21/06/2021 - 23:32

حملة الدولة الديمقراطية الواحدة تحذّر من "محاولات إجهاض النصر السياسيّ"

حذّرت "حملة الدولة الديمقراطية الواحدة" في فلسطين، في بيان أصدرته الإثنين، من المحاولات الخطيرة المستمرة لإجهاض نتائج الهبة، و"الانتصار السياسيّ" الذي حقّقته، داعية إلى "العمل لبلورة وتوطيد تيار المقاومة الشعبية المتنامي".

حملة الدولة الديمقراطية الواحدة تحذّر من

عناصر شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى (الأناضول)

حذّرت "حملة الدولة الديمقراطية الواحدة" في فلسطين، في بيان أصدرته الإثنين، من المحاولات الخطيرة المستمرة لإجهاض نتائج الهبة، و"الانتصار السياسيّ" الذي حقّقته، داعية إلى "العمل لبلورة وتوطيد تيار المقاومة الشعبية المتنامي".

وقالت إن "حماية الذين فجروا الهبة الشعبية التي امتدت على كامل فلسطين التاريخية، انطلاقا من الشيخ جراح وباب العامود والأقصى، وقطاع غزة، وتوفير الدعم والإسناد، السياسي، والمعنوي، والمادي، والأخلاقي لهم، هو واجبٌ وطني، وأولوية قصوى في سلم أولوياتنا، كشعب يتجرع، يوميا، على يد نظام الأبرتهايد، جرعات متلاحقة من الظلم، والقمع، والنهب، والحرمان، والقتل".

وأضافت الحملة في بيانها: "شعبنا في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، بحاجة إلى هذا النموذج من القيادة، الشابة، التي تجاوزت الهياكل والبنى التقليدية، وشقت كوة في جدار التكلس و الانهزامية والفساد، وفتحت أُفقا رحبا، وطريقا جديدا نحو التحرر والحرية والحياة".

واستعرض بيان الحملة "الجهات التي تسعى حثيثا لتقويض معاني معركة القدس"، مشيرا إلى "الإدارة الأميركية الإمبريالية، راعية نظام الأبرتهايد المجرم، والنظام المصري المستبد والمشارك في حصار شعبنا، وغيرها من الأنظمة العربية المتحالفة مع إسرائيل، كنظام الإمارات، التي جددت تحريضها ضد حركات المقاومة، ودعوتها لتصنيفها حركات إرهابية".

وقال البيان إن "سلطة أوسلو كسلطة تتصرف كوكيل لنظام الأبرتهايد الاستعماري، وكجهةٍ متواطئة في عملية إجهاض نتائج الهبة من خلال استجابتها مع ما يسمى المجتمع الدولي، وخاصةً الإدارة الأميركية، في إعادة طرح شروط الرباعية على حركة حماس، كشرط لقبولها طرفا شرعيا في مفاوضات تسعى سلطة التنسيق الأمني للانخراط بها مجددا، والتي لم تنتج سوى الفشل والهزائم".

وذكرت الحملة أن "سلطة أوسلو التي تعرت تماما، خلال هذه المعركة، سياسيا ووطنيا وأخلاقيا، بسبب انعزالها التام عن المعركة التي خاضها شعب فلسطين، تتصرف وكأن هذه المعركة التي هزّت العالم وأيقظت الضمائر لم تقع. لم تعد سلطة أوسلو، التي تعيش في حالة إنكار للواقع، وانعزالها عن الشعب، تكترث لفقدانها الشرعية الشعبية والأخلاقية، وهي التي استعانت بالشرعية الخارجية بديلا عنها".

وانتقد البيان "الأداء السياسي لقيادة حركة المقاومة، حماس، الذي لا يتسق مع الصمود الأسطوري، الذي جسدته المقاومة، و عموم شعبنا في قطاع غزة، وكل فلسطين، في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي، و هو أداء يشكل نقيضا لروح ومعاني المقاومة الشعبية الواعدة، التي انطلقت من مدينة وأحياء القدس والمسجد الأقصى".

