البؤر الاستيطانية بالضفة تسيطر على 200 ألف دونم للفلسطينيين

تمكنت مجموعات المستوطنين من وضع اليد والسيطرة على مسطحات واسعة من الأراضي بملكية خاصة للفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، وكذلك تطوير 4 بؤر استيطانية معزولة بالضفة، وذلك بدعم وحراسة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

البؤر الاستيطانية بالضفة تسيطر على 200 ألف دونم للفلسطينيين

مستوطنون وضعوا اليد على 21 ألف دونم بالضفة (وفا)

استولت مجموعات من المستوطنين على مسطحات واسعة من الأراضي بملكية خاصة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وأقامت 4 بؤر استيطانية عشوائية، وذلك بدعم وحراسة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما تشير التقديرات إلى أن البؤر الاستيطانية تسطير على 200 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وأفادت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد، بأن المستوطنين تمكنوا خلال الخمس سنوات الأخيرة من وضع اليد والسيطرة على نحو 21 ألف دونم بغالبيتها العظمى هي ملكية خاصة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. كما منعوا من المزارعين الفلسطينيين الوصول إلى مساحات واسعة من الأراضي، ونفذوا اعتداءات ممنهجة وواسعة عليهم خلال فلاحة العائلات الفلسطينية الأرض.

وعمدت جماعات المستوطنين على الاعتداءات واللجوء إلى العنف والعمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين وأصحاب الأراضي، وذلك بهدف ترويع وترهيب الفلسطينيين ودفعهم على الهجرة القسرية لأراضيهم وعدم زراعتها.

وغالبا ما كانت تتم اعتداءات المستوطنين وعمليات الترهيب للفلسطينيين بدعم وحماية من جنود الاحتلال، الذين ساعدوا المستوطنين بالتوسع والهجوم على العائلات الفلسطينية، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية.

ووصلت مساحة الأراضي التي وضع اليد عليها مجموعات المستوطنين إلى 20.866 دونما، جميعها كان تستخدم للزراعة وتربية المواشي من قبل الفلسطينيين، كما جرى في تخوم مسطحات هذه الأراضي إنشاء 4 بؤر استيطانية كانت معزولة، حيث جرى ربطها بشبكة الطرقات وهو ما يمهد لتوسيعها.

ووفقا للصحيفة، فإن أبرز البؤر الاستيطانية تسمى "مزرعة أوري" التي أقيمت في العام 2016 على أراضي للفلسطينيين شمالي الأغوار، ومنعت هذه البؤرة من الفلسطينيين الوصول إلى أراضيهم وزراعتها ورعاية المواشي، حيث يملكون هناك أكثر من 14 ألف دونم.

لم تتوقف اعتداءات المستوطنين وممارساتهم لوضع اليد على الأراضي الفلسطينية في الأغوار، إذ تم تطوير البؤرة الاستيطانية "تسفي بار يوسف" قرب مستوطنة "حلميش"، والتي أقيمت قبل 3 سنوات في الضفة الغربية، ويحرم المزارعون الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم التي تقدر بنحو 2500 دونم.

بؤرة استيطانية ثالثة أقيمت العام الجاري قرب قرية زنوتا جنوب بلدة الظاهرية في الخليل، والتي تم الاستيلاء على 1850 دونما من أراضيها، إلى جانب بؤرة رابعة شرقي يطا أقيمت بالعام 2020 وتم الاستيلاء على 1537 دونم من قرى المنطقة.

وتتطرق المعطيات التي وثقها تقرير لمنظمة "بتسيلم" إلى 4 بؤر استيطانية "معزولة" من بين 50 بؤرة استيطانية أقيمت بالعقد الأخير، و150 بؤرة استيطانية أقيمت بالضفة والأغوار منذ تسعينيات القرن الماضي.

واختارت "بتسيلم" 5 مناطق بالضفة أقيمت فيها 9 بؤر استيطانية من بينها الأربعة المذكورة سابقا، وتقع في شمالي غور الأردن، وقرى قضاء رام الله، وقرى قضاء نابلس، وقرى قضاء الخليل.

وقامت "بتسيلم" بتحديد حجم الأراضي التي استولت عليها البؤر الاستيطانية ومستوطنة أخرى هي “حلميش” في تلك المناطق الخمس، ووصلت إلى نحو 28416 دونما، وأكدت أن المجموعات الاستيطانية تستخدم العنف ضد الفلسطينيين من أجل تحقيق أهدافهم بالسيطرة على أراضيهم.

وفي المقابل، تشير التقديرات التي أجراها الرئيس التنفيذي لمنظمة "أماناه"، زئيف حيفر، وهي منظمة تعتبر الذراع التنفيذي والتجاري لـ"غوش إيمونيم" التي تقف وراء إنشاء البؤر الاستيطانية، أن هناك نحو 200 ألف دونم تم السيطرة عليهم بالضفة من قبل البؤر الاستيطانية.

ولم يتضح لمنظمة "بتسيلم" مدى دقة هذه المعلومات، لكن في منطقتين أخريين في الضفة والتي لا يشملها التقرير الحالي تم الاستيلاء على 36500 دونم أخرى على الأقل، منها 26500 دونم لمستوطنتي "شيلا" و"عيلي" شمال شرق رام الله، و10000 في "تقوع" و"نوكديم" قضاء بيت بيت لحم.

التعليقات