04/11/2023 - 17:57

نظرة على خيارات حماس العسكرية والسياسية: جر إسرائيل لحرب شوارع

واشنطن تتوقع أن "تحاول حماس استدراج القوات الإسرائيلية إلى معركة في شوارع غزة وتكبيدها خسائر عسكرية فادحة بما يكفي لإضعاف التأييد الشعبي الإسرائيلي لصراع طويل الأمد"، فيما يدعي المسؤولون الإسرائيليون أنهم "مستعدون لمواجهة تكتيكات حرب العصابات وتحمل الانتقادات الدولية".

نظرة على خيارات حماس العسكرية والسياسية: جر إسرائيل لحرب شوارع

قذيفة "الياسين 105" تستهدف دبابة "ميركفا" الإسرائيلية (Getty Images)

أكدت مصادر مقربة من قيادة حركة حماس، تحدث لوكالة "رويترز"، أن الحركة استعدت لحرب طويلة وممتدة في قطاع غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعتقد أنها قادرة على عرقلة التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار حكومة الاحتلال على الموافقة على وقف إطلاق النار.

وقال مصدران إن حماس عكفت على تخزين الأسلحة والصواريخ والمواد الغذائية والإمدادات الطبية. وأشارا إلى أن "الحركة واثقة من أن الآلاف من مقاتليها يمكنهم الصمود لعدة أشهر في مدينة من الأنفاق محفورة في عمق القطاع، كما أنها واثقة من القدرة على تعجيز القوات الإسرائيلية بتكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية".

ونقلت "رويترز" عن الخبير في الشؤون الدولية في جامعة قطر، أديب زيادة، الذي شارك في دراسات تتعلق بحركة حماس، أن "الحركة لا بد وأن تكون لديها خطة أطول في الأمد" لمتابعة هجوم "طوفان الأقصى" الذي بادرت إليه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ضد مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية محيطة في القطاع المحاصر.

ويرى زيادة أن "أولئك الذين نفذوا هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بهذا المستوى من الكفاءة، هذا المستوى من الخبرة والدقة والقوة، لابد وأنهم مستعدون لمعركة طويلة الأمد. لا يمكن لحماس أن تدخل في مثل هذا الهجوم دون أن تكون مستعدة بشكل كامل ومعبأة لمواجهة النتيجة".

استدراج القوات الإسرائيلية لمعركة شوارع

فيما نقلت "روتيرز" عن مصدر وصفته بـ"المطلع على نهج التفكير في البيت الأبيض" (لم تسمه)، أن واشنطن تتوقع أن "تحاول حماس استدراج القوات الإسرائيلية إلى معركة في شوارع غزة وتكبيدها خسائر عسكرية فادحة بما يكفي لإضعاف التأييد الشعبي الإسرائيلي لصراع طويل الأمد".

وأضاف أنه مع ذلك، شدد المسؤولون الإسرائيليون لنظرائهم الأميركيين على أنهم "مستعدون لمواجهة تكتيكات حرب العصابات لدى حماس وكذلك تحمل الانتقادات الدولية للهجمات الإسرائيلية". كما قال إن "السؤال عمّا إذا كانت إسرائيل قادرة على القضاء على حماس أو مجرد إضعاف قوتها بشدة يظل قائما".

"قدرات حماس"

وبحسب مصادر في حماس، فإن عدد مقاتليها يبلغ نحو 40 ألفا. ويمكنهم التحرك في أنحاء القطاع باستخدام شبكة واسعة من الأنفاق المحصنة، التي يبلغ طولها مئات الكيلومترات ويصل عمقها إلى 80 مترا تم بناؤها على مدار سنوات كثيرة؛ وأكد رئيس دائرة العلاقات الوطنية لحماس، علي بركة، أن الحركة طورت وعززت قدراتها العسكرية على مر السنين.

في حين، يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن جنودا من وحدة "ياهلوم"، وهي وحدة قوات خاصة من سلاح الهندسة القتالية الإسرائيلي، تعمل مع وحدات أخرى على كشف الأنفاق وإخلائها وتدميرها في ما وصفه متحدث عسكري بأنه "معركة معقدة" في غزة.

وأضاف بركة المقيم في بيروت أن "السلاح عندنا هو أمن قومي ليس أي أحد يعرف ماذا يوجد لدينا، نحن نسعى إلى مفاجئتهم بشيء جديد في كل حرب وكل عدوان. نحن نعمل على أن يكون الصاروخ دقيق وفتاك، ونحن نطور الصواريخ التي لدينا".

وقال مسؤول مقرب من حزب الله، إن القوة القتالية للحركة الفلسطينية المسلحة ظلت سليمة إلى حد كبير بعد أسابيع من القصف. ولدى حزب الله غرفة عمليات عسكرية مشتركة في لبنان مع حماس وفصائل متحالفة أخرى في شبكة إقليمية تدعمها إيران، وفقا لقيادات في حزب الله وحماس.

إلى ماذا تسعى حماس؟

وقال المصدران المقربان من حماس إنه في نهاية المطاف، تعتقد الحركة أن الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار، مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين، يمكن أن يفرض وقف إطلاق نار والتوصل إلى تسوية في التفاوض من شأنها خروج الحركة بتنازل ملموس من إسرائيل، مثل إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

ونقلت "رويترز" عن أربعة مسؤولين من حماس والمسؤول الإقليمي الذي قالت إنه "مطلع على نهج التفكير في البيت الأبيض"، أن الحركة أوضحت للولايات المتحدة وإسرائيل خلال مفاوضات غير مباشرة بشأن الأسرى والرهائن توسطت فيها قطر، أنها تريد فرض صفقة إفراج عن أسرى في سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراح رهائن.

وعلى المدى الأطول، قالت حماس إنها تريد إنهاء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عاما على غزة، فضلا عن وقف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية في المسجد الأقصى، فيما دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.

وتشدد الجهات الأممية والحقوقية أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وعشرات المجازر والجرائم بحق المدنيين تعرض الفلسطينيين لـ"خطر إبادة جماعية جسيما". ويرى الكثير من الخبراء أن الأزمة آخذة في التصاعد، مع عدم وجود جولة نهاية واضحة في الأفق في ظل رفض الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار.

لا استقرار في الشرق الأوسط بدون السلام مع الفلسطينيين

من جانبه، قال القيادي في حماس والمقيم في لبنان، أسامة حمدان، إن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر والحرب على غزة سيضعان القضية الفلسطينية على الخارطة من جديد. وأضاف أن "هذه فرصة لنا لنقول لهم نحن نستطيع أن نصنع قدرنا بأيدينا، نحن نستطيع أن نرتب أوراق المنطقة كما نريد، وكما يحمي مصالحنا".

بدوره، قال الدبلوماسي مروان المعشر، الذي سبق أن شغل منصبي وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء في الأردن، ويعمل حاليا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن "مهمة تدمير حماس لن تكون سهلة المنال". وأضاف "لن يكون هناك حل عسكري لهذا الصراع. نمر بأوقات صعبة. وهذه الحرب لن تكون قصيرة".

وقال المعشر إن هجوم حماس بدد أي إمكانية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون التعامل مع الفلسطينيين. وأضاف "من الواضح اليوم أنه بدون السلام مع الفلسطينيين لن يكون هناك سلام في المنطقة".

التعليقات