تعهّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الأربعاء، في أول زيارة له لمدينة جنين ومخيمها، منذ أكثر من عشر سنوات، إعادة الإعمار "فورا"، بعد الدمار الواسع الذي خلفته العملية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيا، ومقتل أحد جنود الاحتلال.
ووصف عباس المخيم الواقع في الضفة الغربية المحتلة بأنه أيقونة للنضال والصمود والتحدي، مؤكدا "جئنا لنقول إننا سلطة واحدة، دولة واحدة، قانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وسنقطع اليد التي ستعبث بوحدة شعبنا وأمنه". وجدد عباس تأكيده على أن "القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية".
وتجمّع المئات عند مدخل المخيم، حيث ألقى عباس كلمته أمام مطعم محترق، تضرر نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
وتوشَّح الرئيس بكوفية فلسطينية وحمل أغصان زيتون بيده اليسرى، وقال "سنبقى صامدين فوق أرضنا ولن نرحل".
ووضع عباس إكليلا من الزهر على ضريح شهداء عدوان الاحتلال.
ورافق عباس في الزيارة كل من رئيس الحكومة، محمد اشتية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات، ماجد فرج، وغيرهم من الوزراء والقادة في حركة فتح.
وأطلق الرصاص عقب انتهاء زيارة عباس ومغادرته المخيم، بحسب وكالة "فرانس برس".
ووصل عباس اليوم الأربعاء، بمروحية حطت قرب المخيم.
ونادرا ما يغادر الرئيس الفلسطيني مقر إقامته في مدينة رام الله، للقيام بزيارات داخلية.
وزار عباس جنين المرة الأخيرة في عام 2012 ولكنه لم يتوجه إلى المخيم.
وتأتي زيارة عباس إلى المخيم الذي يقطنه 18 ألف نسمة، بعدما عبّر محتجون من المخيم عن غضبهم خلال تشييع شهداء العملية العسكرية التي استمرت 48 ساعة.
ودفع المشيعون الغاضبون مسؤولين كبارا في حركة فتح التي يتزعمها عباس إلى مغادرة المخيم، وبينهم نائب رئيس الحركة القيادي البارز محمود العالول، في خطوة أثارت جدلا.
من جهته، قال أمين سر حركة فتح في مخيم جنين، عطا أبو ارميلة، اليوم/ إن "زيارة الرئيس هي رسالة قوية ومهمة بأنه يقف مع الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال، وتأكيدا على إعادة إعمار المخيم الذي دمره الاحتلال".
وأعلنت الحكومة الفلسطينية عن عملية إعادة اعمار المخيم في اليوم التالي لانسحاب الجيش الإسرائيلي منه. وكانت بعض الدول العربية، قد أعلنت عن تقديمها مساعدات لمخيم جنين في أعقاب عدوان الاحتلال.
وقال عضو لجنة الإعمار المكلفة بالمتابعة، رشيد منصور، إن الجيش الإسرائيلي دمر 60 منزلا بشكل كلي، و170 إلى 200 منزل بشكل جزئي.
وأضاف منصور: "همّنا الأول إعادة إسكان أصحاب هذه المنازل"، مشيرا إلى وجود "رضى عن عملية الإعمار، التي بدأت مباشرة بعد انسحاب قوات الاحتلال".
وقبيل زيارة عباس، انتشر عناصر الحرس الرئاسي الفلسطيني، وتجولوا في شوارع المخيم، فيما انتشر قناصة على أسطح المنازل.
وقال جمال حويل، أحد قادة حركة فتح في مخيم جنين، إن "الرئيس جاء إلى هنا إلى المقاومة، إلى كتيبة جنين ليقول لا كبيرة للاحتلال، وللتأكيد بأننا نقاوم وفق معايير القانون الدولي".
وبعد انتهاء زيارة عباس، التقت وكالة "فرانس برس" الشاب علاء وشاحي، الذي قال إن "كتائب جنين هي فخرنا وشرفنا ووجودهم جزء من وجودنا".
وأضاف وشاحي (27 عاما) والذي كان أصيب برصاصة في القدم "الحقيقة أننا عانينا من إهمال المسؤولين، وهذا ما يجب أن يراه الرئيس بنفسه".
أما عبد الله الذي فضل عدم الكشف عن كامل اسمه، فقال إن "زيارة الرئيس مهمة ولكن الأهم ماذا سيحدث للمخيم بعد انتهاء الزيارة". وتساءل "هل سيتواصل الاهتمام بالمخيم أم لا؟"
وعلى بعد أمتار من موقع إلقاء عباس لخطابه، هتفت مجموعة كبيرة من الأطفال "كتيبة كتيبة" في إشارة إلى "كتيبة جنين".
واستمرت العملية الاسرائيلية 48 ساعة، وألحقت دمارا كبيرا في مباني المخيم، والطرق، والبنية التحتية.
ووضع عباس، إكليلا من الزهور في مقبرة الشهداء الجديدة بمخيم جنين.
ويذكر أن مقبرة الشهداء الجديدة، تضم جثامين تسعة شهداء ممن ارتقوا في العدوان الأخير على مدينة جنين ومخيمها.
اقرأ/ي أيضًا | أبو ردينة يؤكد: عباس سيتوجه غدا إلى جنين
التعليقات