12/01/2023 - 16:04

اشتيّة يلتقي المبعوث الأميركيّ ويطالب بالإفراج عن أموال تحتجزها إسرائيل

شدد الشيخ في لقاء مع المبعوث الأميركيّ على "ضرورة وجود أفق سياسي يحافظ على حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، ووقف إسرائيل لكل إجراءاتها الأحادية واعتداءاتها اليومية بحق الشعب الفلسطيني، التي تدمر هذا الحل".

اشتيّة يلتقي المبعوث الأميركيّ ويطالب بالإفراج عن أموال تحتجزها إسرائيل

اشتية وعمرو خلال لقائهما ("وفا")

طالب رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، واشنطن، بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، من أجل "الإفراج عن الأموال الفلسطينية التي تقتطعها بشكل غير شرعي وغير قانوني"، وذلك خلال لقائه المبعوث الأميركيّ الخاصّ للشؤون الفلسطينية، هادي عمرو، في رام الله، اليوم الخميس.

وأطلع اشتية، المبعوث الأميركي على "الانتهاكات والإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الجديدة بحق الشعب الفلسطيني، فور تسلمها الحكم".

وقال لدى استقباله المبعوث الأميركي، بحضور رئيس وحدة الشؤون الفلسطينية، جورج نول: "مطلوب من الإدارة الأميركية التحرك بشكل عاجل لوضع حد للإجراءات الأحادية والتهديدات الإسرائيلية التي تقوض السلطة الوطنية، وتنهي بشكل ممنهج إمكانية إقامة دولة فلسطينية".

وشدد على ضرورة أن "تحمل زيارة وزير الخارجية (الأميركي)، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، المرتقبة للمنطقة، رسالة أمل للشعب الفلسطيني، وبيانا واضحا للحكومة الإسرائيلية بضرورة وقف الانتهاكات والإجراءات الأحادية، وإلزامها باحترام القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ودعا اشتية إلى "ضغط أميركي حقيقي على الحكومة الإسرائيلية، لوقف جميع الانتهاكات والإفراج عن الأموال الفلسطينية التي تقتطعها بشكل غير شرعي وغير قانوني، سواء بدل مخصصات الشهداء والأسرى، أو ضريبة المغادرة التي يدفعها المواطن الفلسطيني عند سفره، أو الفواتير غير المدققة من أي طرف كان".

وقال اشتية: "إن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يقبلوا بالأمر الواقع وماضون قدما في النضال الشعبي والسياسي والدبلوماسي والقانوني في وجه الإجراءات الإسرائيلية".

حسين الشيخ يبحث مع المبعوث الأميركيّ التطوّرات السياسيّة

وقبل لقاء اشتية بعمرو، بحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، مع المبعوث الأميركيّ، العلاقات الثنائية، والتطورات والمستجدات السياسية في المنطقة، خاصة بعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وتشكيل حكومة جديدة.

وشدد الشيخ على "ضرورة وجود أفق سياسي يحافظ على حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، ووقف إسرائيل لكل إجراءاتها الأحادية واعتداءاتها اليومية بحق الشعب الفلسطيني، التي تدمر هذا الحل وتخلق أجواء صعبة ومعقدة تؤثر على الأمن والاستقرار"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وحضر اللقاء مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي.

خلال اللقاء بين عمرو والشيخ ("وفا")

وكان عمرو قد قال في تشرين الثاني/ نوفمبر إن واشنطن ملتزمة بمساعيها لإعادة فتح قنصليتها التي تعنى بعلاقات واشنطن مع الجانب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، حتى مع استعداد حكومة يمينية متطرفة جديدة لتولي السلطة في إسرائيل.

وذكر عمرو أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا يزال ملتزما بحل الدولتين "مع تبادل متفق عليه للأراضي"، باعتباره "أفضل سبيل للمضي قدما لكي يحقق الإسرائيليون والفلسطينيون تطلعاتهم". غير أنه لم يقدم أي مؤشر ملموس على إحراز تقدم في إطار السعي الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

وأضاف عمرو حينها: "ما نركز عليه في المدى القريب هو رفع مستوى معيشة الفلسطينيين وتحسينه بينما نبحث أيضا عن سبل لاستعادة الأفق السياسي والعودة إلى حل الدولتين". وأضاف أن إدارة بايدن لا تزال تهدف إلى إعادة فتح قنصليتها في القدس، التي أغلقها الرئيس السابق، دونالد ترامب، عام 2019.

الرئاسة: التطرّف الإسرائيليّ وضبابيّة الموقف الأميركيّ سيكون لهما رد فعل فلسطينيّ مختلف

وفي سياق ذي صلة، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "استمرار عمليات القتل اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها استشهاد الشاب أحمد أبو جنيد في مخيم بلاطة والشاب سمير أصلان من مخيم قلنديا، واستمرار إسرائيل بانتهاكاتها للقانون الدولي والاتفاقيات بما فيها الإجراءات أحادية الجانب، والاستفزازات في الأماكن المقدسة، ستوصل الأوضاع إلى الانفجار، الذي لا يمكن السيطرة عليه".

وأضاف أبو ردينة أن "حالة التوتر مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الساعية للاستيطان والضم، خلقت جوا من عدم الاستقرار، ووضعا محفوفا بالمخاطر، سيكون لها تداعيات خطيرة".

وتابع: "أمام تردد المجتمع الدولي في محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والشرعية الدولية، وضبابية المواقف الأميركية بين الأقوال التي تتحدث عن حل الدولتين والحفاظ على الوضع القائم في القدس ووقف الإجراءات أحادية الجانب، بدون أي فعل حقيقي على الأرض؛ ستكون هناك مواقف وإجراءات فلسطينية مختلفة وحازمة لمواجهة هذه الأفعال الإسرائيلية المدانة والمرفوضة، لأننا أمام وضع لا يمكن التأجيل أو التردد فيه في اتخاذ ما يلزم لحماية حقوقنا، إلى جانب حقنا الشرعي على الأرض، والذهاب إلى جميع المحافل الدولية".

وقال أبو ردينة: "ستبقى الحقيقة الفلسطينية ومنظمة التحرير والهوية الوطنية والقرار الوطني المستقل أساس الرواية الفلسطينية المتجذرة على أرضنا المقدسة، التي لن يستطيع أحد تحديها أو تجاوزها".

التعليقات