مجلس المستوطنات مصمم على مواصلة المسيرة الى غوش قطيف غدا

دعا مجلس المستوطنات الاسرائيلية المتظاهرين ضد خطة فك الارتباط، الى مواصلة البقاء في بلدة "كفار ميمون" في جنوبي اسرائيل وعدم الانصياع الى اوامر الشرطة بمغادرة البلدة والعودة الى بيوتهم.

واعلن قادة مجلس المستوطنات انهم سيواصلون البقاء في المكان معربين عن املهم بأن ينضم اليهم المزيد من المعارضين للانفصال وبالتالي الضغط على الحكومة لتغيير القرار الذي يمنعهم من دخول غوش قطيف.

يأتي ذلك بعد مرور أقل من نصف ساعة على توجه الشرطة الى المتظاهرين ومطالبتهم بمغادرة "كفار ميمون" والعودة الى "نتيفوت" ومن هناك الى بيوتهم. وابلغت الشرطة المتظاهرين انها تعتبر تظاهرتهم قد انتهت في بلدة "كفار ميمون"، معلنة في حديث وجهه احد ضباط الشرطة الى المتظاهرين عبر مكبرات الصوت، ان الشرطة ستمنعهم من مواصلة المسيرة باتجاه مستوطنات "غوش قطيف" في قطاع غزة.

وكان المفتش العام للشرطة، موشيه كرادي، قد ابلغ الشرطة منع المتظاهرين من التقدم باتجاه محور كيسوفيم والسماح لهم بمغادرة كفار ميمون فقط باتجاه واحد، هو بلدة "نتيفوت".

وتتواصل في بلدة كفار ميمون، حدة التوتر والصدامات بين المستوطنين وانصارهم، من جهة، وبين قوات الشرطة التي سدت مداخل البلدة وتمنع المتظاهرين من مواصلة التحرك نحو غوش قطيف.

وقالت الشرطة الاسرائيلية ان ثلاثة من افرادها اصيبوا اثناء محاولة المتظاهرين اختراق بوابة البلدة والدخول في مواجهات مع الشرطة ، فيما قال المستوطنون ان رئيس مجلس المستوطنات بنتسي ليبرمان اصيب أيضا.

في هذه الأثناء طالب فيه وزير الخارجية، سيلفان شالوم، السماح للمستوطنين بالاحتجاج بزعم ان منعهم من ذلك قد يجعل المتطرفين من بينهم يسيطرون على دفة القيادة. الا أن شالوم وكي لا يتهم بتأييد خرق المستوطنين للقرار الذي اعتبر منطقة قطاع غزة ومحيطها منطقية امنية مغلقة امام الاسرائيليين الذين لا يقيمون في مستوطنات القطاع، استدرك قائلا ان قرار الشرطة الذي يعتبر المسيرة الى "غوش قطيف" غير قانونية يعتبر ملزما للجميع بدون استثناء.

وكان وزير الامن الاسرائيلي شاؤل موفاز قد امر الجيش الاسرائيلي، ظهر اليوم الثلاثاء، بمنع المتظاهرين ضد فك الارتباط من التوجه الى غوش قطيف في قطاع غزة.

وقال موقع يديعوت احرونوت الالكتروني ان موفاز طالب قوات الجيش الاسرائيلي باعتقال كل متظاهر من المستوطنين ينجح بالتسلل الى قطاع غزة.

وزار موفاز اليوم مقر القيادة العسكرية في جنوب اسرائيل واستمع الى الضباط الذين استعرضوا الاوضاع واستعدادات قوات الامن الاسرائيلية لمنع دخول المتظاهرين الى القطاع.

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد سمحت لقرابة 30 الف متظاهر من الستوطنين واليمين الاسرائيلي بالدخول الى بلدة كفار ميمون في جنوب اسرائيل بعد صدامات وقعت صباح اليوم وهو ما اعتبرته وسائل اعلام اسرائيلية بانه "استسلام" من جانب الشرطة.

وكان 30 الف مستوطن قد باتوا الليلة الماضية في معسكر خيام اقاموه بالقرب من بلدة كفار ميمون في النقب بجنوب اسرائيل بعد ان افتتحوا مساء امس مسيرة احتجاجا على نية الحكومة الاسرائيلية تنفيذ خطة فك الارتباط واخلاء المستوطنات في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.

