة أطفال مدرسة صندلة والتي راح ضحيتها 15 طفلا وطفلة من براعم القرية. كان ذلك في السابع عشر من أيلول سنة 1957 عند الساعة الثانية بعد الظهر أثناء عودة الطلاب من المدرسة إلى بيوتهم، حيث صادف الطلاب في طريق عودتهم كرة حديدية ظنوها كرة فتقاذفوها إلى أن تقاذفتهم فغدوا أشلاء".

وأضاف حبيب الله: "لم يكن يعرف أطفال صندلة شيئا عن القنابل وشكلها مثل سائر أطفال بلادنا التي رزحت تحت الحكم العسكري في حينه. رائحة الدم ما زالت باقية على راحات أكف الأمهات الصندليات إلى يومنا، في جرح غائر يحيل ذاكرة القرية إلى ذلك اليوم الذي رقصت فيه الأمهات بأشلاء أطفالهن من هول الفاجعة".

وأردف حبيب الله قائلا إن "ملف التحقيق أغلق وقتها على ‘ضحايا بسبب جسم غريب‘!!. فعلا ليس جسما إنما أجساد غريبة عن لحم ودم أبناء البلاد حطت فيها منذ مطلع القرن الماضي".

وتطرق حبيب الله إلى حكاية "فقع فيه لغم" وقال إن "تلك حكاية تطول في ذاكرة أهل البلاد من تلك المرحلة، عن فلاحين ورعيان وعمال وحتى أطفال بذرتهم القنابل والألغام أشلاء، وفيما أغلقت ملفات التحري بتوقيع ‘بفعل جسم غربب‘ بقيت شرايين أهل البلاد مفتوحة تنزف في ذاكرتهم إلى يومنا. رحم الله أطفال صندلة وكل الملغومين من أهل الأرض".

أسماء الأطفال الشهداء

1. الشهيدة آمنة عبد الحليم عمري (10 أعوام)

2. الشهيدة طالب عبد الحليم عمري (13 عاما)

3. غالب عبد الحليم عمري (8 أعوام)

4. محمد عبد الله العمري (13 عامًا)

5. فؤاد عبد الله العمري (8 أعوام)

6. اعتدال عبد القادر العمري (9 أعوام)

7. رهيجة عبد اللطيف عمري (8 أعوام)

8. سهام زكريا عمري (8 أعوام)

9. صفية محمود عمري (8 أعوام)

10. عبد الرؤوف عبد الرحمن عمري (8 أعوام)

11. فاطمة أحمد يوسف عمري (10 أعوام)

12. فهيمة مصطفى عمري (8 أعوام)

13. محيي الدين سعد عمري (9 أعوام)

14. يوسف أحمد محمد عمري (8 أعوام)

15. ويحيى أحمد حسن عمري (9 أعوام)

التعليقات