مال أسود يتسرب من بنما إلى المستوطنات

جرى في السنوات الأخيرة تحويل "أموال سوداء" بحجم عشرات ملايين الشواقل، أكثر من أربعين مليون شاقل، من ملجأ المتهربين من الضرائب في بنما إلى منظمة "أمناه" التي تبني في المستوطنات والبؤر الاستيطانية العشوائية

مال أسود يتسرب من بنما إلى المستوطنات

حيفر

جرى في السنوات الأخيرة تحويل 'أموال سوداء' بحجم عشرات ملايين الشواقل، أكثر من أربعين مليون شاقل، من ملجأ المتهربين من الضرائب في بنما إلى منظمة 'أمناه' التي تبني في المستوطنات والبؤر الاستيطانية العشوائية. وأدت هذه الأموال إلى إنعاش 'أمناه' التي كانت تعاني من ضائقة مالية كبيرة، وفقا لتحقيق صحيفة 'هآرتس' ونشرته اليوم، الجمعة.

ويكشف التحقيق الصحفي عن أن شركة مسجلة في بنما، بملكية رجل أعمال يهودي أرجنتيني، محهول وغامض، يدعى دييغو أدولفو ميرينبرغ، ضخت عشرات ملايين الشواقل إلى جمعية 'الصندوق من أجل تنمية الفكرة الصهيونية'، التي يرأسها زئيف حيفر، وهو أحد أبرز الناشطين في مجال البناء الاستيطاني، ويتولى منصب سكرتير عام 'أمناه'. وتتسرب هذه الأموال إلى منظمات استيطانية أخرى أيضا.

ووفقا للتحقيق، فإن هذه الأموال تتحول إلى الشركات الاستيطانية التي يرأسها حيفر بطريقة ملتوية وغير قانونية، رغم أن القانون الإسرائيلي ينص على إمكان تحويل أموال إلى مؤسسات لا تبغى الربح فقط.

وأضاف التحقيق أنه في حال تحويل أموال إلى جمعيات، فإنها تكون ملزمة بإصدار تقارير حول نشاطها، لكن 'تحويل الأموال بين الجمعيات وأمناه لم تشمله التقارير المالية التي قدمها الصندوق إلى مسجل الجمعيات'.

وزعم حيفر أن الأموال التي تلقاها من الشركة في بنما عبارة عن قروض، لكن تبين أنه لم يتم تسديدها، وأنه حتى لو كانت قروضا فإنه لم يحصل على التصاريح اللازمة ومن تحديد حجم الفائدة، خلافا للقانون.

وأشار التحقيق إلى أن حيفر، عضو التنظيم الإرهابي اليهودي السري، الذي كُشف في ثمانينيات القرن الماضي، لا يقدم تقارير حول النشاط المالي للجمعيات والمؤسسات المرتبطة به، رغم أنه يحصل على أموال من الخزينة الإسرائيلية. وإلى جانب هذه الجمعيات أسس شركة باسم 'الوطن' وهدفها المعلن شراء أراض فلسطينية في الضفة الغربية. كن تحقيقا أجرته الشرطة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة أظهر أن وثائق 14 صفقة من أصل 15 صفقة كانت جميعها مزورة.

ويتمتع حيفر بعلاقات متينة ومتشعبة في أروقة الوزارات الإسرائيلية المختلفة.

وحصلت الجمعيات المرتبطة بحيفر على تبرعات من عائلة فاليك، اليهودية الأميركية، التي تتبرع أيضا لحملات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الانتخابية.

اقرأ/ي أيضًا | القدس: الاحتلال يصادق على بناء بؤرة استيطانية بسلوان

وقالت 'هآرتس' إنها حولت مواد تحقيقها الصحفي إلى مسجل الجمعيات في وزارة القضاء الإسرائيلية، منذ تشرين الأول عام 2014، لكن مسجل الجمعيات لم يتخذ أية إجراءات ضد حيفر. 

التعليقات