24/03/2021 - 15:12

"أطباء بلا حدود" تطالب الاحتلال بإمداد الفلسطينيين بلقاحات كورونا

أصدرت منظّمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الأربعاء، بيانًا، تسلّط الضوء من خلاله على الحالة الوبائية التي يعيشها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1967، وأظهرت المعطيات التي أرفقتها المنظّمة، أنّ طفرة كورونا البريطانيّة تنتشر بسرعة مضاعفة من كوفيد - 19، وأن المستشفيات

أصدرت منظّمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الأربعاء، بيانًا، تسلّط الضوء من خلاله على الحالة الوبائية التي يعيشها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1967، وأظهرت المعطيات التي أرفقتها المنظّمة، أنّ طفرة كورونا البريطانيّة تنتشر بسرعة مضاعفة من كوفيد - 19، وأن المستشفيات ومراكز العلاج تعمل فوق قدرتها الاستيعابية.

وافتتحت المنظمة بيانها قائلة إنه "منذ شباط/ فبراير اجتاحت موجة قوية جديدة من كوفيد-19 منطقة الضفة الغربية. وهناك أكثر من 20,000 مريض يُعالَجون حاليًا من كوفيد-19، وقد أضاف هذا الوضع ضغوطًا إضافية على منظومة صحية هشة، وترك الطواقم الطبية تكافح في تقديم الرعاية اللازمة للأعداد المتزايدة من المرضى".

وطالبت المنظمة حكومة الاحتلال الإسرائيلي والسلطات الفلسطينية أن "تقوما على الفور وعلى وجه الضرورة القصوى بزيادة الجهود على نحو ملموس لإبطاء انتشار كوفيد-19 وأشكاله المتغيرة الجديدة. كما ينبغي الاضطلاع بجهود أكبر في مجال الوقاية من كوفيد-19 وتدبير الحالات".

ويقول خوان بابلو ناهويل سانشيز، وهو طبيب رعاية مركزة مع "أطباء بلا حدود" إن "عدد الإصابات حاليًا في أعلى مستوى له منذ بداية الجائحة. لدينا حاليًا 71 شخصًا في قسم الرقود بمستشفى دورا في الخليل – وهو المستشفى الرئيسي والمرفق الوحيد المخصص لعلاج كوفيد-19 في جنوبي الضفة الغربية – ومنهم 27 شخصًا في قسم العناية المركزة. يعمل المستشفى فوق طاقته، ولا يوجد فيه ما يكفي من مساحة أو أسرَّة أو طواقم لمساعدة جميع المرضى ذوي الوضع الحرج، والناس يموتون".

محافظة الخليل

وأشار البيان إلى أن "محافظة الخليل من بين المحافظات الأكثر تضررًا في الضفة الغربية، وتدعم ‘أطباء بلا حدود‘ المستشفى من خلال تدريب الطواقم ومعالجة المرضى ورفع الوعي بكوفيد-19 بين المجتمعات المحلية لتقليل انتشار الفيروس وتوفير المشورة للمرضى وأسرهم".

ويضيف خوان بابلو: "نسبة المصابين بكوفيد-19 من الشباب قد زادت بشكل كبير. فواحد من بين كل ثلاثة من المرض الراقدين في مستشفى دورا حاليًا هم من الفئة العمرية بين 25 و 64 عامًا، بينما في السابق كانت غالبية المرضى فوق سن الرابعة والستين".

نحو 75%من الحالات التي فُحِصت في الضفة الغربية كانت مصابة بالشكل المتغير من الفيروس (B117) الذي نشأ في المملكة المتحدة، وفق التحليل الجينومي من وزارة الصحة الفلسطينية.

ويُعتَقد أن هذا النوع المتغير أشد انتقالًا من السلالات السابقة بنسبة 50% تقريبًا. وقد أشارت دراسات في الآونة الأخيرة إلى أن هذا الشكل المتغير يُحتمل أن يؤدي إلى إصابة شديدة بكوفيد-19 بنسبة 40-60% أكثر من سابقاته، ما يتطلب دعم المرضى بالأوكسجين وأجهزة التنفس، مع زيادة خطر الوفاة. ومع انتشار الأشكال المتغيرة من كوفيد-19 في الأراضي المحتلة، ينبغي أن يكون هناك فحوصات مكثفة لفهم مدى شدة انتشارها.

