لم يعتقل أي من المستوطنين الذين هاجموا عصيرة القبلية، الهجوم كان منظما في إطار «جباية الثمن»

لم تعتقل قوات الاحتلال أيا من أكثر من مئة مستوطن قاموا يوم أمس باقتحام بلدة عصيرة القبلية القريبة من مدينة نابلس وعاثوا فيها فسادا وتدميرا وأصابوا 8 فلسطينيين بجراح ودمروا الممتلكات

لم يعتقل أي من المستوطنين الذين هاجموا عصيرة القبلية، الهجوم كان منظما في إطار «جباية الثمن»
لم تعتقل قوات الاحتلال أيا من أكثر من مئة مستوطن قاموا يوم أمس باقتحام بلدة عصيرة القبلية القريبة من مدينة نابلس وعاثوا فيها فسادا وتدميرا وأصابوا 8 فلسطينيين بجراح ودمروا ممتلكات السكان. وحينما علمت شرطة الاحتلال أن الاعتداء تم توثيقه من قبل منظمة «بتسيليم» طلبت الشريط كي تشرع في التحقيق في الاعتداءات. إلا أن هذا الطلب يبدو سخيفا إذ أنها تعرف المعتدين ولم تتخذ أي إجراء ضدهم، فقد اكتفت بمصادرة مسدس أحد المستوطنين الذين أطلقوا النار الحية على الأهالي وأصاب أربعة فلسطينيين بجراح، ولم تعتقله أو تستجوبه!

لهذا لا يعول الفلسطينيون في عصيرة القبلية على تحقيقات الاحتلال ولم يتقدموا حتى بشكوى إلى أي جهة. وقال أحد السكان أن تجارب السنوات الماضية وعدم قيام قوات الاحتلال بخطوات لردع المستوطنين عن اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وتجاهل شكاوي السكان بل وتوفير غطاء لها، جعل أهالي المنطقة يفقدون الأمل من تقديم الشكاوي. وأكد أن قريته عصيرة القبلية والقرى المجاورة لمستوطنة يتسهار العدوانية تخوض معركة وجـود.

وكانت قوات الاحتلال طوقت عصيرة القبلية ومأدما وقرى قريبة في محافظة نابلس وقامت بعمليات دهم وتفتيش عن فتى فلسطيني تتهمه بطعن طفل مستوطن في العاشرة من عمره صباح يوم أمس وغضرام النار في منزل في المستوطنة، ولم تتصدى لقطعان المستوطنين الذين اقتحموا القرية وقاموا بتدمير وتخريب ممتلكات الأهالي وبيوتهم ومركباتهم وإطلاق النار على السكان.

أكثر من مئة مستوطن من مستوطنة يتسهار الجاثمة فوق أراضي فلسطينية، والتي حوّل مستوطنيها الفلسطينيين في القرى المجاورة إلى جحيم، تجمعوا خلال فترة قصيرة. وكان التجمع والهجوم منظما وعلى مرأى ومسمع قوات الاحتلال التي لم تحاول ردع المستوطنين أو وقف عدوانهم.

يعتبر اعتداء المستوطنين يوم أمس تجليا للمخطط الذي كشفته الصحف العبرية الشهر الماضي وهو قيام مئات المستوطنين بتشكيل قوات منظمة أطلق عليها اسم «تنزيم» نسبة إلى «تنظيم فتح» الذي أسسه الأسير مروان البرغوثي عام 1989. هذا التنظيم الاستيطاني الجديد حدد مبادئه في نشرة وزعت مؤخرا على مئات المستوطنين الذين انتسبوا غليه، ويرفع شعار «جباية الثمن». ويعني ذلك جباية الثمن من الفلسطينيين حتى على خطوات تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الحركة الاستيطانية، وهي قليلة جدا إذ أنها تغض النظر وتتجاهل ممارسات المستوطنين ضد الفلسطينيين.

