دعارة وابتزاز وتهديد: هكذا يستولي المستوطنون على عقارات المقدسيين

السبل التي يمكن استغلالها للسيطرة على أملاك الفلسطينيين في القدس المحتلة، منذ أكثر من عقدين، ومن بينها توفير خدمات جنسية بشرط ألا يكن النساء يهوديات، وكذلك تسجيل محادثات مع وجهاء وشخصيات اجتماعية وسياسية بارزة والتفاوض حول أملاكهم

دعارة وابتزاز وتهديد: هكذا يستولي المستوطنون على عقارات المقدسيين

لم تدخر سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية، التي تعمل بدعم أمني وسياسي من حكومة إسرائيل ونواب أحزابها في الكنيست، جهدًا في السعي إلى تهويد الأراضي الفلسطينية، وعلى رأسها القدس المحتلة، مستخدمة بذلك أقذر الأساليب، ومنها التجارة بالنساء والدعارة والتهديد والوعيد والتعاون مع أحد المسؤولين في الكنيسة الأرثوذكسية.

وكشفت تسجيلات صوتية نشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، عن محادثات بين مدير جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية، ماتي دان، وأصحاب الأملاك الفلسطينيين في القدس المحتلة وهو يعرض عليهم نساء للجنس وحبوب "فياغرا"، ويهددهم بعد ذلك بفضحهم في حال لم يتنازلوا عن أملاكهم وبيعها للجمعية التي تستعين أحيانًا بشركات مسجلة في ما تسمى "ملاجئ ضريبية"، حيث يتم التهرب من الضرائب وغسيل الأموال دون رقيب ولا حسيب.

طرق سلب العقارات

كشفت التسجيلات أن دان وعددا من موظفي الجمعية، المحسوبة على تيار الصهيونية الدينية الاستيطاني، تحدثوا عن السبل التي يمكن استغلالها للسيطرة على أملاك الفلسطينيين في القدس المحتلة، منذ أكثر من عقدين، ومن بينها توفير خدمات جنسية بشرط ألا تكن النساء يهوديات، وكذلك تسجيل محادثات مع وجهاء وشخصيات اجتماعية وسياسية بارزة والتفاوض حول أملاكهم، وفي حال أصروا على رفض التنازل عن أملاكهم يتم نشر المحادثات، إذ تعتبر الجمعية أن مجرد التفاوض سيضر بسمعتهم.

وفي إحدى التسجيلات يشرح محامي الجمعية الاستيطانية، إيتان غيفاع، كيفية التوجه لأبناء صاحب عقار في القدس المحتلة، ويقول لهم إن "ثمة طريقتين لفعل ذلك، إما التنازل لنا عن العقار في السر وينتهي الموضوع، أو تتجهون للمحكمة ويتم فضح والدكم ويعرف الجميع انه كان يفعل ذلك من أجل اليهود بسبب تعاونه معهم. هناك طريقتان، إما بهدوء وإما بشوشورة، الأفضل لكم أن يتم ذلك في السر".

ومن بين الطرق التي أمر دان موظفيه باستعمالها هي استخدام أسماء وهمية وأناس وهميين، وكذلك الاستعانة بالشركات المسجلة في "الملاجئ الضريبية" حيث تغسل الأموال بعيدًا عن الرقابة، وكذلك التعاون مع الشخص الملقب بـ"حاي".

"حاي": مسؤول بالبطريركية الأرثوذوكسية

يعتبر "حاي" أحد أكثر الذين ساهموا في تسريب أملاك العرب بالقدس المحتلة للجمعية الاستيطانية. وكشف مقرب من دان للصحيفة أن هذا اللقب أطلق على مسؤول رفيع جدًا في الكنيسة الأرثوذكسية (البطريركية اليونانية الأرثوذكسية بالقدس)، دون أن يذكر اسمه، وقال إنه من أكبر المتعاونين مع الجمعية الاستيطانية وله الفضل في امتلاكها الكثير من العقارات.

وطوال هذه السنوات كوّن دان شبكة واسعة من العلاقات الوثيقة بمسؤولين كبار، بينهم أعضاء كنيست ووزراء ورئيس بلدية الاحتلال بالقدس، نير بركات. واستخدم علاقاته للحصول على الأملاك الفلسطينية، سواء بالطرق المذكورة أو بالحصول عليها من الدولة بعد إصدار حكم يثبت أنه كانت بملكية يهودية في الماضي.

وبهذه الطرق بات يسكن في حارة الإسلام في البلدة القديمة في القدس نحو ألف مستوطن، وكذلك تعيش في حي سلوان نحو 20 عائلة مستوطنين، جميعهم في حي بطن الهوى، الذين يحتاجون لحراسة أمنية مشددة لمجرد الخروج من البيت، وجميع هؤلاء المستوطنين تابعين لجمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية.

استغلال الدين

روى أحد الفلسطينيين الذين تم ابتزازهم أنه بنى بيتًا في القدس المحتلة وسكنت فيه عائلته، وبعد بناء البيت، أخذه دان وآخرون في رحلة إلى الولايات المتحدة، حيث زاروا الكازينوهات وأحضر له مدير الجمعية الاستيطانية بائعات هوى.

وقال الفلسطيني، وهو أحد سكان حي سلوان، أنه في إحدى الليالي تركه دان وحيدًا مع بائعتي هوى وخرج، وفي ذات الليلة، داهم مستوطنو "عطيرت كوهانيم" المنزل تحت حماية شرطة الاحتلال وطردوا عائلته منه، واستخدموا التسجيلات لتهديده.

وتظهر هذه الأساليب استغلال الدين لتحقيق الأهداف السياسية والاستيطانية والتغطية على المحرمات الدينية التي ترتكب لخدمة هذا الهدف، إذ يعتبر الحاخام شلومو أفينار، الزعيم الروحي لأعضاء الجمعية والمستوطنين التابعين لها.

ويعرف هذا الحاخام بفتاويه المتشددة حول ضرورة احتشام النساء واحترام الأسرة حتى تقديسها.

 

التعليقات