نابلس

الوضع في نابلس، شمال الضفة الغربية، مقلق على نحو مساوٍ، حيث يعمل مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فوق طاقته ويقوم حاليًا بتحويل وحدة الرعاية التنفسية فيه إلى جناح لمرضى كوفيد-19.

ويقول ماريوس سانجوك، وهو ممرض في وحدة العناية المركزة يعمل مع "أطباء بلا حدود" ويقدم التدريب والدعم الطبي لطاقم مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: "نفعل ما بوسعنا لإنقاذ حياة جميع المرضى. ويكمن التحدي الأكبر في أن لدى طاقم المستشفى خبرة محدودة في رعاية المرضى شديدي الاعتلال أو مرضى كوفيد-19".

وقد شكلت إجراءات بسيطة مثل القلب – حيث يُقلَب المريض على بطنه لتحسين تنفسه – تحديًا.

ويضيف: "تخيل معي أن تقلب مريضًا عليه العديد من الأنابيب والحقن الوريدية الموصولة ببطنه وظهره. هي مهمة صعبة، تحتاج فيها إلى خمسة أشخاص، لكنها ليست مستحيلة".

غزة

أما في غزة فقد انخفض عدد مرضى كوفيد-19 في شهر شباط/ فبراير، لكنه عاد للارتفاع في منتصف آذار/ مارس. وقد كانت منظومة الرعاية الصحية في غزة تعاني من الشلل مسبقًا بفعل عشرات الأعوام من الاحتلال الإسرائيلي وحصار اقتصادي طال أمده. ويخشى فريق "أطباء بلا حدود" العامل هناك من موجة أخرى من كوفيد-19.

ومع توسُّع انتشار كوفيد-19 في أنحاء الضفة الغربية وغزة، مازال الفلسطينيون غير محميين. ويقول رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلي سوك: "نحن قلقون للغاية تجاه تأخُّر وبطء طرح اللقاح. من ناحية، بات التوفُّر الكبير لجرعات اللقاح في إسرائيل يسمح للحكومة بأن تسعى لتحقيق مناعة جماعية، بدون أي نية للمساهمة الفعلية في تحسين معدلات اللقاح في الأراضي المحتلة، ومن ناحية أخرى، فقد ثبت أنه من الصعب تكوين صورة واضحة عن إستراتيجية توفير وتوصيل جرعات اللقاح المستَلَمة مسبقًا من قبل السلطات الصحية الفلسطينية. كما لا يبدو أن العاملين على الخطوط الأمامية والفئات المعرضة لخطر المرض في فلسطين سيحصلون قريبًا على الحماية من المرض".

واعتبارًا من منتصف آذار/ مارس، لم يحصل سوى أقل من 2% من الفلسطينيين على لقاح كوفيد-19 في الضفة الغربية وغزة – وهي نسبة صغيرة لدرجة مخيفة في ضوء الموجة الثالثة من الجائحة المهلكة.

وتقدم "أطباء بلا حدود" الرعاية الطبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1989. وأشارت في بيانها إلى أنهم دعموا منذ بداية جائحة كوفيد-19 المنظومة الصحية المحلية من خلال تقديم المشورة الفنية والتدريب العملي، كما تبرعوا بأدوية ومستهلَكات طبية ومعدات حماية شخصية وأجهزة طبية للمستشفيات الرئيسية في الخليل ونابلس في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة.

وأطلق فريق "أطباء بلا حدود" في الضفة الغربية خدمة الخط الساخن لتقديم المشورة عن بعد دعمًا للمرضى وعائلاتهم وللطواقم الطبية وللمستجيبين الأوائل ولعائلات المعتقلين المتضررين من تفشي كوفيد-19.

وإضافة إلى ما تَقَدَّم، تدير أطباء بلا حدود أنشطة تثقيف صحي بكوفيد-19 وأنشطة تثقيف بالصحة النفسية موجَّهة للمجتمعات المتضررة.

التعليقات