"خطة ديان" لاخلاء مستوطنات في الضفة مع ضم الكتل الاستيطانية

عرض الجنرال الاسرائيلي في الاحتياط عوزي ديان اليوم الثلاثاء "خطة سياسية للانفصال الكامل عن الفلسطينيين" تقضي باخلاء 32 مستوطنة في الضفة الغربية يسكنها نحو 20 الف مستوطن لكنها تقضي من الناحية الاخرى بضم الكتل الاستيطانية الكبرى والقدس الشرقية الى اسرائيل.

وقالت تقارير صحفية اسرائيلية ان "خطة ديان" تقضي باخلاء 32 مستوطنة بينها مافو دوتان ويتسهار وحرميش وألون موريه وبراخا وايتمار وعيلي وكفار تفواح وتقواع ونوكديم وعوتينئيل وشافي شومرون ومستوطنات اخرى.

يشار الى ان اللواء ديان يعتبر احد ابرز القادة العسكريين الاسرائيليين ويرأس حركة "تفنيت" الاجتماعية السياسية وأشغل في الماضي منصب رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي.

واعتبر ديان ان خطته تأتي لاستكمال خطة فك الارتباط التي وصفها بانها "خطوة صحيحة لكنها غير كافية".

وتقضي الخطة بان تنتشر قوات الجيش الاسرائيلي عند "حدود مؤقتة" تضم القدس الشرقية ومناطق الكتل الاستيطانية الكبرى" وهي غوش عتصيون بين الخليل والقدس الشرقية واريئيل الواقعة جنوب مدينة نابلس في عمق الضفة ومعاليه ادوميم الواقعة الى الشرق من القدس، اضافة الى مستوطنات ليست ضمن الكتل الاستيطانية وهي عوفرا وبيت ايل المحاذيتين لمدينة رام الله ومستوطنة كريات اربع في الخليل.

وتنص الخطة ايضا على ان تضم "الحدود المؤقتة" الى اسرائيل مناطق غور الاردن وكل صحراء "يهودا" في الضفة الغربية والواقعة جنوب شارع القدس اريحا.

وشدد ديان في خطته على ان "تبقى القدس موحدة وعاصمة لدولة اسرائيل".

وقال ديان خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في تل ابيب ان "خطة فك الارتباط عن غزة ادت الى انهيار مبدأين مركزيين في السياسة الاسرائيلية.

"فقد انهت فكرة ارض اسرائيل الكاملة وفكرة ارض مقابل السلام وهما فكرتان لم تصمدا امام الواقع".

يشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كان قد صرح قبل اسبوعين بانه لا مناص من اخلاء مستوطنات معزولة في الضفة الغربية في اطار تنفيذ خطة خارطة الطريق التي طرحها الرئيس الامريكي جورج بوش لكنه اصر على ان الكتل الاستيطانية سيتم ضمها الى اسرائيل.

وفيما كانت تصريحات شارون مغلفة بضبابية وغير واضحة تماما قال ديان اليوم ان "المطلوب فكرة جديدة تقودنا قدما ولتشكل خارطة طريق زرقاء – بيضاء (اي اسرائيلية، الازرق والابيض هما لونا العلم الاسرائيلي) ولا يتم تغليفها باقوال ضبابية وشعارات حول تنازلات مؤلمة" كما يفعل شارون.

واضاف "لا افهم ماذا يعني تنازلات مؤلمة وانما افهم ما تعني خطة وماذا تعني خارطة".

وقال انه "في المعركة الانتخابية القادمة سنعمل على دفع خطتنا وسوف نتعاون مع كل من يؤيدها".

يشار الى ان ديان هو "شخصية مرغوب بها" في الاحزاب الاسرائيلية .

واستطرد قائلا ان "اخلاء مستوطنات في الضفة يجب ان يتم في موازاة هدف قومي عملي من خلال تخصيب القفار والاستيطان في النقب والجليل والقدس (الشرقية) واماكن اخرى مثل (الكتلة الاستيطانية) غوش عتصيون".

وادعى ديان ان "اسرائيل من دون غزة ومن دون نابلس ستكون اقوى وهذا يؤدي ايضا الى الحفاظ على جوهرنا القومي (من خلال وجود اغلبية يهودية في اسرائيل) ويقضي على السيطرة على شعب اخر ويخلق بداية للتعايش.

"ان هذا الخط افضل بكثير من الناحية الامنية وهو استمرار للمبادرة الاسرائيلية".

وتابع ان "دولة لا حدود لها لن تنشغل بالامور الاساسية مثل التعليم والتشغيل وتطوير النقب والجليل".

ومضى انه "اذا اتضح انه لا يمكن التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين فانه على اسرائيل ان تنتشر على الحدود المؤقتة وتحولها الى حدود بكل معنى الكلمة".

وقال ديان انه يشك في امكانية التوصل الى حل دائم مع الفلسطينيين.

ويشار الى ان الفلسطينيين يطالبون في اطار الحل الدائم باقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من كافة الاراضي المحتلة عام 1967 وبضمنها القدس الشرقية واخلاء المستوطنات وتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وهو ما تتجاهله تماما خطة ديان ومخططات شارون.