21/04/2022 - 12:52

اقتحام الأقصى "سيُقصّر عمر المحتل": "المقاومة لن تحرف أنظارها عما يجري بالمسجد"

توالت ردود الفعل الفلسطينية، من قِبل الحكومة، ووزارة الخارجية، والفصائل، إزاء ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وقطاع غزة، وبخاصة المسجد الأقصى المبارك، الذي تعرّض اليوم الخميس، لاقتحام من قبل المستوطنين وعناصر قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اعتدت على المصلين بقنابل

اقتحام الأقصى

عناصر الاحتلال مقتحمة المسجد (gettyimages)

توالت ردود الفعل الفلسطينية، من قِبل الحكومة، ووزارة الخارجية، والفصائل، إزاء ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وقطاع غزة، وبخاصة المسجد الأقصى المبارك، الذي تعرّض اليوم الخميس، لاقتحام من قبل المستوطنين وعناصر قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اعتدت على المصلين بقنابل الغاز والصوت، وبإطلاق الأعيرة المغلفة بالمطاط.

وجدد رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، "مطالبة المجتمع الدولي، بكسر المعايير المزدوجة في التعامل مع القانون الدولي، وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني، مع استمرار العدوان عليه ومصادرة حقوقه المشروعة".

وأدان اشتية، "التصعيد الممنهج لدولة الاحتلال في القدس وقطاع غزة"، مؤكدا أن "إرهاب الدولة المنظم وفائض القوة العمياء، لن يفلح في ثني شعبنا عن مواصلة نضاله لتحرير أرضه، ونيل حريته، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس".

وأشار إلى أن "استهداف أهلنا في قطاع غزة بالغارات وانتهاك حرمة المسجد الأقصى بتكرار الاقتحامات ومواصلة عمليات القتل والاجتياح للمدن والقرى والبلدات في جميع الأراضي المحتلة، يحمل نذر تصعيد مبيت لمحاولة فرض وقائع زائفة على الأرض بالقوة ضد شعب أعزل، إلا من إرادة الصمود والتحدي في مواجهة الاحتلال وممارساته، حتى تحقيق آماله بنيل حريته واستقلاله على كامل تراب أرضه المحتلة".

بدورها، بعثت وزارة الخارجية الفلسطينية، رسالة عاجلة للدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربع، تطالبها بتحمل مسؤولياتها والسعي لاتخاذ إجراءات جادة لإنفاذ اتفاقية جنيف الرابعة والإعلانات السابقة لمؤتمرات الدول الأطراف في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأكدت الخارجية في رسالتها، رفضها المطلق لمحاولات تبرير العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، ودعت لأن يتم إنهاء الاستثناء الذي تتمتع به إسرائيل إزاء التزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي.

وطالبت الأطراف المتعاقدة الأربعة بأن تخضع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، للمساءلة الكلية بشأن كافة تجاوزاتها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك مساءلتها عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها، مؤكدة أنه دون ذلك لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار.

هنيّة: اقتحامات الأقصى "لن تُغيّر من طابعه الإسلامي"

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، اليوم الخميس، إن اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه، للمسجد الأقصى "لن تُغيّر من طابعه الإسلامي".

وذكر هنية في تصريح أصدره، تعقيبا على أحداث القدس الأخيرة، اليوم: "أقول للمحتل إذا كنت تعتقد أن الاقتحام للأقصى، سيُغيّر الطابع الإسلامي للمسجد فأنت واهم".

وأضاف: "ما يتم في الأقصى من عربدة، سوف يُقصّر من عمر المحتل، وسيندحر عن أرض فلسطين".

وتابع هنية: "شعبنا والمرابطون والمرابطات في الأقصى، يمثلون خط الدفاع الأول الذي سيظل ثابتا متقدما".