وكانت الشرطة الاسرائيلية التي جندت 12 الف شرطي لصد متظاهري اليمين قد اعلنت صباح امس عن المسيرة بانها غير قانونية.

ولم تنجح محاولات الشرطة امس بمنع حافلات ركاب من نقل متظاهرين من مناطق شتى في اسرائيل الى بلدة نتيفوت في جنوب اسرائيل حيث تجمع المتظاهرون قبل انطلاق مسيرتهم الى كفار ميمون.

من جهة اخرى تقدمت شركات نقل تملك الحافلات بالتماس الى المحكمة العليا الاسرائيلية اليوم بادعاء انها تتكبد خسائر بسبب محاولات الشرطة منع نقل المتظاهرين من انحاء اسرائيل الى جنوبهاز

كذلك قدمت جمعية حقوق المواطن في اسرائيل بالتماس اخر الى المحكمة العليا ضد الشرطة بادعاء ان قوى اليمين في اسرائيل الحق في التظاهر وطالبت باصدار امر قضائي يسمح باجراء مسيرة المستوطنين واليمين المتطرف الاسرائيلي. وقررت المحكمة العليا النظر في الالتماسات يوم الخميس المقبل.

وبحسب برنامج المسيرة كان من المقرر ان تصل صباح غد الى مداخل الكتلة الاستيطانية غوش قطيف في القطاع.

وافادت التقارير الصحفية الاسرائيلية بانه في الساعة السادسة من صباح اليوم وفي اثناء اداء المتظاهرين لصلاة الصباح انطلقت دعوات منظمي المسيرة عبر مكبرات الصوت تطالب المتظاهرين بترك كل شيء والانتقال الى الشارع المؤدي الى كفار ميمون.

ووقف الالاف من افراد قوات الامن الاسرائيلية في مواجهة المتظاهرين لمحاولة صدهم عن اقتحام كفار ميمون ووقعت صدامات بين الجانبين لمدة تزيد عن الساعة تمكن خلالها الالاف من المتظاهرين من اقتحام حلقات افراد الامن والدخول الى كفار ميمون.

في اعقاب ذلك وجهت اوامر الى افراد قوات الامن بالسماح للمتظاهرين بالدخول الى كفار ميمون.

يشار الى ان تقديرات سابقة للشرطة الاسرائيلية كانت قد افادت بانه في حال عدم السيطرة على المتظاهرين ودخولهم الى كفار ميمون فان الامر سيؤدي الى فقدان قوات الامن الاسرائيلية السيطرة على استمرار المسيرة باتجاه المستوطنات في القطاع.

ويذكر ان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي غدعون عيزرا كان اعلن امس ان المتظاهرين سيمنعون من الدخول الى مستوطنات قطاع غزة على اثر توقيع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امر يقضي بالاعلان عن المستوطنات منطقة عسكرية مغعلقة.

وعقدت الشرطة وقادة المستوطنين مفاوضات خلال الليل الفائت في بيت عضو الكنيست اليمني المتطرف يتسحاق ليفي في كفار ميمون لكنه انتهى دون تحقيق نتيجة.
يشار الى انه وفقا لبرنامج المسيرة فانه على المتظاهرين الاستراحة في فترة الظهر ومواصل المسيرة في ساعات المساء وذلك بسبب الحر.

واعتقلت الشرطة الاسرائيلية في اعقاب صدامات مع المتظاهرين وقعت الليلة الماضية مئة متظاهر من اليمين المتطرف بعد ان وجدت بحوزتهم مقصات حديدية لقطع الجدران المعدنية المحيطة بالمستوطنات واقتحامها.

في هذه الأثناء دعا الحاخام الياشيف، زعيم التيار اللتواني الديني الى التصويت في الكنيست ضد فك الارتباط. وطالب الياشيف ممثلي يهدوت هتوراة في الكنيست بالتصويت ضد الخطة غدا الاربعاء، ما قد يجعل رئيس الحكومة، اريئيل شارون، يفصل نائب وزير الرفاه، عضو الكنيست ابراهام رافيتس، الامر الذي سيؤدي الى انسحاب الكتلة من الائتلاف الحكومي.