وتحاول الحركة الاستيطانية عرض التنظيم الجديد على أنه تنظيم شعبي لعدم الدخول في صدام مع سلطات الاحتلال إلا أنه في حقيقة الأمر يهدف إلى تنظيم الاعتداءات على الفلسطينيين والقرى الفلسطينية. ويوضح أحد النشطاء أن النشرة التي وزعت على النشطاء والتي تحمل عنوان «جباية الثمن»، توضح أن التنظيم الجديد ينتهج سياسة «التنفيذ والهرب» . أي الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم بطريقة «نفذ واهرب».

ويعترف عدد من المستوطنين في مقابلة نشرتها صحيفة "معريف" مؤخرا بالقيام بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم. ويقرون بأنهم قاموا بإضرام النار في كروم اللوز والزيتون التابعة لسكان قرية بورين القريبة من نابلس ولعدد من القرى القريبة من مستوطنة "يتسهار"، التي تعتبر مركزا لنشاطات الحركة الاستيطانية في الضفة الغربية

قرية بورين حول المستوطنون العيش فيها إلى شبه مستحيل، وتعاني العائلات في القرية والقرى المجاورة من اعتداءات متكررة زادت وتيرتها، وتتعرض لكافة صنوف الاعتداءات: الاعتداء الجسدي، والتعرض للقنابل الحارقة، الاعتداء على الممتلكات، السرقة تدمير الدفيئات الزراعية، الأشجار والحضائر والأراضي الزراعية ألخ.

وقال ضابط رفيع في قيادة المنطقة الوسطى يوم أمس إنه لا يتعهد باعتقال أي من المستوطنين حتى ذلك الذي أطلق النار من سلاحه الشخصي. وزعم أن الجيش «لا يفقد السيطرة على المستوطنين ولا يخاف منهم أو يخشاهم»، وتابع: «نحن نعمل وفقا للصلاحيات المخولة لنا، ولكننا غير مخولين بتنفيذ الاعتقال». وقال الضابط «في حالة اعتقالهم أو عدمه، فإصبع الاتهام يجب أن يوجه لأماكن أخرى».

أحزاب ونشطاء اليمين انبروا للدفاع عن هجوم المستوطنين وتبرير عدوانهم، في حين قالت منظمة حقوق الإنسان «ييش دين» إن الشرطة والجيش يفرضان القانون بشكل انتقائي، على الفلسطينيين وحدهم. وأوضحت المنظمة أن الاسابيع الأخيرة شهدت عدة عمليات اعتداء على الفلسطينيين من قبل المستوطنين. ويقول الفلسطينيون إن المستوطنين يسرقون المعدات الزراعية التابعة لأهالي القرية ويقومون بحرق الحقول، وقبل عدة أسابيع ألقى فتى من مستوطنة يتسهار حجرا على سيارة وأصاب أم فلسطينية وابنتها بجراح.

في حين أكد ضباط شرطة إسرائيليون أن الجيش والشرطة يتعمدون تجاهل «هجمات المستوطنين المتصاعدة والمنهجية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، لتجنب التعامل معها ». جاء ذلك في جلسة مغلقة عقدت الماضي وتسربت تفاصيلها لصحيفة هآرتس. وقال ممثلو جهاز الأمن العام "الشاباك" وممثلو الجيش في جلسة عقدها قائد العمليات في«لواء الضفة الغربية» في الشرطة، رونين يافيت، إن الشهور الأخيرة شهدت تصاعدا في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين. وقال ممثل الشاباك إن اعتداءات المستوطنين «موجهة ومخططة»، قال إنهم «يجبون الثمن». وقال ضباط في الشرطة إن الجنود الذين كانوا شهودا على نشاطات عنيفة من قبل المستوطنين «فضلوا تجاهلها كي لا يتورطوا معهم». وقال ضابط في الشرطة العاملة في الضفة الغربية أن «أفراد الشرطة أيضا يفضلون أحيانا عدم مواجهة المستوطنين والتصدي لهم. وكانت هناك حالات أشاح أفراد الشرطة بوجوههم كي يقولوا لم نر».

التعليقات