فيما قال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم: "شعبنا الفلسطيني المرابط في كل ساحات الوطن وبإسناد متواصل من المقاومة الباسلة، يخوض ملحمة بطولية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، تعكس حالة التلاحم والصمود الأسطوري لهذا الشعب وعطائه المتواصل، وقدرته على حماية مقدساته والدفاع عنها وفرض معادلاته على العدو".

وأضاف أن "المقاومة مصممة على مواصلة مشوار الجهاد والمقاومة جنبا إلى جنب مع شعبنا الفلسطيني والتصدي للعدوان مهما بلغت التضحيات".

"المقاومة لن تحرف أنظارها عما يجري في المسجد"

وقال المتحدث باسم لجان المقاومة الفلسطينية بغزة، في تصريحات صحافية، اليوم، إن "المقاومة الفلسطينية أرسلت للاحتلال رسائل أكثر من مرة، أن الاعتداء على الفلسطينيين والمقدسات سيدفع ثمنه".

وأضاف أن "المقاومة الفلسطينية سند للمرابطين في المسجد الأقصى"، مشيرا إلى أنها "تؤكد أنها لن تحرف أنظارها عما يجري في المسجد".

وذكر أن "لديها آليات جديدة دخلت للمرة الأولى في إطار التعامل مع الاحتلال".

وقال إن "على الاحتلال أن يفهم أننا لسنا مفصولين عن القدس، وما يدور فيها من اعتداءات صهيوينة".

وفي ما يخصّ "مسيرة الأعلام" الاستفزازية بالقدس المحتلة، أمس الأربعاء، قال إن "حرف مسارها، هو إنجاز ممتد لمعركة ’سيف القدس’"، مضيفا: "المقاومة لن تسمح بالمساس بالقواعد التي أرستها في (هذه) المعركة".

"لا يُستبعد أن يرتكب الاحتلال أي حماقة"

من جانبه، قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، محمد شلح في تصريحات صحافية، إنّ "جرائم الاحتلال تزيد من قوة المقاومة، ولا نستبعد أن يرتكب الاحتلال أي حماقة".

وأضاف أن "المقاومة تراقب عن كثب، ولديها من الحكمة في أخذ قرار الدخول بأي معركة"، وعدّ أنها باتت "تفرض معادلات على الاحتلال".

وأضاف شلح: "بالأمس حققنا نتيجة إيجابية والاحتلال فهم الدرس من معركة ’سيف القدس’".

وقال إن "غزة أرسلت رسائل للاحتلال والخلافات السياسية داخل كيان الاحتلال أننا لا نهتم لها".

وذكر شلح أن "الاحتلال يعيش حالة إرباك بفعل المقاومة وتعاظم قوتها".

وفي سياق ذي صلة، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ في تغريدة عبر "تويتر": "تصل مساء اليوم مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ياعيل لامبرت إلى الأراضي الفلسطينية".

وأوضح أنها "ستلتقي القياده الفلسطينية للتباحث في آخر التطورات والتصعيد الحاصل في القدس والحرم الشريف تحديدا، وباقي الأراضي الفلسطينية".

هذا، وانطلق صباح اليوم، الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية المُكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسيات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة.

وينعقد الاجتماع بدعوةٍ من الأردن التي ترأس اللجنة لبحث الأوضاع الخطيرة في القدس والمسجد الأقصى المُبارك/ الحرم القُدسيّ الشريف، وسبل وقف التصعيد الإسرائيلي واستعادة التهدئة الشاملة.

وتضم اللجنة في عضويتها؛ الجزائر، والسعودية، وفلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب، وتونس بصفتها رئيس القمة العربية، وسيشارك في اجتماعها الإمارات بصفتها الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، والأمين العام لجامعة الدول العربية.

وسيكون اجتماع اليوم الرابع للجنة التي شكّلها المجلس الوزاري للجامعة العربية العام الماضي، وعقدت اجتماعها السابق في القاهرة في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي على هامش أعمال الدورة العادية 157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

التعليقات