إسرائيل أرجأت مؤقتا تنفيذ المخطط الإستيطاني في E1 شرق القدس

مصادر حكومية اسرائيلية تقول انها أرجأت تنفيذ بناء 3500-4000 وحدة بين القدس ومستوطنة معاليه ادوميم كي لا تدخل في مواجهة سياسية مع امريكا لكنها ستواصل بناء الجدار العازل حول هذه الكتلة الاستيطانية!

إسرائيل أرجأت مؤقتا تنفيذ المخطط الإستيطاني في E1 شرق القدس
قالت مصادر في الحكومة الاسرائيلية، أمس الخميس، ان اسرائيل لن تشرع في هذه الاثناء بتنفيذ مخطط البناء في منطقة إي-1 في الضفة الغربية الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه ادوميم والبالغ مساحتها قرابة 100 كيلومتر مربع بل سيتم تنفيذ المخطط في المستقبل رغم معارضة الولايات المتحدة.

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن مصادر في الحكومة الاسرائيلية قولها انه في هذ1ه الاثناء سيتم بناء مقر الشرطة الاسرائيلية في منطقة إي-1 وهو المقر الذي صادقت الحكومة الاسرائيلية ودوائر التنظيم والبناء الاسرائيلية على بدء العمل فيه.

وزعمت المصادر ذاتها ان بناء مقر الشرطة يأتي لاحتياجات أمنية لكنها لفتت في الوقت ذاتها الى ان بناء المقر يستدعي ايضا شق طرق وإنشاء بنى تحتية في هذه المنطقة.

من جهة اخرى شددت المصادر على انه سيتم البدء في العمل على اقامة المخطط في إي-1 في المستقبل لكن من دون تحديد موعد لذلك.

ويذكر ان المخطط الاسرائيلي يقضي ببناء ما بين 3500 الى 4000 وحدة سكنية تهدف الى ربط مستوطنة معاليه ادوميم بالقدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في حرب حزيران/يونيو 1967 وضمتها لاسرائيل.

ويؤكد الفلسطينيون من جانبهم على تنفيذ مخططات البناء في إي-1 يعني القضاء على التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها اضافة الى عزل القدس الشرثية بالكامل عن محيطها في الضفة الغربية.

ولفتت الاذاعة الاسرائيلية الى ان اقوال المسؤولين السياسيين الاسرائيليين في هذا السياق على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لهذا المخطط والتي تمثلت في تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية امس الاربعاء بان الادارة الامريكية ابلغت الحكومة الاسرائيلية بمعارضتها لتنفيذ المخطط.

رغم ذلك فقد نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية قولهم انه تم الانتهاء من وضع الخرائط الهيكلية لمخطط بناء الاف الوحدات السكنية في إي-1 وانه تم ارجاء البدء في تنفيذ المخطط لكن ليس الغاءه.

وتأتي التصريحات الاسرائيلية قبل ساعات من لقاء الرئيس الامريكي جورج بوش مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في واشنطن، أمس،.

وقال مسؤولن سياسين رفيعو المستوى ان تصريحات رايس تشير الى ان "الولايات المتحدة لن تفعل شيئا حيال مخطط إي-1 اكثر من عرض موقفها المعارض للبناء في الاراضي الفلسطينية".

من جهة اخرى قللت المصادر الاسرائيلية من اهمية هذا الموضوع خصوصا على ضوء اعلان الفلسطينيين عن ان عباس سيطرح قضية التوسع الاستيطاني الاسرائيلي على جدول اعمال لقائه مع بوش.

وفي مقابل ذلك ادعت المصادر الاسرائيلية ذاتها بان القضية الملحة الان بالنسبة لاسرائيل هي قضية الامن في الضفة الغربية.

وكررت اسرائيل ادعاءاتها ضد عباس وانه لا يفعل شيئا حيال ما وصفته بـ"محاربة الارهاب" ونزع اسلحة الفصائل الفلسطينية.

من جانبه قال الوزير الاسرائيلي من حزب العمل حاييم رامون ان اسرائيل تأخذ بالحسبان الموقف الامريكي من البناء في إي-1 منذ عشر سنين لافتا الى ان مخطط البناء في هذه المنطقة تم اقراره في فترة حكومة يتسحاق لاتبين في العام 1995.

واضاف رامون انه "الامر المهم الان هو استكمال بناء الجدار حول معاليه ادوميم من الناحيتين الامنية والسياسية وعدم الدخول في صدام لا حاجة له مع الامريكيين حول إي-1".

وتابع الوزير الاسرائيلي قائلا انه "قد تكون للولايات المتحدة تحفظات من بناء الجدار حول الجدار المحيط بمعاليه ادوميم لكنهم لم يعربوا عنها".

وحول مشاركة حماس بالانتخابات قال رامون ان هذه الانتخابات تجري "استنادا الى اتفاقيات اوسلو.

"وفي هذه الاتفاقيات كتب ان كل من يحرض على العنف ويرفض الموافقة على وجود اسرائيل فانه لا يمكنه ان يكون جزءا من العملية الدمقراطية الفلسطيني".

الجدير بالذكر في هذا السياق ان الحكومة الاسرائيلية الحالية وخصوصا رئيسها ارييل شارون لا يعترفون باتفاقيات اوسلو.

من جانبه قال وزير الزراعة الاسرائيلي يسرائيل كاتس المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة ان "الوزيرة رايس هي صديقة كبيرة لاسرائيل لكن منذ حرب الايام الستة في العام 1967 لا يوجد اتفاق بين اسرائيل والولايات المتحدة في المجال السياسي بل هناك تنسيق امني وثيق بين حليفين وهكذا يجب ان يستمر الحال".

وتابع انه "امر طبيعي ان يكون لدينا وجهات نظر خاصة بنا وبامكان الامريكيين احيانا التعبير عن تحفظاتهم بل حتى انه في بعض الاحيان هم ملزمون بابداء تحفظاتهم" حيال مخططات اسرائيلية.

واستطرد كاتس ان "تحفظ الولايات المتحدة نابع من علاقاتها مع دول عربية واسلامية لكننا ملزمون بتنفيذ مخطط البناء في معاليه ادوميم وإي-1".

وقال "لقد بادرت قبل عام ونصف الى مخطط لتطوير البلدات في هضبة الجولان وثارت ضجة في البلاد زقالوا لي ان الولايات المتحدة ستعارض وفعلا طلب السفير الامريكي في اسرائيل طلب ايضاحات.

"واليوم انتقلت اكثر من الف عائلة اسرائيلية للسكن في الجولان بفضل هذه المبادرة".

ومضى كاتس "لقد قلت في حينه ان (الرئيس السوري) بشار الاسد سيشاهد من نافذة قصره هضبة الجولان الاسرائيلية المزدهرة.

"والان هناك امر واحد اكيد هو ان الجولان ينتعش وليس مؤكدا ان يستمر الاسد بالجلوس في القصر.

"ولذلك فاننا نملك كل الحق بالبناء في معاليه ادوميم".

التعليقات