18/09/2023 - 16:47

حادثة وفاة عاملين بانهيار ترابي: نائب رئيس بلدية نابلس يقدم استقالته

أستعرض سلامة في بيان موجه لوسائل الإعلام للرأي العام، التفاصيل المتعلقة في الحادثة، وحيثياتها، والجهات المسؤولة عن متابعتها وتداعياتها، لافتا إلى أن جميع الأنظار اتجهت من اللحظة الأولى نحو المجلس البلدي بصفته هو المسؤول عن أي أعمال أو مشاريع.

 حادثة وفاة عاملين بانهيار ترابي: نائب رئيس بلدية نابلس يقدم استقالته

المهندس خالد سلامة (فيسبوك)

قدم نائب رئيس بلدية نابلس المهندس خالد سلامة، استقالته من المجلس البلدي لبلدية نابلس بعد حادثة انهيار الحفريات في منطقة رفيديا الذي وقع في الرابع من أيلول/ سبتمبر الحالي، والتي أودت بحياة عاملين من عمال بلدية نابلس، سعيد الكوني وأحمد هندومة.

وأستعرض سلامة في بيان موجه لوسائل الإعلام للرأي العام، التفاصيل المتعلقة في الحادثة، وحيثياتها، والجهات المسؤولة عن متابعتها وتداعياتها، لافتا إلى أن جميع الأنظار اتجهت من اللحظة الأولى نحو المجلس البلدي بصفته هو المسؤول عن أي أعمال أو مشاريع ضمن إطار البلدية، سواءً تم تنفيذها من طواقم البلدية أو مقاولين خارجيين.

وقال سلامة في بيانه "لقد قمنا ومنذ اللحظة الأولى بالوقوف عند مسؤولياتنا، ولم نتنصل من واجباتنا الأخلاقية والأدبية والقانونية بأي حال من الأحوال، وكانت هذه هي الروح السائدة في المجلس البلدي".

إلا أنه وللأسف وبالرغم من المصاب الجلل وانعكاساته على جميع المستويات، وتداعي جميع الغيورين للوقوف مع أهالي الشهيدين والحفاظ على مؤسسة البلدية وتماسكها للاستمرار بمهامها وواجباتها، تابع سلامة: "فقد كان هناك مَن يُخطط ويعمل ويوجه لتحميل المسؤولية لأشخاص بعينهم كحلقة أضعف وكبش فداء، لامتصاص الاحتقان الجماهيري وتحميلهم المسؤولية أمام المجتمع، وللتغطية على المقصرين الفعليين وإخفاء الحقيقة لغاياتٍ وأسباب كثيرة لا تخفى على الكثيرين".

وتطرق سلامة في بيانه إلى جملة معلومات وتفاصيل ما جرى قائلا "كان هناك اهتمام ومتابعة حثيثة من رئيس البلدية وبعض أعضاء المجلس لتنفيذ هذا الجزء من الصرف الصحي بشكل زائد وبضغط كبير، وكأن ظاهر الأمر أنها خدمة لعمارة سكنية كبيرة يقطنها مواطنون من حقهم الحصول على خدمات البلدية".

وأضاف سلامة "إن دوري في المجلس البلدي كبقية الأعضاء، باستثناء الرئيس، ينحصر في المشاركة باتخاذ القرارات وإعطاء التعليمات لتنفيذ الأعمال خدمةً للمواطنين من خلال رئيس البلدية، حسب نظام الهيئات المحلية".

وأوضح أن "مسؤولية تنفيذ الأعمال تقع على الجهاز التنفيذي للبلدية من دوائر وأقسام والتي تتبع مباشرةً لرئيس البلدية، حسب نظام الهيئات المحلية، أيضا".

وتابع سلامة "بناءً على قرار المجلس البلدي رقم 46 في جلسة 25/6/2023 قمت برفع توصيتي الفنية عبر مذكرة خطية موجهة إلى رئيس البلدية مرفق صورة عنها: (أن يتم تنفيذ الحفريات وتمديد خط الصرف الصحي من مقاول). وقد تم أخذ القرار رقم 14 في جلسة 6/8/2023 بأن تكون الحفريات بآليات البلدية وتكليف مقاول لتمديد المواسير وتحت إشراف مباشر من دائرة الصرف الصحي، (مرفق صورة عن القرار)".

ونفى سلامة علمه بموعد وتاريخ الحفر قائلا "ليس لي علم بموعد أو تاريخ بدء الحفر في الموقع، إلا بعد أن وردني اتصال هاتفي من مهندس الصرف الصحي بأن الحفر قد أنجز وأنهم سيقومون بشبك خط الصرف الصحي لعمارة الصباح بالمنهل الجديد، وكان ذلك الساعة 12:09 ظهرا بتاريخ 4/9/2023 وقد تم تأكيد ذلك من طرفه عند قدومه إلى جلسة المجلس البلدي الأسبوعية المنعقدة في يوم الحادث ذاته الساعة 14:00 تقريبا، وكذلك عبر مجموعة "الواتس اب" الخاصة بالبلدية، حيث تم الإشارة من خلالها إلى انتهاء وانجاز أعمال الحفريات وتمديد خط الصرف الصحي بشكل كامل"

ولفت سلامة إلى أنه "تم تشكيل لجنة تحقيق من محافظة نابلس، حيث قمت بتزويدها بجميع التفاصيل والحيثيات والوثائق آنفة الذكر، ولكن للأسف تم حرف مجريات التحقيق لتوجيه أصابع الاتهام لبعض الموظفين واستثناء آخرين، وكذلك لتوجيه الاتهام لي شخصيً دون رئيس البلدية المتفرغ والمسؤول المباشر عن جميع الأعمال التي تقوم بها أجهزة وطواقم البلدية، حسب نظام الهيئات المحلية، وهذا الاتهام الذي رفضته قطعيا خلال جلسة التحقيق".

كما تطرق لتفاصيل استدعائه قائلا "تم استدعائي وتوقيفي بتاريخ 12/9/2023، في حين تم استدعاء رئيس البلدية صاحب المسؤولية الأولى حسب القانون بتاريخ 14/9/2023 بعد تنازل أهالي الشهيدين عن حقوقهما الشخصية".

وبناءً على كل ما ذكر، ونظرا لطريقة إدارة الأزمة وتخلي البعض عن مسؤولياتهم، والانتقائية في التعامل مع الأشخاص والمسميات، وبعد تقييم الأمور رأيت، يقول سلامة في بيانه: "عدم إمكانية استمراري في عضوية المجلس البلدي ضمن هذه الظروف والحيثيات التي وقعت علي شخصيا، مع تمنياتي للمخلصين من الزملاء لمواصلة العمل وتصويب البوصلة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا".

وأكد سلامة "أن جميع الأحداث التي مرت بها مدينتنا الحبية نابلس وأهلها، وما مرّ بي شخصياً، ليست بالأمر السهل أو البسيط، ابتداءً من الحادث الصعب والأليم، مروراً بالظلم الذي وقع عليّ أو على غيري، وانتهاءً بمن يحاول التلاعب بإرادة الناس عبر اللجان المعينة، فإنني وبكل شجاعة أعتذر لجميع مَن منحني ثقته وأقدم استقالتي المسببة، مع التأكيد أنني كنت وسأظل خادما لهذه البلد التي أحب في أي موقع كنت".

التعليقات