16/08/2022 - 18:39

وفد أوروبي يطالب بالتحقيق في استهداف المدنيين في غزة

دعا الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إلى فتح "تحقيق نزيه" في جرائم مقتل المدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وذلك بالتوازي مع اعتراف الاحتلال بمسؤوليته عن مقتل خمسة أطفال فلسطينيين في اليوم الأخير من العدوان الأخير على قطاع غزة.

وفد أوروبي يطالب بالتحقيق في استهداف المدنيين في غزة

بورغسدوف في غزة، اليوم (Getty Images)

دعا الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إلى فتح "تحقيق نزيه" في جرائم مقتل المدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وذلك بالتوازي مع اعتراف الاحتلال بمسؤوليته عن مقتل خمسة أطفال فلسطينيين في اليوم الأخير من العدوان على قطاع غزة في السابع من آب/ أغسطس الحالي.

جاء ذلك فيما قالت حركة "الجهاد الإسلامي" أن "المؤسسات والمنظمات الدولية والإنسانية والعالم كله أمام أدلة ساطعة على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب استهدفت المدنيين والأطفال خلال العدوان الأخير على غزة"، وشددت على أن "الهيئات الدولية أمام اختبار حقيقي يتمثل في إدانة الإرهاب الذي يمارسه الاحتلال وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم".

هذا وحمّلت فصائل المقاومة في قطاع غزة، في بيان مشترك، "العدو الإسرائيلي المسؤولية بشكل كامل عن جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، والمقاومة تقوم بواجبها ودورها المنوط بها في صد العدوان ولجم الاحتلال عن التغول في دماء شعبنا".

وعبّر عن موقف الاتحاد الأوروبي، ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، سفين كون فون بورغسدورف، في كلمة له اليوم، على هامش زيارته لمجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

وصل الممثل الأوروبي إلى قطاع غزة، في وقت سابق، اليوم، عبر معبر بيت حانون "إيرز"، على رأس وفد مكوّن من 9 شخصيات من رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في فلسطين.

وطالب ممثل الاتحاد الأوربي في الأراضي الفلسطينية، بورغسدوف، بمحاكمة كل من ارتكب جرائم قتل استهدفت المدنيين في غزة خلال العدوان الأخير، وتقديم المتورطين إلى العدالة لمحاكمتهم..

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي: "كل من كان مسؤولا عن مقتل المدنيين في غزة خلال الصراع الأخير يجب أن يتم تقديمهم للعدالة". وعبّر عن حزنه "للمشاهد التي رآها والقصص التي سمعها من تجارب شخصية لمدنيين تأثروا خلال الصراع الأخير".

الوفد الأوروبي في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة

وطالب بورغسدورف الأطراف (لم يحددها) التي "تنشر أدوات ومعدات عسكرية لتحقيق أهدافها، مراعاة مبادئ إنسانية أساسية، أبرزها عدم استهداف المنشآت المدنية والمدنيين". وتابع "كما عليهم أن يلتزموا بالمحاذير بعدم استخدام قوة عسكرية غير مناسبة وقاتلة، فضلا عن توفير الحماية للمدنيين خاصة النساء والأطفال".

وفي الخامس من آب/ أغسطس الجاري، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، استهدفت مواقع مدنية وأخرى لحركة "الجهاد الإسلامي"، واستمرت لمدة 3 أيام، وأسفرت عن استشهاد 49 فلسطينيا بينهم 17 طفلا وإصابة المئات.

دعم أوروبي لـ"أنروا"

ومن جانب آخر، قال "بورغسدورف" إن الاتحاد وقّع "اتفاقية لدعم أونروا بمبلغ 97 مليون يورو خلال عام 2022". وأوضح أن الاتحاد الأوروبي سيدعم أونروا خلال العامين القادمين (2023 و2024) بنفس المبلغ.

لكنه استدرك قائلا إن الدعم المقدّم للفلسطينيين "لن يُحدث تغييرا طالما لم يتم التوصل لاتفاق سياسي وسلام دائم". وطالب بورغسدورف الفلسطينيين بـ"التوحّد وتشكيل حكومة شفافة ومُنتخبة بشكل ديمقراطي تحكم قطاع غزة والضفة الغربية".

وأضاف أن "الديمقراطية والوحدة في غزة والضفة، هما الضامن الوحيد لإنهاء الوضع الحالي".

"الجهاد": العالم أمام أدلة ساطعة على مجازر الاحتلال بحق الأطفال

من جانبه، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين، طارق سلمي، إن "المؤسسات والمنظمات الدولية والإنسانية والعالم كله أمام أدلة ساطعة على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب استهدفت المدنيين والأطفال خلال العدوان الأخير على غزة، إضافة لجريمة إعدام الشاب محمد الحشام في بلدة كفر عقب غربي القدس".

وشدد على أن "هذه الأدلة القاطعة تضع كل الهيئات أمام اختبار حقيقي يتمثل في إدانة الإرهاب الذي تمارسه حكومة الاحتلال وجيشها والشروع المباشر في إجراءات ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم".

ودعا سلمي في تصريح صحافي، اليوم الثلاثاء، "وكالات الأنباء ووسائل الإعلام التي تساوقت مع المجرمين وقتلة الأطفال أن تعتذر للشعب الفلسطيني عن تقاريرها الكاذبة التي ساهمت في ذبح الضحية مرتين، وتحولت إلى إعلام أمني مأجور هدفه تبرئة القتلة والمجرمين".

فصائل المقاومة الفلسطينية: العدو يتحمل مسؤولية جرائمه بحق شعبنا

من جانبها، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بيانا مشتركا دعت فيه إلى "تصعيد العمليات البطولية التي تستهدف الجنود وقطعان المغتصبين الصهاينة في القدس والداخل المحتل والضفة حتى كنس الاحتلال عن كامل ترابنا المقدس".

وأكدت الفصائل وقوفها "خلف أسرانا الأبطال المضربين عن الطعام وعلى رأسهم الأسير خليل عواودة، الذي يعاني من مضاعفات صحية خطيرة"، وأكدت أن "قضية الأسرى هي ثابت أصيل من ثوابت شعبنا ومقاومتنا، لذا فنحن ندعمهم ونساندهم ونشد على أيديهم بكل ما أوتينا من قوة، فهذا واجبنا الشرعي والوطني والأخلاقي".

وقالت الفصائل في بيانها إن "المقاومة في الميدان أثبتت أنها موحدة في كافة الساحات، وأكدت أنها قادرة بكل حكمة وقوة واقتدار على إفشال المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى شق صف مقاومتنا وشعبنا"، وتوجهت الفصائل بـ"التحية للمقاومة الباسلة في غزة والضفة التي ردت العدوان على شعبنا ولقنت العدو درسًا هامًا في ترابط ساحات المقاومة من خلال تكاملها في الميدان".

ودعت الفصائل "الأمة جمعاء لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن القدس والأقصى ونصرة شعبنا الفلسطيني وقضيّته العادلة حتى زوال الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا".

التعليقات