13/04/2022 - 12:17

حماس: مخطط "ذبح القرابين" بالأقصى تجاوز لكل الخطوط الحُمر

فصائل غزة تجتمع في مكتب السنوار، اليوم، للتداول في إعلان المستوطنين عن اقتحام الأقصى خلال الفصح اليهودي و"ذبح قرابين" في ساحاته* قيادي في حماس: "الفصائل لها امتداد في الضفة والقدس والداخل المحتل"

حماس: مخطط

مستوطنون يقتحمون الأقصى تحت حراسة قوات الاحتلال (أرشيف - Getty Images)

حذرت حركة حماس في بيان اليوم، الأربعاء، إسرائيل وجماعات المستوطنين من تنفيذ مخطط "ذبح القرابين" في ساحات المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي، إثر دعوات أطلقتها "جماعات الهيكل" من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، فيما زعم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في بيان، اليوم، أن "منظمات فلسطينية" تروج لهذا المخطط.

وقالت حماس في بيان إنه "نحذر قادة الاحتلال والجماعات الصهيونية من تنفيذ مخطط ’ذبح القرابين"’ في ما يُسمّى عيد الفصح، وممارسة طقوسهم الاستفزازية في باحات المسجد الأقصى المبارك، ونشدّد على أنَّ ذلك يمثّل تصعيداً خطيراً يتجاوز كل الخطوط الحُمْر، كما أنَّه اعتداء مباشر على عقيدة ومشاعر شعبنا وأمَّتنا في هذا الشهر الفضيل، ونحمّلهم مسؤولية تداعياته كافّة".

وأضاف البيان أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وكافة أماكن تواجده لن يسمح "بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي، وسيقفون بكلّ قوّة وبسالة لإحباطه، والتصدّي له". ودعت حماس الفلسطينيين إلى "شدّ الرّحال والرّباط في المسجد الأقصى المبارك، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأقصى والمقدسات، والوقوف سدّاً منيعاً كالبنيان المرصوص، ردعاً للمتطرّفين وكبحاً لجماحهم، وانتصاراً وحماية للقدس والأقصى، فدونَهما يُبذل الغالي والنفيس، وترخص الدماء والأرواح والأنفس".

ودعت حماس الدول العربية والإسلامية إلى "التحرّك العاجل، ومنع هذا الانتهاك الخطير لحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين قاطبة، والتداعي لتحمّل المسؤولية التاريخية في حماية القدس والمسجد الأقصى، ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة تصعيد وإرهاب الاحتلال الصهيوني الذي يستهدف قبلة المسلمين الأولى". ودعت الهيئات والمنظمات الدّولية إلى "اتخاذ كلّ الخطوات لمنع هذا الخطر؛ الذي يمكن أن يؤدّي إلى اشتعال المنطقة بكاملها".

وزعم بيان صادر عن مكتب بينيت أن "الادعاء بأن هناك يهود ينوون ذبح القرابين في الحرم الشريف كاذبة تماما وروجتها تنظيمات إرهابية فلسطينية وجهات أخرى بغية التحريض وتأجيج الخواطر وارتكاب عمليات إرهابية". وادعى بياتن بينيت أنه "نصون الوضع القائم في الأماكن المقدسة ولن نسمح بالاخلال بالأمن والنظام العام في القدس أو في أي مكان آخر".

اجتماع فصائل غزة

ويأتي بيان بينيت بعد الإعلان عن اجتماع للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، في مكتب زعيم حركة حماس في القطاع، يحيى السنوار، بهدف التداول في سعي مجموعات من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ مساء بعد غد، الجمعة، ويستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، قوله إن الفصائل ستبحث في التصعيد في القدس والمسجد الأقصى. وقال القيادي في حماس، محمد حمادة، إن حميع الفصائل ستشارك في الاجتماع في مكتب السنوار، للتباحث في استمرار العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية وإعلان جماعات استيطانية عن "ذبح قرابين" داخل المسجد الأقصى، وفق ما نقلت عنه "وكالة فلسطين اليوم".

واعتبر حمادة الاجتماع في مكتب السنوار أنه رسالة للمقاومة في غزة، مفادها أنه "لا يمكن أن تنأى غزة بنفسها للدفاع عن المسجد الأقصى". وقال إن "أهل غزة شأنهم شأن كل شعب فلسطين في الضفة المحتلة والقدس والداخل المحتل".

وأضاف حمادة أن الفصائل وأجنحتها العسكرية ستبحث مواجهة هذا الوضع، وأشار إلى أن "الفصائل لها امتداد في الضفة والقدس والداخل المحتل، كالعمليات التي جرت مؤخراً في عمق الاحتلال".

و دعت "جماعات الهيكل" إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى خلال الفصح اليهودي، وتقديم القرابين داخل ساحات الحرم.

ونشرت دعوات اقتحام الأقصى على شبكات التواصل الاجتماعي باسم "طاقم جماعات الهيكل" مرفقة بصورة لخروف صغير رمزا للقربان الذي يتوعد الحاخامات بذبحة في الأقصى.

السنوار ومدير المخابرات المصرية في غزة، نهاية أيار/مايو الماضي ( Getty Images)

ويأتي ذلك في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث حشد جيش الاحتلال أعدادا كبيرة من قواته وشن حملة اعتقالات، خاصة في منطقة جنين ونابلس في شمال الضفة. وتدور مواجهات متواصلة في هذه المناطق في الفترة الأخيرة، وأسفرت اليوم عن ارتقاء الشهيد محمد حسن عساف (34 عاما) في نابلس.

من جانبها، نقلت صحيفة "الأيام"، التي تصدر في رام الله، اليوم، عن "مصادر سياسية موثوقة" قولها إن "هناك اتفاقا ضمنيا بين فصائل غزة لعدم نقل المقاومة الشعبية في الضفة إلى غزة".

وأضافت المصادر أن "الفصائل في غزة تريد إفساح المجال للمقاومة الشعبية في الضفة للتطور والنمو وعدم إتاحة المجال لقوات الاحتلال لنقل المعركة إلى غزة".

وبحسب المصادر نفسها، فإنه لا يوجد "أي أفق للتصعيد في غزة في الوقت الراهن"، وأن الفصائل لم تناقش هذا التوجه في اجتماع رسمي لكنها "متفقة على إبقاء الوضع الحالي القائم وتكتفي راهنا بإطلاق التهديدات والتحذير من تصعيد قادم ستدفع ثمنه إسرائيل".

وتابعت المصادر أن "الفصائل تفهم الرغبة الإسرائيلية في نقل المعركة إلى غزة حيث يسهل التعامل معها من خلال الاعتداءات الواسعة دون الدخول إلى القطاع. والرغبة بالحفاظ على جبهة غزة هادئة تلاقي قبولا ودعما من جهات عربية وإقليمية طالما أجرت وساطات للحفاظ على حالة الهدوء".

إلا أن المصادر ذاتها حذرت من "إمكانية انهيار الوضع الهادئ القائم في غزة إذا تم المساس بالمسجد الأقصى وتنفيذ تهديدات المستوطنين ’بذبح القرابين’". وقالت إن "كل شيء يمكن أن ينهار فجأة لأن الفصائل في غزة لن تقبل بالوضع الذي سينشأ في حال الاعتداء على المسجد الأقصى".

التعليقات