وقال البيان: "لا شك في أن حركة المقاومة في قطاع غزة، وفي هذا الجيب الصغير شديد الازدحام، واقعة تحت إكراهات وقيود لم تواجهها أي حركة مقاومة عربية، وربما عالمية، ويعيش الناس حصارا إجراميا غير معهود، ومع ذلك فإن التصريحات التي صدرت عن قيادة المقاومة سواء بخصوص أنظمة عربية وأقليمية، كانت فائضة عن الحاجة، ومضرة، هذا إضافة لزيارة دولة عربية وقعت للتوّ معاهدة تطبيع رسمية، هي المغرب، مع إسرائيل، التي تواصل استعمارها الوحشي في فلسطين، وجرائمها المروعة ضد الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "كما أن العودة إلى الإعلان عن تبني حل الدولتين، هو خطأ فادح وتكرار لتجربة فتحاوية كارثية، يعيش شعبنا عواقبها الوخيمة على مدار الساعة. كل ذلك يلحق ضررا فادحا بالقضية، لأن هذا السلوك السياسي يشرعن التطبيع، كما يوفر غطاء لأنظمة مستبدة ومعادية لشعوبها، ويزعزع ثقة الشعوب العربية بالمقاومة الفلسطينية، وبالعلاقة التحررية المتبادلة، وما يمثله نضال الشعب الفلسطيني، من قيم التحرر والحرية والعدالة".

واعتبرت الحملة "انضمام الحركة الإسلامية الجنوبية، داخل الخط الأخضر، إلى حكومة نظام الأبرتهايد اليمينية الاستيطانية، انحرافا وطنيا وأخلاقيا خطيرا، وطعنةً غادرةً في ظهر الشعب الفلسطيني، وهبتهِ المجيدة"، مضيفة: "إننا واثقون من قدرة شعبنا في المنطقة المحتلة عام 1948 على إسقاط هذا النهج ورموزه".

وشدّدت الحملة على ضرورة "إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، واستعادة برنامج التحرير والعودة، وحل الدولة الديمقراطية ’العلمانية’ التي أقرها المجلس الوطني عام 1969".

وجاء في البيان: "نظرا للفشل المتكرر لإنهاء الانقسام، ولأهمية المقاومة الشعبية، ومحوريتها، فقد دعت الحملة إلى تطوير أطر تنسيقية بين كافة الحراكات الشعبية، والشبابية، والأكاديمية، والأهلية، خارج الهياكل السياسية الرسمية، لتكون تيارا واسعا وضاغطا لإنهاء الانقسام، والأهم لتغذية مكونات هذا التيار الثالث الصاعد، بالقوة والزخم، باعتبار ذلك ليس خيارا بل شرطا لا بديل عنه، في عملية تأطير النضال كونه كفاحا تحرريا من نظام إستعماري وفصل عنصري، يجب أن يزول وتحل محله الدولة الديمقراطية الواحدة التي توفر العدالة والإنصاف للجميع".

وأضاف البيان: "أولت الحملة أهمية بالغة لتوسع الجبهة العالمية، المساندة للحق الفلسطيني، وفي القلب منها حركة المقاطعة، ودعت إلى تعزيز هذه الجبهة، وكذلك تعزيز العلاقة الكفاحية مع أحرار العالم ومع الحلفاء اليهود المناهضين للصهيونية، في إسرائيل والخارج".

وقال إن "امتداد الهبة الشعبية العارمة في جميع أرجاء الوطن، جسدت وحدة فلسطينية كفاحية شاملة، غير مسبوقة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، في مواجهة نظام استعماري استيطاني عنصري، يسقط عقلية التقسيم، وينسف أوهام المستعمر بإمكانية إخضاع الشعب الفلسطيني تحت حكمه الظالم، ويسقط الحلول التجزيئية، ويفتح الأفق واسعا نحو حل الدولة الواحدة كمشروع مقاوم، ومشروع تحرري إنساني".

التعليقات