الاحتلال يسمح لمتطوعي "الخدمة القومية" بالعمل في بؤر استيطانية

البؤر الاستيطانية هذه عبارة عن "مزارع" تسكنها عائلة واحدة مع قطيع أغنام ومتطوعات، يستولون على مساحات واسعة، كان فلسطينيون يزرعونها ويرعون أغنامهم فيها، وهدف "المزارع" الاستيطانية الاستيلاء على أكبر مساحة

الاحتلال يسمح لمتطوعي

مستوطنون يهاجمون فلسطينيين في خربة المفقرة (بلطف - "بتسيلم")

تسمح السلطات الإسرائيل بتنفيذ "الخدمة القومية"، الموازية للخدمة العسكرية، بالتطوع في البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، وبضمنها "المزارع" التي أقامها مستوطنون وصدرت ضدها أوامر إخلاء وهدم.

وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، أن ثماني متطوعات في "الخدمة القومية" يعملن حاليا في خمس "مزارع"، بوساطة منظمة "هشومير يوش" الاستيطانية ("يوش" - اختصار يهودا والسامرة) والتي تحصل على ميزانيات حكومية، ومتطوعتين أخريين في "مزرعة" أخرى وصلتا إليها بصورة مستقلة.

وهذه "المزارع" هي نوع البؤر الاستيطانية العشوائية الأكثر انتشارا في الضفة الغربية، وتفيد معطيات حركة "سلام الآن" بوجود قرابة 50 "مزرعة" في الضفة وبأن جهات في الحكومة الإسرائيلية مشاركة في إقامتها وتمويلها.

وغالبا ما يستوطن في هذه البؤر الاستيطانية عائلة واحدة، تسيطر على أرض، وتحضر قطيع أغنام ومتطوعين يعملون في الرعي والحراسة. ويستخدم رعي المواشي كوسيلة لتوسيع مساحة البؤرة الاستيطانية على حساب فلسطينيين يرعون مواشيهم في المكان نفسه، بزعم "الحفاظ على أراضي الدولة".

وتعمل متطوعات "الخدمة القومية"، وهن شابات يهوديات متدينات غالبا، في "المزارع" مع "هشومير يوش" بواسطة "الجمعية للتطوع" التي توزع المتطوعات على البؤر الاستيطانية. وحسب تقارير قدمتها "هشومير يوش" إلى مسجل الجمعيات، في العام 2020، فإن 40% من ميزانيتها مصدره دعم حكومي، أي من أموال الضرائب التي يدفعها المواطنين.

وتنفذ المتطوعتان الأخريان "الخدمة القومية" في مزرعة يطلق عليها تسمية "غينات عيدن" في البؤرة الاستيطانية "متسبيه يريحو"، التي قررت الحكومة الإسرائيلية شرعنتها، قبل سنوات، ولم تنفذ ذلك حتى اليوم.

وقالت مستوطنة تدير البؤرة الاستيطانية "ناحال شيلو" إنه يوجد مكانان شاغران لمتطوعتين، وأن عمل المتطوعات هو إخراج قطيع الأغنام إلى المرعى من أجل "سد الطريق أمام الفلسطينيين الذين يحرثون ويغرسون مزيد من الأشجار طوال الوقت".

وأضافت المستوطنة أن "المتطوعين هنا في الماضي كانوا يسدون الطريق بجسدهم ولم يسمحوا لمزارع عربي أن يحرث. ونحن في حرب يومية على الأرض. وزرع زوجي الأشجار بشكل متناثر جدا كي يكون بالإمكان السيطرة على أكبر مساحة ممكنة وسد أكبر مساحة ممكنة" أمام دخول فلسطينيين إليها.

ووفقا لمنظمة "بتسيلم"، فإن أربع "مزارع" استيطانية استولت في السنوات الخمس الأخيرة على 20,866 دونما، كان فلسطينيون يزرعونها أو يرعون فيها. وأقيمت العديد من هذه "المزارع" بدعم منظمة "أماناه" الاستيطانية، التي قال مديرها، زئيف حيفر، أنه يعتزم إقامة عشرة بؤر استيطانية أخرى خلال العام الحالي، "لأنها ناجعة أكثر من المستوطنات الرسمية" من أجل الاستيلاء على الأراضي. وأضاف أن "مزرعة واحدة تقوم بحراسة أراضي بمساحة آلاف الدونمات".

التعليقات